مهرجان الإسكندرية.. يعزف سيمفونية «تحيا مصر» فى ذكرى أكتوبر

«ليس فقط نيلها» اللى بيطلع فى الصورة بعلامة النصر «بل بحرها المتوسط الذى يرسم مثلث الخلود»..
فى الدورة الـ34 لمهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط «الصورة طلعت حلوة» ومبهجة بفاعليات مبدعة فى حضرة محافظ الإسكندرية عبدالعزيز قنصوة ود.خالد عبدالجليل مستشار وزيرة الثقافة د. إيناس عبدالدايم التى اعتذرت عن الحضور لانشغالها باجتماع وزارى ورئيس المهرجان الأمير أباظة - الذى افتتح كلمته بمقطع شعرى من تأليفه يحمل عنوان «تحيا مصر» - أمام باقة من النجوم المؤثرة فى دورة من أجل الوطن وليس سينما من أجل «الفشخرة».
ولهذا وكالمعتاد غاب نجوم«الثلاث دقات» أو «الثلاث ورقات» الذين يجرون وراء المادة ومهرجانات «المنظرة» وحضر البعض ممن يقدرون رسالة المهرجان وفى مقدمتهم إلهام شاهين وليلى علوى ولبلبة، والفنانة الكبيرة رجاء الجداوي وفيفى عبده ووفاء عامر ومنال سلامة ودنيا عبدالعزيز والنجمة السورية سوزان نجم الدين، والمخرجان داود عبدالسيد وخالد يوسف.بالإضافة إلى وفد سورى يتقدمهم النجم العملاق دريد لحام والمخرج باسل الخطيب وفيلمهما المهم «دمشق - حلب» الذى افتتح المهرجان فى أول عرض عالمى له وكسر الحدود المتعارف عليها فى أفلام الافتتاح بعدما حضره عدد كبير من ضيوف المهرجان، حيث يعزف جمهور الحضور والنجوم عنه فى الغالب من أجل اللقاءات التليفزيونية والاستسلام لكاميرات المصورين.
تحفل الدورة الـ 34 التى تحمل اسم النجمة القديرة «نادية لطفى وتضم 25 دولة وحوالى (85) فيلما، أكثر من 17 فاعلية سينمائية معظمها سياسية أبرزها على الإطلاق الاحتفال بالذكرى الـ 45 لنصر أكتوبر المجيد بعرض 8 أفلام ما بين روائية طويلة وقصيرة منها صائد الدبابات لخيرى بشارة وتحية لمقاتل مصرى لصلاح التهامى ومبكى بلا حائط لهاشم النحاس والاستعراض الأخير لمحمد فاضل وجيوش الشمس لشادى عبدالسلام. إلى جانب الندوة الكبرى التى تحمل اسم (القدس عربية) واحتفالية مئوية الزعيم الراحل جمال عبدالناصر واكتملت الرسائل السياسية بعرض فيلم «دمشق - حلب».
ومن ضمن فاعليات المهرجان ومسابقاته الرسمية يعرض على هامشه اليوم -السبت- فيلم «عمر خريستو» قصة وبطولة عاطف عبداللطيف ويشارك فى بطولتة دومنيك حورانى وأحمد التهامى والتونسية يسرا المسعودى..ويفتح الفيلم ملف دور مصر فى مكافحة الإرهاب الدولى والتصدى لعناصر تخريب الوطن.
وكرم المهرجان ضمن فعالياته الفنان القدير فاروق الفيشاوى والذى فاجأ الجميع أثناء التكريم بأنه يعانى من مرض السرطان وأنه بحب الجمهور حوله سيتصدى له ويعتبره مجرد صداع وقتى.. ولاقى الفيشاوى تعاطف كل من حضر وشاهد حفل الافتتاح، ومن المكرمين الموسيقار الكبير عمر خيرت والنجم السورى عباس نورى والمخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى والمنتج حسين القلا والفنانة المغربية القديرة فلطيمة هراندى الشهيرة بـ (راوية) والمخرج القدير أحمد يحيى ومدير التصوير ماهر راضى والناقدة السينمائية الكبيرة ماجدة موريس والنجم الإيطالى فرانكو نيرو والمنتج اليونانى جورج باباليوس والمنتج والكاتب والمخرج اليونانى نيكوس براكس والممثلة الفرنسية آنا موجلالس الذين نسجوا عبارات الحب لمصر وحضاراتها العريقة ودورها التاريخى الممتد عبر العصور.
وشهدت فعاليات المهرجان ندوات تكريم الراحلة ليلى مراد بكتاب من تأليف الناقد أحمد النجار مع إصدار 8 كتب فاخرة للمكرمين فى الدورة.
ورغم الجهود المبذولة من إدارة المهرجان فإن ثغرات وسلبيات كبيرة كانت مصدر إزعاج واضح وأبرزها قاعات عروض أفلام المسابقة وهى لا تليق بتاريخ المهرجان من حيث وسيلة العرض من خلال شاشات متواضعة والغريب أن إدارة المهرجان تجاهلت نفس الشكوى أثناء إقامته فى نفس الفندق منذ 15 عاما وأعادت هنا إنتاج الأزمات القديمة بغرابة شديدة..إلى جانب المشكلة التى باتت مزمنة وهى عدم توفير دور عرض لأفلام المهرجان فى أنحاء المحافظة التاريخية العريقة وانفصال شعب الإسكندرية عن أفلامه وبالتالى عدم استثمار المهرجان فى شباك التذاكر رغم معاناته من الميزانية المطروحة والدعم الذى يليق بتاريخ المهرجان ورسائلة السينمائية والسياسية المهمة ولابد من إعادة النظر فى هذه البقع الباهتة ليستمر عملاقا. فمحافظة الإسكندرية وشعبها المبدع يستحق مهرجانا لا يقل عن مهرجانات العالم.

وأخيرا يستحق نجوم سوريا الشقيقة الغالية كل التقدير فرغم المعاناة وتحالف قوى الشيطان فإن إبداعهم لم يتوقف..ولن ينضب أبدا.>