
محمد جمال الدين
15 مليون كلب ضال فى شوارع المحروسة!!
أخيرًا وبعد طول انتظار، حققت شوارع المحروسة رقمًا قياسيًا لم يتحقق فى شوارع العالم قاطبة، حيث وصل عدد الكلاب الضالة فيها، إلى «15 مليون كلب» بمعدل كلب لكل 6 مواطنين، لتتفوق فى أعدادها على ثروة مصر الحيوانية التى تقدر «بـ12 مليون رأس» من الجاموس والأبقار والأغنام والإبل .. وهذا تحديدًا ما دعانى لكتابة هذا المقال، الإحصائيات الخاصة بعدد الكلاب فى شوارع مصر تقع على عاتق «شهاب عبد الحميد» رئيس جمعية الرفق بالحيوان، الذى لفت إلى أن العام الماضى فقط، شهد 340 ألف إصابة من جراء عقر الكلاب، تسببت فى 59 حالة وفاة، فى حين بلغت تكلفة علاج العقر 40 مليون جنيه فى العام الواحد، تواجد هذا العدد الكبير من الكلاب فى الشارع أصبح يمثل كابوسًا يؤرق حياتنا، نظرًا لما تحدثه هذه الحيوانات الشرسة من أضرار جسدية ونفسية جسيمة لضحاياها، نتيجة هجومها المفزع على جل من يقابلها، أو يضعه حظه العاثر فى طريقها، وبسبب الكلاب وانتشارها سبق وأن تقدم النائب البرلمانى «على عبد الواحد» بطلب إحاطة لوزير الزراعة واستصلاح الأراضى الدكتور «عبد المنعم البنا» بخصوص انتشار الكلاب الضالة بمحافظة البحيرة التى احتلت المركز الأول على محافظات مصر بإجمالى 39 ألف حالة عقر خلال ستة أشهر فى الوقت الذى لا تتوافر فيه أية أمصال بالمستشفيات أو الوحدات الصحية مرجعًا ظاهرة تفشى ظاهرة الكلاب الضالة إلى تراكم القمامة بالشوارع والإهمال فى جمعها. وأضاف عضو البرلمان: بأنه لا توجد خطة متكاملة لدى الجهات المعنية لمكافحة هذه الظاهرة، حتى أصبحت مصر الدولة الوحيدة فى العالم التى تنتشر فيها كلاب الشوارع بأعداد كبيرة، مطالبًا بوضع آليات ووسائل لحماية المواطنين من سعار الكلاب، وأنه من الضرورى التعاون مع المجتمع المدنى والجمعيات المعنية بالحيوان للسيطرة على تلك الظاهرة المكروهة والمضرة، ولكن بطرق آدمية ومقبولة وآمنة، طلب الإحاطة وانتقاد النائب لمحافظ البحر الأحمر كشف أمورًا أخرى فى حكاية الكلاب الضالة، أولها أن محافظة البحيرة بمساحتها الكبيرة أصبحت صاحبة المركز الأول ليس فى زراعة القطن أو القمح والخضروات أو حتى البرسيم وإنما فى عدد الكلاب التى ترتاد شوارعها ليل نهار، وتعقر فى عباد الله «39 ألف حالة حسب تصريحات عضو مجلس النواب» ناهيك عن عدم وجود خطة لمواجهة هذه الظاهرة غير الصحية وغير الآمنة على حياة المواطنين، ثانيها أن انتشار الكلاب لم يعد ظاهرة كما يردد البعض، ولكنه أصبح أسلوب حياة تم الاعتياد عليه، رغم أنه لابد من مواجهتها، بعد أن أصبح أمرًا طبيعيًا أن نسمع بين الوقت والآخر أن هذه المرأة أو الرجل أو الشاب أو الشابة عقرها كلب، بعدها تبدأ رحلة البحث عن المصل المضاد، حتى لا نصاب بالسعار، ثم نعود ونتساءل عن العلاج وطرقه، البعض يطالب بإطلاق النار عليها أو تسميمها، ولكن جمعيات الرفق بالحيوان ترفض هذا الحل باعتباره عملًا غير إنسانى، لأن الكثير منها يصاب بجروح فقط ويترك ليموت موتًا طويلًا مؤلمًا، كما أن السم يسبب ألمًا شديدًا لها، والبعض الآخر يرى أن يقوم أطباء متخصصون بعمل عمليات تعقيم لعدم تكاثر الكلاب وتطعيمها ضد السعار، وبهذا نكون وصلنا لحل رحيم وعلمى لمشكلة الكلاب التى لن تتكاثر عقب ذلك، وهناك رأى آخر يطالب بجمعها ثم إعادة بيعها لبعض الدول التى تعتمد على الكلاب فى بعض وجباتها الغذائية، بالمناسبة أغلب الآراء مكلفة ماديًا سواء للحكومة الملزمة بتوفير تكاليف علاج أمراض أخرى مزمنة ابتلى بها المواطن المصرى، أو للمواطن نفسه الذى لم يعد يعرف من أين ستأتى له العقرة القادمة، هل من كلب ضال لا يجد من يقول له قف؟، أم من درس خصوصى؟ أم من غلاء الأسعار الذى لا يرحم؟.