الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الفنان المصرى هل يرفض التكريم من حكومة الإخوان؟

الفنان المصرى هل يرفض التكريم من حكومة الإخوان؟


الرسام الفرنسى جاك تاردى رفض الحصول على وسام الشرف من الحكومة الفرنسية. قال إنه يقف بعيداً عن الدولة ولا يعنيه الحصول على تكريمات من الحكام.
 
أتصور أن هذا الأمر سينتهى سريعاً وبدون أن يتعرض الفنان لسؤال لتوضيح الأسباب ولن يعتبره أحد قد اتخذ موقفاً ثورياً ضد النظام الفرنسى، فإذا كان الفنان الأوروبى لم يشعر أن الجائزة التى تمنحها الدولة مبرأة تماماً من الغرض والهوى وأنها ربما تحمل شيئا من القيد على حريته فما هو حال جوائزنا العربية.؟
 
الحقيقة أن الفنان والمثقف فى عالمنا العربى قبل منحه وساما ينبغى أن يخضع أولا لكشف هيئة وعلى الدولة أن تتأكد من إخلاصه وولائه للحاكم قبل أن توجه إليه الشكر على عطائه الإبداعى. التكريمات هى الجزرة التى تمنحها للفنانين الذين ترضى عنهم وتعتبرهم من أسلحتها الناعمة. وهى على الجانب الآخر لا تتورع عن استخدام العصا ضد من يخرج عن الصف.
 
مثلاً عندما أرادت الدولة المصرية قبل عشرين عاما توجيه لوم للفنان نور الشريف لأنه قدم فيلما عن حياة فنان الكاريكاتير الفلسطينى الراحل ناجى العلى الذى كان ينتقد أنور السادات، لعبت مؤسسة صحفية قومية كبرى وهى دار أخبار اليوم دور العصا ووضعت اسمه لعدة سنوات فى القائمة السوداء حيث تمتنع عن ذكر اسمه فى كل مطبوعاتها بل وامتد الأمر إلى بوسى لأنها كانت زوجته فى تلك السنوات.
 
يوسف شاهين وكان واحداً من الأصوات المعارضة فقررت الدولة تحجيم ثورته، ووجدوا أن اقتران اسمه بجائزة تحمل اسم مبارك يحقق ذلك الهدف وكانت قيمتها 400 ألف جنيه مصرى، وقرر يوسف على سبيل المراوغة أن يقبلها ويضعها وديعة يمنح من أرباحها سنويا مكافأة للأوائل فى معهد السينما المصرى ورحل يوسف شاهين قبل ثورة 52 يناير بعامين ونسى الناس أنه حصل على جائزة تحمل اسم الرئيس المخلوع وتذكروا فقط أن له جائزة تحمل اسم يوسف شاهين توجه للمتفوقين فى معهد السينما.
 
أما الأديب الذى حقق نجاحا لافتا فى مراوغة الدولة فهو صنع الله إبراهيم الذى وافق عام 3002 على جائزة الرواية وبعد أن تأكدت الأجهزة من الموافقة وأخذوا يهنئون أنفسهم بأنهم قد ضمنوا دخوله إلى حظيرة المثقفين التى كان يرعاها وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى ما كان من الأديب الكبير سوى أنه باغتهم بضربة على الملأ وبعد إعلان اسمه قال إنه لا يشرفه أن يحصل على تكريم من نظام فاسد. ووقتها قرروا منع الماء وإطفاء النور عن كل أعماله.
 
ومن مظاهر سيطرة الدولة طريقة اختيار الأدباء والفنانين لمقابلة الرئيس، ولهذا قبل ثلاثة أشهر من تنحى مبارك كان قد التقى عدداً منهم وروعى أن يكونوا فقط ممن يؤيدونه. كان عادل إمام هو النجم الوحيد الذى اعتذر ليس لموقف وطنى، فهو كان أحد دعائم النظام السابق ولكن لأنه بعد أن التقى مبارك على مدى تجاوز ساعتين مع طلعت زكريا قبل إعلان لقائه بالفنانين ووجد أنه سيلتقى به بين عدد من النجوم فاعتذر لإحساسه أنه يستحق لقاء خاصا إلا أنه حرص يومها على التأكيد بأن السبب هو إصابته بإسهال حاد لتناوله جبنة بالشطة. وعندما تلقى عادل إمام قبل خمسة أشهر الدعوة للقاء الرئيس محمد مرسى مع وفد الفنانين حرص على الذهاب  مبكرا وامتنع بالطبع عن تناول الجبنة وبالشطة وكانت الرسالة واضحة وهى أنه لا يريد إثارة غضب التيار الإخوانى خاصة أن عادل هو أكثر نجم مصرى انتقدهم فى العهد السابق ولا أستبعد لو انحاز إليهم عادل إمام فى أعماله وتصريحاته القادمة أن يمنحوه أوسمة!!.