الجمعة 25 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مئوية مدارس الأحد

مئوية مدارس الأحد


 
يتابع قداسة البابا تواضروس الثانى باهتمام هذه الأيام أعمال اللجنة الخاصة باحتفال الكنيسة بمئوية «مدارس الأحد» التى تعمل برئاسة الأنبا دانيال أسقف المعادى،  وكانت اللجنة قد دعت لتقديم أوراق بحثية تختص بتاريخ ودور «مدارس الأحد» التى بدأت تطبيقاتها عام 1918 على يد المتنيح الأرشيدياكون حبيب جرجس، الذى جعله المجمع المقدس ضمن قديسى الكنيسة عام 2013.
وتعد «مدارس الأحد» من مبتكرات الكنيسة القبطية الأولى،  وهى إحدى مؤسساتها وفعالياتها المهمة- فكنيستنا القبطية هى أول كنيسة اهتمت بتعليم حقائق المسيحية لأبنائها فكان رجال الدين فيها يلقنون الشعب قواعد الإيمان عن طريق السؤال والجواب وهى الطريقة المعروفة باسم «كاتشيزم»- ونشأت مدرسة الإسكندرية اللاهوتية المعروفة على هذا النظام ولذلك كانت تسمى المدرسة الكاتشيزمية.
كانت الكنيسة تهتم أيضًا كل الاهتمام بتعليم الشعب قواعد الدين وأصوله فى معاهدها المختلفة، وعندما أنشئت المدارس العصرية اهتم الأقباط بتعليم أبنائها درس الإنجيل وقواعد الإيمان بها- وكانت كتب المطالعة التى تُعطى للصغار فى أوائل نشأة هذه المدارس هى الأناجيل الأربعة والكتب الدينية المعاصرة- ولكن فى أواخر القرن الماضى تغيرت المناهج وأسرف أولو الأمر فى دراسة العلوم وقللوا فى مناهج الدين وتعاليمه- كان هذا يحدث سواء فى المدارس الأميرية أو المدارس الأهلية الأمر الذى جعل الأصوات ترتفع من كل جانب طالبة الإسراع لدرء هذا الخطر عن المؤمنين وأبنائهم- ولما كانت هذه المجهودات تذهب سدى قام شاب مملوء حماسة وغيرة حوالى عام 1898 وكان وقتئذ طالب بالمدرسة الإكليركية وجمع عددًا من الأولاد الصغار لا يتعدى عددهم أصابع اليدين وكان يعطيهم الدروس الدينية التى كان يكتبها بنفسه فى كنيسة الفجالة- كان هذا الشاب هو حبيب جرجس، وكان يشعر فى قرارة نفسه بأن هذا العمل غير ناجح كما كان يتمنى وما ذلك إلا لأنه كان عملاً فرديًا محضًا- فكرس نفسه مع بعض إخوانه الغيورين لهذا العمل- وفى عام 1905 اجتمعوا وغيروا نظام جامعة المحبة وجعلوها لتدريس الدين للتلاميذ الصغار.
جاء فى عدد يونيو عام 1948 من مجلة «مدارس الأحد» أنه فى عام 1918 فكر المرحومان القمص سلامة منصور والأستاذ يوسف إسكندر جريس فى تأسيس جمعية باسم «جمعية الطفل يسوع» وطلبا من الأستاذ حبيب جرجس- وكان قد تعين فى نفس هذا العام ناظرًا للمدرسة الإكليركية- الانضمام لهما فاقترح عليهما مشروع مدارس الأحد الذى كان قد درسه من قبل وأعد لائحته، فاعترضا على هذه التسمية لأنها كانت موجودة بنفس هذا الاسم فى الكنيسة البروتستانتية فى مصر قبل هذا التاريخ فاتفقا على تسميتها «إنجيل الأحد للمدارس»- وبدآ بأول مدرسة بالكنيسة المرقسية الكبرى بالقاهرة- وكانا يقومون بطبع الدروس على أربع صفحات لشرح فصل إنجيل قداس الأحد بالكنيسة يضاف إليه التعاليم والدروس من نفس هذا الفصل- وكان طلبة المدرسة الإكليركية يقومون بتدريس هذه الدروس فى كنائس القاهرة المختلفة يوم الأحد لتلاميذ المدارس القبطية ويوم الجمعة لتلاميذ المدارس الأميرية، وتكونت لجنة للإشراف على مدارس الأحد باسم «اللجنة العامة لمدارس الأحد القبطية الأرثوذكسية» وكان مقرها المدرسة الإكليركية بمهمشة وقد أخذت على عاتقها العناية بأمر هذه المدارس والعمل على تعويد الأولاد والبنات حفظ يوم الأحد والمواظبة على حضور الكنائس.
وسبق أن ذكرت فى مقال سابق كيف كان اهتمام د.طه حسين بإصدار مجلة «مدارس الأحد»، وكتب على صفحاتها مقالاً رائعًا بعددها الصادر فى مايو 1948 محييًا ومقدرًا دور الكنيسة القبطية ورؤاه لتطوير تلك المؤسسة الوطنية بكل شفافية وموضوعية علمية.. حول أهمية الاحتفالية بمئوية «مدارس الأحد»..للمقال تتمة. 