الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
لبيك يا موصل: النداء الذى لن يسمعه الشعب الأمريكى

لبيك يا موصل: النداء الذى لن يسمعه الشعب الأمريكى


الصرخة المروّعة والموجعة التى أطلقها ما تبقى من أهالى مدينة الموصل صباح الأربعاء الماضى - فى الذكرى الـ 15 لاحتلال بلادهم - إلى كل فاعلى الخير والمقتدرين والحكومة العراقية لبناء ما خلّفه العدوان الأمريكى على مدينتهم مخلفًا دمارًا وصلت نسبته إلى 90/100 من بنيان البلد العريق.. لماذا لم نسمع مثيلاً لهذه الصرخة المدوية من حناجر الشعب الأمريكى منددين ومتظاهرين ضدّ حكوماتهم المتعاقبة التى تُغِير وتغزو بلادنا وبلاد العالم أجمع على مدار التاريخ تقتلنا وتسطو وتسرق خيراتنا من أجل أن يبقى شعبها حُرّا لا يجوع؟ لماذا لا ينتفض هذا الشعب الأمريكى الحُرّ ضدّ تاريخ بلاده الاستعمارى الأزلى؟ لماذا كُتب علينا نحنُ تغيير التاريخ بينما كُتب على الدول الاستعمارية تغيير الجغرافيا، جغرافيا بلادنا وحدها؟!
فى الحقيقة لم تسلم مدينة الموصل العراقية الواقعة على نهر دجلة من - الغزو والفتح - إنها المدينة المنكوبة بجمالها وعزتها وتفردها منذ إنشائها قبل التاريخ بـ 1080 عامًا. منذ الرومان وانتهاء بـ الأمريكان وتوابعهم البريطانيين.
فى أجواء ما يُسمى الآن بـ «رياح الحرب العالمية الثالثة» التى يعتقد الكثيرون أن رحاها ستدور فى سوريا بين المعسكر الأمريكى والمعسكر الروسى.. ويرى البعض - وأنا منهم - أنها ليست سوى زوبعة فى فنجان تطلقها كل حين المؤسسات الأمريكية لتحفيز بيع سلاحها المخزون.. وهو ما حدث بالفعل على مدار الأيام الماضية.. وبعدها تهدأ العاصفة الترابية، فأمريكا المهزومة فى سوريا الآن لا تقوى على الحرب.. ولا تريد، يكفيها عائدات بيع السلاح واستمرار استنزاف آبار النفط العربى.
يقينًا لن يهب الشعب الأمريكى ضدّ بلاده مُلبيًا صرخات أهل الموصل.. فهو لم يفعلها من قبل منذ نشأة بلاده التى بنت عزتها على ذل بلاد العالم، حتى على دول الجوار الأمريكى.. تقريبًا لا توجد دولة ولا دويلة سلَمَتْ من الغزو والسطو الأمريكى على ترابها ومقدراتها لدرجة تغيير حكوماتها وحاكميها.. منذ العام 1883 وحين غزت أمريكا الشمالية جارتها نيكاراجوا استمرأت الغزوات فكانت السلسلة الدامية المعلقة فى رقبة تمثال الحرية التى أعقبتها الجيوش الأمريكية بغزو ألبيرو ثمّ المكسيك ثمّ أوروجواى ثمّ كولومبيا ثمّ هندوراس ثمّ هاييتى ثمّ السلفادور ثمّ كوريا وإيران ثمّ جواتيمالا وكوبا ثمّ فيتنام.. ذلك العدوان الأمريكى الأكثر بشاعة على مدار التاريخ الذى خرجت منه أمريكا مهزومة مدحورة خائنة ذليلة كما هى حالتها الآن فى سوريا.. مجرد قعقعة «ترامبية» لدرء الذل وبيع السلاح.