الأربعاء 9 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
العالم يتأهب للحرب السيبرانية

العالم يتأهب للحرب السيبرانية


كثر الحديث فى معظم أنحاء العالم عن «الأمن السيبرانى»، وهو اختصارا «أمن البنى التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات»، وقد فرض المصطلح تواجده قبل سنوات بفعل متغيرات العصر ومتطلبات العيش بأمان فى فضائه الإلكترونى (السيبرانى) المفعم بالتيارات والصراعات والأحداث.
ولأهمية هذا الصنف الأمنى المستحدث، كان رئيس مجلس الوزراء الأسبق إبراهيم محلب قد أصدر فى ديسمبر 2014، قرارا بإنشاء مجلس أعلى لـ«الأمن السيبرانى» يرأسه وزير الاتصالات، بعضوية ممثلين عن 9 وزارات، بالإضافة إلى ممثلين عن البنك المركزى وجهاز المخابرات العامة، كما انضم إليهم فى عام 2016 ممثل عن رئاسة الجمهورية.
والأمن السيبرانى هو تعريب لـ«Cyber Security»، ويعرف تفصيلاً بأنه عبارة عن مجموع الوسائل التقنية والتنظيمية والإدارية التى يتم تطبيقها لمنع الاستخدام غير المصرح به وسوء الاستغلال لنظم الاتصالات والمعلومات، بهدف ضمان توافر واستمرارية عملها وتعزيز سرية وخصوصية البيانات الشخصية لحماية المواطنين والمستهلكين من مخاطر الفضاء السيبرانى.
والأمن السيبرانى هو الرادع الاستراتيجى الذى تحشد له الحكومات لمواجهة الحرب السيبرانية التى أصبحت جزءًا لا يتجزأ من التكتيكات الحديثة للحروب والصراعات بين الدول، ووفق ما أكده الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية د.عادل عبد الصادق فى بحثه المهم (أنماط «الحرب السيبرانية» وتداعياتها على الأمن العالمى)، فإن ظاهرة «الحروب السيبرانية Cyber wars»، تتسم بخصائص مختلفة عن نظيراتها التقليدية، من حيث طبيعة الأنشطة العدائية، والفواعل، والتأثيرات فى بنية الأمن العالمى. وعبرت تلك الحرب عن نمطين من القوة (الناعمة والصلبة) فى عملية توظيف التفاعلات فى الفضاء الإلكترونى، مما يعكس تنامى القدرات والتهديدات المتصاعدة لأمن البنية التحتية الكونية للمعلومات.
وقد قررت الولايات المتحدة، هذا الأسبوع، اتخاذ موقف أكثر شراسة فى الحرب السيبرانية التى تتواجه فيها مع الصين وروسيا ومنافسين آخرين، بحسب ما قال جون بولتون مستشار الرئيس الأمريكى للأمن القومى، مؤكدا أن «أول استراتيجية إلكترونية مفصلية بالكامل دخلت الآن حيّز التنفيذ»، ويأتى ذلك فى أعقاب قرار الرئيس ترامب إلغاء قواعد حددها سلفه باراك أوباما للعمليات السيبرانية.
وقال بولتون لوكالة الصحافة الفرنسية: «أيدينا لم تعد مكبّلة كما كانت أيام إدارة أوباما»، وأضاف إنه يجب «على أى دولة تقوم بنشاط سيبرانى ضد الولايات المتحدة، أن تتوقّع أننا سنردّ بطريقة هجومية ودفاعية»، وشدد على أن «الرد على الهجمات السيبرانية لن يتمّ بالضرورة فى الفضاء السيبرانى»، وأشار إلى الصين وإيران وكوريا الشمالية وروسيا على أنها مصادر رئيسية للتهديدات، قائلاً إن «الأمريكيين وحلفاءنا يتعرضون كل يوم للهجوم فى الفضاء السيبرانى».
ووفق تقارير إعلامية أمريكية، فإنّ «التدخلات العدائية تستهدف كل شىء فى البلاد، من البنية التحتية الأمريكية إلى البيروقراطية الحكومية، فضلا عن الشركات والانتخابات»، ومن بين تلك التدخلات، قرصنة حواسب الحزب الديمقراطى قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016 وهى عملية نُسبت إلى عملاء روس.
وفى خطوة واعية تستحق الإشادة،  نظم مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصرى، منتصف هذا الشهر (سبتمبر 2018)، جلسة نقاشية مهمة تحت عنوان «الأمن السيبرانى وحماية الهوية المصرية فى البيئة الرقمية الحديثة» بحضور نخبة من المتخصصين، وقد تم بحث عدة محاور، منها: أولا دور الإعلام فى تعزيز الهوية المصرية فى ظل بيئة الإعلام الجديد، وثانيا  المنظور التقنى لقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، وثالثا دور المجتمع المدنى وتعزيز الهوية المصرية، ورابعا الأمن السيبرانى وحماية البيانات الشخصية والمؤسسية والهوية المصرية، وخامسا متطلبات حماية الأمن القومى.