الإثنين 9 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
الهدية.. والروح المعنوية

الهدية.. والروح المعنوية


 مر 30 يونيو وبعده 3 يوليو والاحتفالات لم تتعدَّ التذكرة بالأحداث، والفضائيات تعرض مشاهد بعنوان «حتى لا ننسى»، والحقيقة أن هذين اليومين فى حياة الشعب المصرى المعاصر لا يمكن نسيانهما وأيضًا لا يمكن لأحد حتى ولو كان جاحدًا أن ينسى جيشنا العظيم ووقوفه بجانبنا وحمايتنا من الظلاميين وحكمهم ولا يجوز لنا نسيان شجاعة رجل نادينا عليه بالاسم لكى يقوم بإغاثتنا ويحنو علينا من تلك القسوة الجائرة التى قامت جماعة بممارستها دون أدنى رحمة مع أنهم كانوا يتخذون الدين مظلة وستارا.. ومع هذا لم يكن الشعب أو الدولة معبرين عن مظاهر تلك الاحداث الوطنية بالشكل المناسب.. لماذا؟ لأن الحدث الوطنى لكى يرسخ فى وجدان الشعوب ويصير مصدرا لمظاهر البهجة والفرح يتطلب «هدية»، نعم أقولها بكل معناها وكم من دراسات وأبحاث عن هذا الشأن قام بها باحثون غربيون فى دراسات العلوم الإنسانية «فن مجاملة الشعوب» أو «منح الهدية» تلك الشعوب التى نقيم بيننا وبينهم مقارنة يومية، نريد أن نعيش ونتصرف مثلهم كمثل حضارى سبقنا تقدما.. وقد شاهدت فى أواخر عام 2012 وكنت فى زيارة لشقيقتى التى تقيم بواشنطن أن العاصمة الأمريكية تضج مولاتها وأرصفتها وكل المحلات دون استثناء بتيشرتات ومجات وميداليات وأى شيء ممكن نتخيله مطبوع عليها صور «أوباما» تمهيدا لحفل تنصيبه لفترته الرئاسية الثانية والتى ستكون فى يناير 2013 يعنى الاحتفال بأوباما الذى لم يكن مقبولا من كل الشعب الأمريكى استمر أكثر من شهر بصوره على كل شيء يستخدمه الأمريكان هناك حتى الحلويات والإيشاربات والقبعات تحمل صوره والجميع فرحان يشترى والأطفال لعبهم دمى لأوباما وأسرته ولَم أجد أدنى تذمر أو تندر على هذا من أى مواطن أمريكى وعلمت أن هناك نسبة خصم كبيرة لهذه المناسبة والأكثر من ذلك والأهم أن كل الشركات الخاصة ودواوين الدولة منحت العاملين «منحة مالية تتراوح ما بين قيمة شهر أو نصف الشهر» لهذه المناسبة ولَم تتصدر صفحات الفيس «الهرى» الذى نراه عندنا بل إن كثيرا من الصفحات وضعت صورة أوباما وأسرته احتفالا به.. أقول هذا لأنه كان من الممكن أن يكون احتفالنا بأيامنا الجميلة يحمل «هدية» لهذا الشعب الصبور وكنت أتصور أن الهيئة العربية للتصنيع والإنتاج الحربى يعلنون نسبة خصم كبيرة على الأجهزة الكهربائية والمنزلية التى ينتجونها وأن رجال الأعمال الذين يتحملون سفر وإقامة كثيرين فى مناسبات عدة لا ترقى لمناسبة هذين اليومين الوطنين أن يمنحوا العاملين لديهم «هدية مالية» لقد أنقذهم هؤلاء العاملون بنزولهم فى 30 يونيو من يد الذين كانوا سيفرضون عليهم إتاوات لا تعد ولا تحصى تحت زعم أنها لـ«بيت المال».. وبالنسبة للدولة التى سوف يقول لى الجميع: من أين لهم بالمال الذى سيمنحونه هدية للشعب الذى أثقلوا ظهره بالغلاء المعيشى ومضاعفة مصروفات الخدمات من غاز وكهرباء وخلافه.
أقول إن جيشنا العظيم دوما يقول للشعب المصرى طوق فى رقبتنا نريد أن نرده له وهم يقومون بهذا فعلا ولكن ألم يتحمل الجيش الإنفاق فى عام 2011 وحتى منتصف 2012 الكثير من المصروفات والمرتبات للعاملين بالدولة لسداد عجز جابر نتيجة للفوضى التى صحبت ثورة يناير، وربما يقول البعض ومن أين للجيش بالمال والإجابة أن الجيش يقوم بالاكتفاء الذاتى لمتطلباته من السلاح من عائد شركات مشروعات جهاز الخدمة الوطنية وأن الجيش أوقف شراء سلاح طوال ذلك العام لحماية الشعب من الجوع والضياع فكانت هناك أولويات لديه إذا لم نصن الشعب فلمن سيكون السلاح؟ ولذا فإن بتضافر جهود أجهزة الدولة مع أجهزة الجيش يمكن توفير «هدية» للشعب وربما نجد البعض الذى فى قلبه غرض يقول إنها «رشوة» للشعب.. ولكن مثل هوءلاء لديهم مرادف لكل فعل ولن نقف عندهم يهمنا القاعدة الشعبية الظهير الوطنى الواعى المدرك لخطورة ما حدث والاستمرار فى حماية عدم حدوثه ألا يتطلب هذا منا أن نجعل من 30 يونيو «عيد ثورة يونيو».. ونبتهج ونفرح بانتصارنا على الإرهاب والظلام وقوى الاستعمار الحديث فينزل الشعب الحدائق والميادين حاملين أعلام النصر يرتدون تيشرتات القائد الشجاع المخلص ويهدون أحبابهم هدايا تذكارية تحمل صوره فى الميداليات والمجلات والحلوى وكثير من تلك الابتكارات.. هذا حقه علينا حتى لو اختلفنا معه فى بعض الأشياء يظل بالفعل هو مخلصنا من براثن الإخوان والإرهاب وله علينا حق «رفع روحه المعنوية» لأنه إنسان يحتاج هو الآخر إلى التذكرة بأنه منقذ للشعب ويجب أن يظل كذلك بأن نحييه ونقدّم له التحية المعنوية التى تكون المدد له فى العطاء لشعبه.