الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رسائل قوة مصر الناعمة فى  مهرجان القاهرة السينمائى الدولى

رسائل قوة مصر الناعمة فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى


أكثر من سبب جعل افتتاح الدورة الـ40 لمهرجان القاهرة السينمائى هى الأكثر بريقا منذ سنوات فى الولاية الأولى لمحمد حفظى وأن مستقبل المهرجان العريق واعد وفى أيد أمينة.
 فى مقدمتها التنظيم الجيد والفكر المحترف المواكب للمهرجانات العالمية ورغبة نجوم الشعب فى تحويله إلى حدث عالمى يليق باسم مصر وتاريخها السينمائى العتيد إلى جانب النقل الحصرى الجذاب لقناة dmc الذى جعل المشاهد فى قلب الحدث وجزءًا منه بالإضافة إلى الدعم الحقيقى من الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة والوزيرة د. (إيناس عبدالدايم) باعتبار المهرجان يمثل الواجهة الحقيقية للإبداع المصرى وضربة ساحقة للمتطرفين من أعداء الحياة والوطن..

 الوزيرة المبدعة لم تكن مجرد ضيفة شرف تفتح الفعاليات فقط كما هو متبع بل كانت جزءًا من صناعة الحدث بإصرارها على  متابعة كل صغيرة وكبيرة قبل وأثناء الافتتاح واستقبال لضيوف وقوى مصر الناعمة فضلا عن تأكيد أن المهرجان يعكس رؤية مصر للعالم وفرصة لتبادل الثقافات فى الكلمة التى ألقتها..
 أما مراسم الافتتاح فبدت وكأنها لوحة فنية كسرت حواجز التقليد والتكرار حيث احتشد فيها أكثر من فنان ومن أجيال مختلفة فى إيقاع جميل، فلم تكن مراسم الافتتاح تقتصر على مذيعة أو مذيع أو رئيس المهرجان منفردا كما هو متبع حيث تحول محمد حفظى إلى جزء من الفعاليات محطما نمطية صورة رئيس المهرجان، وهذا يعكس وجود عقلية مؤمنة بالعمل الجماعى والمصير المشترك.
 بدأ سمير صبرى الافتتاح بفيلم تسجيلى معبر عن تاريخ السينما وسحرها الذى خطف القلوب ووحد العقول منذ أكثر من 100 عام ودور مصر فى صناعة الفن السابع الجامع لكل ألوان الفنون الجميلة.
 ويلخص (سمير) تاريخ المهرجان العريق فى كلمات بسيطة انسجمت مع ما نشرناه العدد الماضى مما اثار دهشة الفنان الكبير الذى استعرض شريط 40 سنة مهرجان منذ أن كان حلما لكمال الملاخ ودور الفنانين عبدالحليم حافظ  ووردة ونجوى فؤاد فى تمويله بحفلين غنائيين.. ثم يقدم سمير صبرى الفنان ماجد الكدوانى ليقدم فقرات الحفل ثم يعزف شريف منير معزوفة  موسيقية على آلة الدرامز.. ثم تظهر شيرين رضا لتقوم بدور المذيعة ويطلب من محمد حفظى إلقاء كلمته والذى بدوره  يقدم وزيرة الثقافة لإلقاء كلمتها وإطلاق إشارة بدء المهرجان.
من أروع مشاهد الافتتاح التى تناغمت مع فقراته.. (التكريمات)والتى كانت جزءًا من لوحة الافتتاح الفريدة من نوعها عبر 40 عاماً. ودخول المكرمين العالميين فى المشهد الافتتاحى وفى مقدمتهم  المخرج الروسى المبدع بافين لونجين وقدمت نيللى كريم له درع التكريم ثم صعدت ليلى علوى لمنح جائزة فاتن حمامة للمخرج البريطانى  بيتر جريناواى بينما قدم المخرج الكبير داود عبدالسيد درع التكريم للفنان العملاق حسن حسني، فى حين سلم الموسيقى الكبير راجح داود جائزة التكريم لهشام نزيه ثم قدم رئيس المهرجان الكاتب الكبير يوسف شريف رزق الله ومنحه درع التكريم ودخلت لبلبة  لتكريم سمير صبري..
