الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
«شباب» زى الورد ده ولا إيه؟

«شباب» زى الورد ده ولا إيه؟


مصر أمنا ولادة بحق، من الذى قال إن هناك قلقا ما على بلدنا؟ من الذى قال إن الشباب لا يقدر قيمة الوطن؟ من الذى قال إنهم يسعون للمناصب والمكاسب قبل الخبرة والتدريب؟ من الذى قال إنهم لا يحترمون الكبير؟ من الذى قال إن زمن الجدعنة والشهامة انتهى؟ من الذى قال إن تقدير المسئولية لم يعد؟ من الذى قال إن الأخلاق تمت إزالتها من الخريطة المصرية؟ من الذى قال إن الوعى بعافية؟  
لا تخافوا على مصر الواعدة بشبابها، هذا كان شعورى منذ هبطت طائرة مصر للطيران أرض السلام،  حيث هناك أكبر تجمع عالمى لشباب الكرة الأرضيّة، أفريقيا، آسيويا، أوروبيا، إنها بوتقة الانصهار الحضارى، بداية فى المطار اصطف شباب لاستقبال الضيوف من الإعلاميين والشخصيات العامة وأساتذة الجامعة، كانت رحلتنا هى الأولى ليوم الخميس ولكن عملهم سبق رحلتنا بعدة أيّام لاستقبال المشاركين الذين أتوا من كل فج عميق، أكثر  شىء لفت نظرى هو «طولة بالهم» واستيعابهم لكل أسئلتنا وتوفير الراحة لنا، قبلها كان فريق آخر منهم تواصلوا ونسقوا معنا وأعطونا أرقاما هى «كود» خاص بكل واحد فينا من خلاله يتم معرفة مكان فندق الإقامة  وكل ما يلزمنا خلال المنتدى وجلساته والسيارات التى تقلنا فى شكل جماعى وإعطائنا إجابة لكل استفسار.
ولقد قمت بتوجيه أسئلة مباشرة للشباب من الجنسين الواضح لنا، لأن هناك خلف تلك الخطوط آخرين طوال العام يعملون فى صمت يعدون للمنتدى كخلية نحل بعد أن تم تحديد القضية التى ستقوم عليها مناقشات وحوارات  الملتقى فقاموا بالبحوث والتواصل مع المتحدثين والمحاضرين، وعرفت منهم مدى الاستفادة من تأهيل وتدريب واكتساب خبرات عن طريق «البرنامج الرئاسى» وأنهم يتلقون محاضرات فى الأمن القومى والإدارة، ويتم ذلك داخل المعاهد العسكرية وأكاديمية ناصر، وأن هذا الإعداد يستغرق ثمانية أشهر متواصلة والدراسة تكون من يوم الأحد إلى الأربعاء أما باقى الأيام فهى زيارات ميدانية لمواقع العمل المختلفة فى المصانع والمؤسسات والأجهزة وأيضًا لقواتنا المسلحة، كانت الفتيات يروين لى كيف تعرفوا عن قرب على «الميسترال» فى القوات البحرية، وذهبوا للقوات الجوية والدفاع الجوى والجيوش الميدانية والمصانع الحربية، هؤلاء الشباب خريجو طب وصيدلة وهندسة وتجارة وآداب وفنون  وكل التخصصات، هؤلاء الشباب فخورون بما يفعلون ومقتنعون بأدوارهم فأتقنوها، شباب عاهدوا الله أن يكونوا جنودا فى ميادين شتى يشاركون إخوة لهم يقدمون أرواحهم على خط المواجهة مع الإرهاب.
من هنا فى «شرم الشيخ»  لنا أن نقول: ما تخافوش على مصر، ولنا أن نقول ليس بجرة قلم لأى من كان يحدد وضع مصر، وليس لكاتب من  هنا أو هناك أن يحدد القوى الفاعلة فى المنطقة، لأن مصر التى قامت بالنيابة عن العرب بحروب أربع استنزفت  فيها كل مواردها واستشهد فيها شبابها  لايمكن لجاحد أن ينكر خبرة جيشها القتالية وقوته وكبر حجمه، الجيش الذى وقف مع كل دول المنطقة لصد اَى معتد عليهم، مصر هى المعادلة الصعبة عند إيران والجائزة الكبرى عند الامريكان والخصم الذى يحسب حسابه عند إسرائيل حتى إنها تتمسك بتلالبيب اتفاقية السلام معنا بيدها وأسنانها، مصر التى حجمت تركيا التى كانت تريد أن تعيد عرشها العثمانى فى المنطقة العربية من البوابة الإخوانية الإرهابية، تلك هى مصر دون مزايدة أو معايرة، مصر أقدم حضارة عرفها التاريخ  فلا يحق لمن هو راشد أو غير ذلك أن يستبعدها أو يقربها أو يحدد مكانتها، ونتساءل: هل قامت مصر فى يوم من الأيام لمحاربة الأشقاء أو الجيران؟  مصر التى تعمل جاهدة على وحدة الدولة السوريةوعدم تفتيتها والتى لديها القدرة أن تجمع على طاولة مفاوضتها السوريين المسئولين منهم والمعارضين، وتسعى للم شمل الفلسطينيين، وتدرب الجيش الليبى وتصقل مهاراته ليحمى أرضه وعرضة ولا تمزقه القبلية والانقسامية، مصر التى تجوب العالم من مشرقه إلى مغربه لتمنح علاقاتها الدولية شرايين جديدة تجرى فى دماء الدور التى تضطلع وكلفها الله به عندما حباها ووهبها عبقرية الزمان والمكان، وترتكز فى شخصية أبنائها أعمدة كل الحضارات الإنسانية بشكل متسلسل ومتعاقب، تلك هى مصر أم الدنيا والتى ستصير كل الدنيا عندما يجرى على أرضها وفى فلكها تجمع شبابى من كل جنس ونوع  اجتمعوا على كلمة سواء هى «المحبة والسلام».