
طارق مرسي
صلاح «إله الحب»
تكتحل مدرجات برج العرب وتتجمل مساء اليوم السبت بجمهور مصر العظيم، إيذانا بقص شريط مرحلة جديدة على الكرة المصرية.. مرحلة أتمنى أن تليق بمصر الجديدة وأن تكون منسجمة مع جهود الدولة قيادة وشعبًا من أجل البناء ورسم خارطة الطريق لأبناء هذا الوطن الغالى.
مرحلة ما بعد المونديال يحلم فيها «100 مليون مصرى» ألا تغيب شمس «أم الدنيا» عن مونديالات العالم بعد بروفة «روسيا» بحلوها ومرها، شهدها ودموعها مع مدير فنى وإدارة كروية عالمية جديدة بقيادة المكسيكى «آجيرى» ودماء ومواهب مصرية واعدة، ولا يتبقى إلا صفاء النفوس والضمائر حتى تعود شمس مصر الذهبية إلى سماء الرياضة العالمية بعد أن اكتمل بدرها بنور «محمد صلاح» هذا الشاب الأسطورى الذى يلخص قيمة وقامة مصر على مدار الأجيال، وأثبت أن أهراماتها تتجدد بدماء وعرق أبنائها وبرموز ارتوت من هذه الأرض الطيبة.
وحسنا فعل وزير الشباب والرياضة د.أشرف صبحى بعدما أخمد فتنة كاد أن يشعلها المزايدون وآلهة الأزمات والمشاكل رغم شرعية مطالبات «الفرعون المصرى» لفرض الأجواء التى تؤهل لتحقيق المنجزات والبطولات فى إنجاز ينسب له فى مستهل إدارته لشئون الرياضة والشباب بجانب تحمله ملف إعادة الجمهور للملاعب مرة أخرى وعودة الروح للكرة المصرية، وهو ملف محفوف بالمخاطر لكن الوزير الشاب يراهن على وعى جماهير مصر.. وبعد نجاح البروفة الأولى له فى الأسبوع الأخير من مسابقة الدورى المصرى والطموح يتصاعد لكى يملأ الجمهور المصرى مدرجات الكرة بعد غياب «7 سنوات».. ويجب أن يعلم جماهير الأهلى والزمالك أن فرقهم هى الخاسرة من غيابهم عن المدرجات باعتبارهم اللاعب رقم «12».. وفى ظل منافسة شرسة هذا الموسم فهم فى حاجة لحضورهم فى الملاعب يعزفون سمفونية حضارة مصر العتيدة ولا بد من ضبط النفس والالتزام بالروح الرياضية بعد أن صارت الجماهير الكروية تشمل كل الأعمار بجانب الحضور الأنثوى المبهج. ولا يجوز الخروج عن النص ولتقديم رسالة قوية للعالم أن مصر الأمن والأمان مازالت قوية ونسيجها الكروى فى التحام ممتد.
الرسالة الثانية من جماهير مصر فى مباراة اليوم هى رسالة تعبئة لدعم نجمها العالمى قبل إعلان اختيار أفضل لاعب فى العالم فى ديسمبر المقبل والمنافسة الشرسة مع الثنائى الكبير «مودريتش» الكرواتى وكريستيانو رونالدو «البرتغالى» وسط اهتمام كروى حول العالم بموهبة ومعجزة «صلاح» والتفاف الجماهير الإنجليزية العاشقة لفنون وتواضع وتدين «محمد» فى حملة غير مسبوقة للاعب مصرى فى وسائل الإعلام الإنجليزية ووسط اهتمام من وسائل الإعلام العالمية لمنحه الكرة الذهبية بعدما وصفوا بأن ما قدمه يفوق الخيال، وأنه أفضل لاعب على وجه الأرض حسب وصف هيئة الإذاعة البريطانية.
أحقية «صلاح» بالكرة الذهبية والإعلان عن حضارة «محمد» الجديدة لابد أن تبدأ من أرض مصر فى مباراة اليوم فى تصفيات كأس الأمم الأفريقية التى ستقام فى الكاميرون.
«محمد صلاح» معبود الجماهير ليس فى مصر بل فى العالم أصبح هو السفير فوق العادة لمصر الجديدة والممثل الشرعى لقيادتها العاشقة لتاريخ وتراب هذا البلد الأمين.
مباراة «النيجر» فرصة من ذهب لتجديد الخطاب الكروى ونبذ التعصب الأعمى وإحباط حملات التسخين على «الحكام» تلك الفتنة التى اشتعلت فجأة ولابد أن تختفى وأن تنظر القيادات الرياضية إلى تغليب المصلحة العامة لأن مصر بنيلها وترابها وسمائها وحضارتها فوق الجميع ولا أحد معصوم من الخطأ وأن نفتح صفحة جديدة والاقتداء بإله الحب «محمد صلاح» لعودة الجماهير لتزين سماء مصر بالحق والخير والجمال.