الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
(دين الشارع).. والمنشقون

(دين الشارع).. والمنشقون


يقوم الإخوان بتسويق ما يطلقون عليه (دين الشارع) وهو ليس مصطلحًا جديدًا، بل استخدمه مؤسسهم بعد أن انكفأت الخلافة العثمانية التى كانت التعبير عن الأمة الإسلامية فى عشرينيات القرن الماضى، فأعطى البنّا نفسه حق القيام بدورها واسترداد مايسمى بالخلافة الإسلامية، وفى خطبه التى حاول أن يجذب بها الناس من مساجد مدينة الإسماعيلية كان يردد على مسامع الحاضرين بأن الدين هو دين الناس وليس دين حكام ينصّبون أنفسهم خلفاء وبعدها استخدم أنه دين الشارع الذى يريد استرداد هيبة الإسلام ومكانته بين الأمم وهذا لن يحدث إلا إذا رجعت الخلافة الإسلامية  عن طريق تطبيق الدين فى الشارع والبيت وكل شىء، إلا أن (دين الشارع) الذى يريد الإخوان الآن أن يجمعوا به الناس هى تلك القضايا التى  علبوها وسخروا من أجلها قنوات دينية عبر فضائيات استخدموها لتأتى تساؤلات بعض الناس عن أشياء يمكن للعقل أن يجاوب عليها بسهولة ولا تستحق السؤال، ولكن المراد هو توقف العقل عن التفكير والحصول على الإجابة المعلبة حتى يتعود الناس على ذلك ويقف إعمال العقل تمامًا وتصير الناس لاغية للتفكير متقبلة كل ما يقال لها وبعدها تبدأ المرحلة الثانية وهى تصديق كل ما يقال لهم والإخوان يعلمون بأن فكرهم ومنطقهم مرفوض من الشارع فكيف يقنعون الناس بدين الشارع لم يمهلهم تفكيرهم كثيرًا فلديهم طابور خامس جاهز ومعد لذلك وهم ما يطلق عليهم (المنشقون) سواء كانوا منشقين عن الإخوان أو الجماعات الأخرى التى تفرعت من الجماعة الأم هؤلاء أعدوا  لكى يقدموا أنفسهم رافضين أو غاضبين أو لم يعجبهم العجب، المهم أنهم يعلنون أنهم منشقون فقط لا غير ما هو سبب الانشقاق غير معلوم ماعدا  واحد فقط هو الذى يمكن أن يطلق عليه ذلك وإن كان فى أدبيات الجماعة يعتبر مطرودًا إنه المرحوم (على عشماوى) الذى كان من شباب التنظيم فى الخمسينيات وفى الجناح السرى للقيام بأعمال عنف واغتيالات وأنه عندما تم القبض عليه فى الستينيات اعترف فى التحقيقات بكل شىء فما كان من الإخوان إلا أنهم نصبوا له العداء والتنكيل وطلقوه من زوجته الإخوانية وهو بالسجن ليزوجوها لإخوانى آخر معه فى نفس السجن نكاية فيه، وأخذوا يطاردونه حتى بعد خروجه من السجن إلا أنه لحماية نفسه منهم قام بكتابة مذكراته بمجلة روزاليوسف، ثم جمعها فى كتاب هو وثيقة صادقة،  فيما عدا هذا لا يوجد أحد مطرود أو منشق كما يقدم البعض نفسه وحتى كمال الهلباوى فقد قال لى أحد الإخوان فى عام ٢٠٠٨ إنه تم (ذبحه على الطريقة الإخوانية) ولما سألته ما هذه الطريقة؟ قال تجريسه بأفعال تخص سمعته المالية وهو ما تم على أساسه استبعاده من التنظيم الدولى الذى كان يتولى فيه الشئون المالية، وأن ذلك كان عام ٩٨ ومن يومها لم يعد له تواجد تنظيمى وغيره كثيرون قدامى وحديثون،  المهم أن هؤلاء المنشقين نجدهم جميعًا يتم تقديمهم على أنهم باحثون فى شئون الجماعات المتأسلمة ولديهم مراكز بحوث لا نعلم من أين أتوا بأموالها، والأكثر من هذا أنهم يتعاملون مع الأجهزة الأمنية المصرية وفى الوقت نفسه مع أجهزة أجنبية؟ وأحدهم ذهب إلى فرع من جماعته فى سيناء كما ادعى فى قناة البى بى سى وأنهم أرسلوا له سيارة لأنهم يعيشون فى مناطق وعرة  كما قال وكتب عنهم كاشفًا خططهم التى أعطوها له ليكتبها لنا؟ ثم شارك معه آخر وطبعوا الكتاب فى المغرب  ولما سألته المذيعة: هل الكتاب منع طبعه فى مصر؟ ضحك وقال لها: لا، ولكن احترازيا،  ثم أتى بكتابه هذا إلى مصر ليباع بالمكتبات وليتحدث عن إنجازه المزيف، وحتى هذان المحاميان  مدعيا الانشقاق  عن الجماعة اللذان أمطرانا بكلام تافه وهزيل عن التنظيم الإخوانى وهم قدامى عندما حاول الأستاذ وحيد حامد الاستعانة بهما فى كتابة الجزء الأول من مسلسل الجماعة اكتشف خداعهما وأنهما لا يعلمان عن تلك الجماعة إلا القليل فقام بفضحهما فى الفضائيات، والحقيقة أنا لا أفصل هنا بين الإخوان والجماعات الأخرى فجميعهم منتمون فى النهاية لذلك التنظيم والدليل أن من أهم مؤسسى الجماعات الأخرى وكانوا يشغلون مناصب كبرى بها أمثال حلمى الجزار الذى صار فيما بعد مسئول الإخوان فى الجيزة، وكذلك محمد عبد القدوس وهو الآن متحدث بلسان الإخوان وعصام العريان كان أمين الصندوق فى الجماعة الإسلامية والآن هو ضمن الشخصيات الإخوانية المعروفة، ما أقصده أنه لا فرق بين الإخوان والجماعات الأخرى فجميعهم تنظيم واحد وأدوار تخدم على بعضها ولا ننسى ما توعد به الإخوان المجتمع المصرى فى سيناء من جراء رفض حكمهم  عن طريق تلك الجماعات الأخرى، ولا يبقى إلا مطالبتنا بأن يكف إعلامنا عبر البرامج الفضائية عن استضافة هؤلاء مدعى الانشقاق وهم منغمسون فكرا فى جماعتهم والأكثر أنهم مكلفون بمهام.