
طارق مرسي
الرسائل السياسية فى مهرجان الموسيقى العربية
يهل مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، الذى افتتحته الخميس الماضى وزيرة الثقافة د.إيناس عبدالدايم ود.مجدى صابر رئيس دار الأوبرا ليفض الاشتباك ويثبت أن الآذان المصرية لا تعرف الذبول، محطمًا حاجز الصخب الغنائى وموجات الغناء الاستهلاكى والسلع الموسيقية الباهتة فى بورصة الطرب الاستثمارى الذى يرتكز على الشكل والموضة ويفتقر المضمون والذوق الراقى.
تأتى الدورة 27 على أنقاض موسم غنائى فقير اكتفى فيه فرسان الغناء فى الجيل الحالى وهم عمرو دياب وأنغام وشيرين وتامر حسنى بالتواجد الفقير فى الشارع الغنائى ما يمثل علامة استفهام فى مشوارهم الغنائى.
وزيرة الثقافة د.إيناس عبدالدايم لخصت المعانى النبيلة للغناء المصرى، بأن المهرجان - الذى تحملت وقت رئاسته مهمة استمراره فى ظروف صعبة - كان مواكبًا للأحداث السياسية الكبرى وفترات التحول بأعمال العمالقة محافظًا على الهوية المصرية والعربية ورسائل التنوير ومنح المصريين الطاقات الإيجابية التى حفظته من التآكل والجمود.
د.إيناس أكدت أن نجاح المهرجان ورسوخه يعود إلى قيادة سياسية واعية تؤمن بقيمة الفن وقدرته على بناء المجتمع، فلولا ثورته على المأجورين والمتاجرين بالدين والدنيا ما استمر هذا المهرجان العملاق الذى تحضنه الأوبرا التى هى حسب وصفها الحصن المنيع ضد كل محاولات التشكيك والاغتراب الثقافى لدوره فى حماية الفن الراقى والتراث الغنائى من محاولات التشويه وطمس الهوية وتخليص النفس من النزعات العدوانية والطاقات السلبية.
دورة مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية تحمل هذا العام اسم صوت النيل «شادية» صاحبة الأيقونة الوطنية «يا حبيبتى يا مصر» فضلا عن كتالوجها الغنائى «العاطفى والديني» الهادف والخالد وهذا التكريم إشارة واضحة على دورها الغنائى ومشوارها الفنى الجميل.
يكرم المهرجان هذا العام بجانب صوت النيل 18 شخصية ساهمت فى إثراء الحياة الفنية، فى مقدمتهم المايسترو ميشيل المصرى وعازف الكمان سعد محمد حسن والموسيقار اللبنانى الراحل حليم الرومى والزميل الفنان والكاتب محمد بغدادى والمهندس بدر الزقازيقى والموسيقار السعودى عبدالرب إدريس والمطربة الكويتية نوال ظاهر والمطربة التونسية لطيفة.
مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية يشهد مشاركة أكثر من 70 مطربًا ومطربة يمثلون جيل الأصالة والطرب الأصيل فى مقدمتهم هانى شاكر الذى افتتح المهرجان بالإسكندرية بأغنية «وأنت ماشى فى مصر» وعلى الحجار وأحمد إبراهيم ومدحت صالح وإيمان البحر درويش ومحمد الحلو ومحمد ثروت ونادية مصطفى إلى جانب لطيفة ووائل جسار وصابر الرباعى وعاصى الحلانى ورامى عياش والكويتية نوال وعدد من الأصوات الواعدة إلى جانب مسك الختام ماجدة الرومى.
هذا الحشد الكبير على مدار 12 يومًا والذى اختاره رئيس الأوبرا د.مجدى صابر ود.جيهان مرسى مدير المهرجان سوف يقدمون باقة من الأغنيات القديمة إلى جانب أعمالهم الشهيرة التى ينتظرها عشاق الغناء فى مصر.
وكل هؤلاء يرسمون النهاية الجميلة للغناء المصرى والعربى فى عام 2018 بعد موسم غنائى صيفى مخجل مارس فيه نجوم الغناء على الساحة الآن فرض ضغوطهم بأعمال ذات صلاحية محدودة مع فقر فى الرؤية الغنائية العاطفية والوطنية أيضًا على مدار عام كامل.>