الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
لماذا يتفوق حزب الكرة على حزب السياسة ؟!

لماذا يتفوق حزب الكرة على حزب السياسة ؟!


فى الوقت الذى أصبحت فيه الحياة السياسية فى مصر، تضم بين جنباتها أكثر من 100 حزب سياسى، جميعها ولله الحمد لا يدرى أغلب المصريين عنها شيئا، بداية من افتقاد الشعبية وعدم التحام الناس بها أو ببرامجها، وصولا إلى عدم معرفة قادتها وأعضائها الذين لايشاهدونهم سوى فى الأيام التى تسبق أى انتخابات، نجد أن هناك حزبا تزداد شعبيته يوميا، وتواجده فى الشارع لم يعد يستطيع أن ينكره أحد، ولا يحتاج لأى نوع من أنواع الدعاية أو الترويج التى عادة ما تستنفذ ميزانيات الأحزاب السياسية، وكذلك لا يشترط أن يملك مقرا أو جريدة يشرح فيها برامجه وسياسته.
إنه حزب الكرة ومشجعيها، الذين يهيمون عشقا فى هذه الساحرة المستديرة، التى يعتبرونها الوحيدة التى أعادت الفرحة والبسمة لهم، تلك البسمة والفرحة التى أفقدهم إياها أهل السياسة والأحزاب بفعل فاعل وعدم وعى وإدراك لحقيقة دورهم فى الدفاع عن الشعب وحقوقه، وهذا ما يتجلى بوضوح عقب كل فوز سواء للمنتخب أو للأندية المصرية التى تشارك فى مسابقات خارجية، وسيتضح أكثر أثناء بطولة كأس العالم فى روسيا والتى سيشارك فيها منتخبنا بعد غياب طويل استمر لمدة 28 عاما.. السؤال هنا: لماذا يتفوق حزب الكرة على أحزاب السياسة؟
الإجابة الواضحة وبدون تردد: لأنه حزب يعطى ولا يأخذ، حزب يمنح البسمة والسعادة حتى ولو كانت لحظة المباريات فقط، حزب جماهيره لم تنتظر قرارا بتحديد موعد لتجديد حبها لبلدها، عكس أحزاب أهل السياسة الذين يزايدون علينا ليل نهار دون أن يقدموا لنا شيئا بمجرد حصولهم على عضوية مجلس النواب وتمتعهم بالحصانة ونيل البدلات والمكافآت، أحزاب تسترضى لاعب الكرة ليسير مع مرشحيها قبل الانتخابات للدعاية لأنفسهم حتى يعرفهم أهالى دوائرهم، وفى هذا تأكيد لا يحتمل أى تشكيك فى أن لاعب الكرة أكثر شهرة من السياسى، الذى لا يجيد سوى الكلام المنمق، الذى يصل فى نهايته إلى فرض قيود وأعباء تثقل كاهله المتعب أصلا (وهدت حيله)، فى حين أن لاعب الكرة لا يأخذ منه شيئا، وإنما يمنحه السعادة التى يتفنن السياسى فى حرمانه منها، وهذا تحديدا ما جعل أهل السياسة يتمسحون فى لاعب الكرة، لعلمهم أن رجل الشارع البسيط يعلم ماذا يقدم له لاعب الكرة، ففى ظل موجات الغلاء المتتالية ، أصبح هو الوحيد الذى يملك مفاتيح الدخول إلى قلوب الناس فى مصر، عكس رجل السياسة الذى لا يقدم له سوى الحزن والغم والنكد، وارتفاع الأسعار وزيادة الضرائب، وقتل الضحكة، وكتم الفرحة فى الصدور، وهذا تحديدا ما فطن له أهل السياسة منذ فترة ليست بالقليلة، فسبق وأن استغل الملك فؤاد ذلك عندما طلب مقابلة منتخبنا المشارك فى دورة أمستردام الأولمبية 1928، وكانت مباراة مصر الأولى أمام تركيا، التى سبق واحتلت مصر، واعتبرنا السلطان التركى أن المصريين ليسوا سوى عبيد إحسانات جنابه، وقتها فاز العبيد على السادة، فى مباراة لم يغب عنها الجانب السياسى رغم كونها مباراة رياضية، ومثله فعل الملك فاروق عندما أطلق اسم المختلط على نادى الزمالك لزيادة شعبيته لدى المصريين مثل والده، والتى تناقصت مع الوقت نتيجة لفضائحه السياسية والعاطفية التى مرت به وبالقصر.
بالنسبة للرؤساء قام الرئيس ( جمال عبد الناصر) باستغلال كرة القدم للتقارب مع أبناء القارة الأفريقية، ولتأكيد تواصل مصر مع الدول الأفريقية، لذلك كانت فكرة إقامة بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم مصرية خالصة، من هنا يتضح أن الرياضة وكرة القدم بالذات تم استغلالها من قبل الملوك والرؤساء، بعد أن عرفوا جميعا أنها تعد من أهم مفاتيح التواصل مع الشعوب، كما أدرك المصريون أن بعدهم عن السياسة يعد غنيمة، لهذا ولغيره كثير، سنجد دائما أن حزب الكرة سيفوز على حزب السياسة، ولهذا أعلن انضمامى دون قيد أو شرط لهذا الحزب الذى سيسعدنى ولو لفترة من الوقت، وابتعادى النهائى عن السياسة وأحزابها، التى لم أر منها ومن قادتها والمنتمين إليها أى خير.