
طارق مرسي
المجد للملاخ
فى مولد المهرجانات السينمائية التى تنحدر من قاعدة السبوبة أو المنظرة يظل مهرجان القاهرة السينمائى الدولى هو «مهرجان المهرجانات» والواجهة الحقيقية التى تعكس تاريخ مصر السينمائى بصبغته الدولية واسمه الكبير.
هذا المهرجان العريق يدين بالفضل إلى الكاتب الصحفى الراحل كمال الملاخ صاحب المبادرة والإطلاق لأول مرة منذ 42 عاما، كما أنه يدين بالولاء لاسم الكاتب الراحل سعد الدين وهبة الذى أضاف صفته الدولية، حتى إنه صنف ضمن أهم المهرجانات حول العالم.
الكاتبان الراحلان وضعا الركائز الأساسية لاستمرار مهرجان عملاق، فالمؤسس الأول «الملاخ» حول حلمه إلى حقيقة فتحت آفاقا جديدة للسينما المصرية وما بين برلين وأمريكا اختمر الحلم وبالجهود الذاتية تحول حلم صاحب اكتشاف مراكب الشمس إلى واقع بجهود عبدالحليم حافظ ووردة ونجوى فؤاد بعدما تحمس نجما الغناء لإقامة حفل يخصص عائده لإقامة المهرجان، بينما تحملت نجوى فؤاد مسئولية تخصيص مكان راق لإقامته فى فندق شيراتون الشهير والذى كان يديره فى ذات الوقت زوجها سامى الزغبى.
وكان أول «رعاية» فى أول ظهور للمهرجان حسبما كشف الناقد سمير شحاتة فى كتابه الثمين «الفرعون الأخير» الصادر عن مهرجان الإسكندرية السينمائى مع التفاعل الإيجابى لهيئة الاستعلامات برئاسة د. مرسى سعد الدين شقيق الموسيقار بليغ حمدى لتوفير وسائل الاتصال وجود فندق شهير مع إسناد ذكى للأديب يوسف السباعى كرئيس شرفى للمهرجان.
كل هذه الطاقات الإيجابية أخرجت مهرجانا عملاقا للنور بحضور رئيس الوزراء ممدوح سالم وجمال العطيفى وزير الثقافة والإعلام ومحافظ القاهرة سعد مأمون.
بجانب حضور نجوم السينما العالمية كلوديا كاردينالى وعمر الشريف هذا النجاح الكبير دفع رئيس الجمهورية الراحل أنور السادات لاستقبال النجمة العالمية إليزابيث تايلور ضيفة الدورة الثانية فى منزله ليولد المهرجان راسخا وعملاقا.
ثم جاء دور الكاتب سعد الدين وهبة ليتحول المهرجان إلى تظاهرة شعبية بإقامته فى دور العرض السينمائية.
الملاخ ووهبة وعبدالحليم ونجوى فؤاد أسماء كبيرة ساهمت فى مولد هذا المهرجان وتستحق التكريم من القيادة الحالية وتخليد دورهم.. وقد فعلها مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط برئاسة الأمير أباظة بتكريم كمال الملاخ بإصدار كتاب مهم عنه منح أسرته درع المهرجان باعتباره مؤسسه مع الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما وبمناسبة مرور مائة عام على ميلاده فى لفتة ذكية يجب أن يحتذى بها رئيس مهرجان القاهرة الحالى.
بعد الملاخ ووهبة تتابع الرؤساء النجم الكبير حسين فهمى والكاتب شريف الشوباشى والفنان القدير عزت أبوعوف والناقد الكبير سمير فريد، ثم د. ماجدة واصف وجميعهم اصطدم بالميزانية والدعم، ولكل بصمته الخاصة فحسين فهمى فرض أسلوبه وثقافته الراقية على المهرجان وبذل جهودا كبيرة لخروجه بالشكل العالمى الذى يليق باسم مصر، بينما أضاف الناقد سمير فريد بصمته سواء بتكريم العظماء أمثال نادية لطفى أو تحويل فعالياته إلى حلقات بحث تثرى الثقافة السينمائية فىحين بذل الشوباشى وأبوعوف وواصف جهدا كبيرا للحفاظ على كبريائه رغم استمرار فقر الميزانية.
ومع ولاية السيناريست الشاب «محمد حفظى» واهتمام وزيرة الثقافة د. إيناس عبدالدايم والرهان بالعقول الشابة والمتحررة ودعم قناة بحجم DMC فإن الآمال والأحلام ممكنة للحفاظ على عراقة المهرجان الكبير، ورد الجميل لأسماء عملاقة ساهمت فى مولده بما يليق باسم مصر وفى مقدمتهم مؤسسه كمال الملاخ وسعد الدين وهبة وعبدالحليم حافظ ونجوى فؤاد وهؤلاء يستحقون أكثر من تكريم لدورهم الكبير فى خروج هذا المهرجان للنور ومن باب الوفاء العظيم والنداء هنا موجه إلى السيناريست الشاب محمد حفظى وقناة DMC الراعية وأيضا وزارة الثقافة لتعريف دور هؤلاء للأجيال القادمة.>