
هناء فتحى
كيف نجت «هيلارى» ومعها «بيرلسكونى» بينما أصيب «ساركوزى» وحده؟
فى الوضع الليبى الراهن ثمة أشياء تحدث عصية على الفهم والتصديق.. ثمة موتى يخرجون من أكفانهم، ويستوون على كرسى العرش المتهالك.. وكأن 7 سنوات بعد القيامة قد ارتدت إلى الحياة .. فالبلاد لم تعد بلادا: بقايا أشلاء وأطلال وبشر بلا عنوان.. البلاد التى كانت توا قد انزلقت إلى الهوان والنسيان تعود لتتصدر من جديد مانشيتات صحف أوروبا وأمريكا.. ويتم إعداد أشهر سجنائها - سيف الإسلام القذافى- ليستوى على العرش.. عرش والده المغدور.
ثمة أخبار شديدة الأهمية تواترت فى توقيت واحد تقول: إما أن هذه البلاد لن تموت.. أو أنها أريد لها أن تموت إلى الأبد كى يتم طمس وقائعها وأسرارها وكنوزها وعائلة زعيمها.. العائلة التى لا تزال تملك الكثير والكثير من النفوذ الدولى. إلى الدرجة التى يتم فيها احتجاز الرئيس الفرنسى السابق ساركوزى فى قضية تمويل غير قانونى لحملته الانتخابية عام 2007.. تمويل من العقيد معمر القذافى.
1 - الخبر الأول يقول إن عائلة القذافى أقامت دعوى ضد الرئيس الفرنسى السابق.. وبالفعل تم احتحازه ويجرى التحقيق معه باعتباره المسئول عن تدمير ليبيا -تم ذكر مسئولين عرب - بينما لم يأت باسم هيلارى كلينتون وأوباما وبيرلسكونى وكاميرون.. جميعهم أعضاء العصابة بالصوت والصورة
السؤال لماذا تتم التضحية بـ«ساركوزى» وحده.. وعلى استحياء يأتون باسم عمرو موسى رئيس الجامعة العربية وقتها وكذلك حمد بن جاسم؟
2 - الخبر الثانى يقول إن المجتمع الدولى يعد سيف الإسلام كى يصبح رئيسا.
السؤال لماذا وفى أى مستنقع آخر أخرجوا سيف الإسلام من السجن والقضايا الدولية وألبسوه زى الرؤساء ويعدون له دستورا ومساعدين؟
وعلى الرغم من أن العصابة الدولية التى قتلت القذافى وبددت شعبه ووزعتهم على مقابر الغرباء قد نفضت أياديها واعتذرت عن تدمير ليبيا ومقتل زعيمها، فإن ساركوزى وحده « لبس» الجريمة بعد أن شهد ضده كل الذين تورطوا فى الجريمة وتركوه وحده !!
فها هو بيرلسكونى العجوز المتصابى يعود للسياسة من جديد، وربما يترشح للمرة الخامسة كرئيس لوزراء ايطاليا.. وها هى الحيزبون هيلارى كلينتون تستعد لخوض الانتخابات الأمريكية القادمة وهى التى استخدمت ثوار الناتو لقتل الزعيم الليبى.. وهى التى تم تسريب بريدها الإليكترونى لتعترف بأنهم غزوا ليبيا للاستيلاء على النفط ولمنع توسع نفوذ القذافى داخل إفريقيا ولسرقة احتياطى الذهب والفضة الخاص بالعقيد.. تلك الرسائل التى أسقطت هيلارى كلينتون فى انتخابات 2016.. طيب إيه بقى؟
السؤال.. كيف سيستوى سيف الإسلام زعيما فوق الدماء؟ >