الخميس 10 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
حكايات عمرو أديب

حكايات عمرو أديب


الإعلام الفضائى المسئول هو الذى يقود ويوجه الرأى العام، يكشف الحقيقة دون تضخيم يعزف فى منطقة الاعتدال أو الوسط الذهبى دون إفراط أو تفريط فى فترات البناء.
والإعلامى الناجح هو من يكسر الثوابت والتابوهات، لا يقلد، ولا يحاكى أو يزيف، بل يقدم نفسه ببساطة ليدخل قلوب المتلقى. وفى الوسائط الفضائية تكون مهمته صعبة لأنه يزور المشاهد أينما وجد .. هو أيضًا من يرسم لنفسه شخصية مستقلة وإيقاعًا خاصًا ويتمتع بكاريزما تخطف عقل وقلب المشاهد.
هنا أتحدث عن عمرو أديب قبل ساعات من انطلاق برنامجه الجديد «الحكاية» عبر قناة «mbc» مصر، وأيضًا قبل أيام من إعادة ترسيم حدود الإعلام الفضائى الذى أدمن اللعب بالقرب من خطوط الاستواء التى تحرض على الاشتعال، والاقتراب من الأجواء المعتدلة والآمنة والمسئولة.
«عمرو» اختار فكرته ببساطة ليعود إلى الشاشة بعد اعتزاله العمل فى قناة
«ON.E».. بعد خوضه مناورات فضائية فى قناة مشفرة «أوربت» كانت فى حقيقتها مفتوحة بعد وقوع السوشيال ميديا فى غرام حلقات برنامجه الطليعى «القاهرة اليوم»، الذى كان يقدمه ويشتبك فيه مع أحداث وقتية ومباشرة بجراءة كبيرة، وبثبات، ولم يقتصر نجاحه على الانفراد بأحداث وأزمات وكوارث ولقطات، بل مرر للشاشة أسماء باتت لامعة ومستقلة، بعضها سار على نمط مدرسته فى جذب المشاهد الفضائي. ومن أوربت قاد غزوة الـ«ON.E» المفتوحة ونجح فى اجتذاب المشاهدين، وهذا ما ساهم فى اتساع حجم شعبيته أفقيًا ورأسيًا فى حلقات التوك شو التى قدمها خلال عام واحد ولم ينافسه فيها أحد، سواء على مستوى الطرح الرياضى أو الفنى والسياسى، وحتى حلقات الطهى والطبيخ.
كل ما سبق لم يكن بعيدًا عن أنظار قيادات قناة إم بى سى عندما سعوا للتعاون معه. فهو بحسابات الميديا إضافة لهم، وبحسابات «عمرو» ستكون النقلة مكافأة له على المستوى المادى والمهنى، بعد التأكد بأن عقده سيكون هو الأكبر لمذيع على مستوى الشرق الأوسط. فالقناة تعلم حجم شعبية «عمرو» ومحيط الإعلانات التى ستتدفق للقناة، بالتالى فإن الحديث عن الرابح والخاسر غير وارد فى هذه الشراكة..وعمرو فى النهاية محمية إعلامية بعلاقاته ومعلوماته وبراعة التقاطه للحكايات التى تستحوذ على المشاهد .
«عمرو» يعرف أن وراء كل نجاح أو حدث مهم قصة وحكاية وكواليس لا يعرفها أحد، وأن مهمته هى كشفها ببساطة للمشاهد سواء على مستوى الوسط الفنى، أو الرياضى، ومن الطبيعى ألا يتجاوز الحقل السياسى وأحداثه فى عالم لا يعرف التشفير.
وفى بروفة ذكية أعلن فى حفل مبتكر أقامته قناة إم بى سى مصر برئاسة محمد عبد المتعال وفى حضور المتحدث الرسمى مازن حايك ووسط حضور ملفت لباقة من الإعلاميين والمشاهير فى مقدمتهم نادية الجندى، ويسرا، وهشام عباس، ورانيا يوسف.. قدم أديب الحلقة التجريبية لبرنامجه الجديد (الحكاية) واستعرض فيه فقرات للحضور تكشف هوية البرنامج وأهدافه التى تتلخص فى كشف ما وراء الأعمال الناجحة على لسان أبطالها التى تفسر سر نجاحها .
الحكايات اللامعة من قلب الأحداث هى البطل الأساسى سواء كانت رياضية مثل التى قدمها مع نجم الكرة مؤمن زكريا وسر تفوقه وأهدافه فى مباريات الزمالك وكشف لغز نجاح أغنية (٣دقات) مع نجومها السيناريست والشاعر تامر حبيب وملحنها (أبو) ونجمتها (يسرا) هذا الدويتو الذى حقق مشاهدات فلكية منذ العام الماضى وحتى الآن، فضلًا عن حكايات إنسانية أخرى.
البرنامج نموذج جديد للتوك شو الشامل الذى يريده المشاهد بفقراته وتقاريره وأحداثه من قلب الواقع والتى تلبى كل الأذواق.
مع برنامج عمرو ألمح بارقة أمل فى ميلاد إعلام مسئول فى بداية مرحلة جديدة تشهد تنقلات وتكتلات إعلامية فضائية لضبط إيقاع غول السوشيال ميديا الذى بلا عقل يحكمه.. مرحلة ناضجة أرى أنها ستكون مرآة صادقة للحراك الاجتماعى والثقافى والسياسى فى عصر البناء والقضاء نهائيًا على المزايدين والمفسدين فى الأرض..مرحلة يغلب عليها فلسفة المصالح العليا بعيدًا عن الحسابات الخاصة التى تفسد الأوطان وثقافات الشعوب العريقة وتشوه الوعى العام وتزيف الحقائق.