 ليلى علوى ونيللى كريم ولبلبة وداود عبدالسيد وشريف منير وراجح داود وماجد الكدوانى وشيرين رضا كانوا جزءا من سيمفونية التكريم فى مشهد يرسخ امتزاج الأجيال فى السينما المصرية ويعكس روحا جديدة (لنجوم الشعب) فى مهرجان عالمى كبير..
 كل هؤلاء مع الحضور المكثف للنجوم من مختلف الأجيال لأول مرة منذ فترة طويلة يعكس أن المهرجان فى دورته الـ 40 دخل فى مرحلة  جديدة وواعدة بفكر شبابى طازج ومبدع فمن نادية الجندى ويسرا وإلهام شاهين وليلى علوى وهانى رمزى  إلى غادة عادل وياسمين رئيس ومحمد مضان وأحمد وفيق وكل هؤلاء رسموا لوحة سينمائية جميلة  تدعو للتفاؤل لمستقبل المهرجان العريق والذى حمل بشارة دورته الـ40 بتكريم من يستحق وهم فى قمة عطائهم الفنى أمثال سمير صبرى وحسن حسنى فى لفتة رائعة تشطب على التقليد  النمطى  بتكريم الراحلين وهذا ما ترجمته كلمتا «حسن» و«سمير» أثناء التكريم..
وفى لقاء حصرى وخاص مع سمير صبرى تحدث النجم الكبير عن رحلته الفريدة من نوعها ومشواره الفنى الحافل (مذيعًا وممثلا ومغنيا ومنتجا) وأبدى الفنان الشامل إعجابه من اتساق الكلمة التى ألقاها بعفوية أثناء تكريمه على ما نشرناه العدد الماضى حرفيا مفجرا مفاجأة تعكس الرسالة السياسية من نشأة المهرجان بقوله إن مولد المهرجان جاء فى شقة عبدالحليم حافظ بالعجوزة فى جلسة جمعته مع الكاتب الراحل كمال الملاح  وفيها تحدث عن حلمه فى إطلاق مهرجان سينمائى لمواجهة الفكر الصهيونى واتجاه إسرائيل لإطلاق مهرجان سينمائى بعد الهزيمة الساحقة  له فى 6 أكتوبر وتحمس عبدالحليم حافظ للمهرجان وإعلان  رغبته بدعم المهرجان وإقامة حفلين يخصص دخلهما  كميزانية لإطلاق المهرجان بمشاركة المطربة الراحلة وردة ونجوى فؤاد وهى أسماء تستحق التكريم فى المهرجان  لدورها الكبير فى إطلاقه.
 الفنان العملاق سمير صبرى تحدث عن دور النجم العالمى الراحل عمر الشريف فى المساهمة فى إطلاقه سواء بالحضور أو استقدام نجوم عالمية فى مقدمتهم إليزابيث تايلور والتى شاءت الأقدار أن تكون معه فى رحلتها للقاهرة لحضور الدورة الثانية من  المهرجان واستغلال وجوده معها على متن الطائرة المتجهة من لندن لمصر بالصدفة وتحدثه معها عن مهرجان مصر السينمائى وتاريخ مصر وارتباطه بها بعد تجسيدها شخصية كليوباترا.. ثم استقبال الرئيس الراحل أنور السادات لها فى منزله بناءًا على طلبها.. وهنا يتذكر الفنان الكبير لقاءه التاريخى مع الرئيس الراحل (السادات) وإشادته بدوره فى فيلم (بالوالدين إحسانا) وفى اللقاء وقال له حرفيا (دورك يا ولد أبكاني) وكان ضمن كتالوج سينمائى كبير لسمير صبري.
 المدهش أن الرئيس السادات - حسبما قال «سمير» - كان تأثيره مستمرا فى المهرجان بعد رحيله.. بعدما أصر الممثل الهندى العالمى (أميتاب باتشان)-وكان ضيفا شرفيا للمهرجان فى أوائل التسعينيات- على زيارة الرئيس الراحل وكان فى استقباله السيدة قرينته وأبناؤه وتعمد (بتشان) التقاط صور تذكارية فى أركان فيلا (السادات) باعتباره زعيما عالميا.
 ويتذكر أخيرا الفنان العملاق سمير صبرى إحدى حفلاته فى جنوب إفريقيا ووقتها رقص الرئيس نيلسون منديلا على موسيقى صعيدية شعبية ضمن وصلات سمير صبرى الغنائية.