الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مهرجان «منى زكى بوحيرد» لأفلام المرأة

مهرجان «منى زكى بوحيرد» لأفلام المرأة


قبل ساعات قليلة من تعامد الشمس على تمثال رمسيس الثانى بمعبد أبو سمبل تعامدت الأضواء فى مقر افتتاح مهرجان أسوان لأفلام المرأة، لتعلن بدء الدورة الثانية وسط أجواء دافئة بحضور د. إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، واللواء مجدى حجازى محافظ أسوان، ود.مايا مرسى رئيس المركز القومى للمرأة، والسفيرة ميرفت التلاوى رئيس منظمة المرأة العربية، ود.عزة كامل رئيس أمناء المهرجان، والإعلامى حسن أبو العلا المدير التنفيذى، ومحمد عبدالخالق رئيس المهرجان.
كل هؤلاء على موعد لتكريم المناضلة الجزائرية الشهيرة جميلة بو حيرد، ضيفة شرف المهرجان، والنجمة منى زكى، كنموذجين نسويين بارزين بين الماضى والحاضر، أسهمتا فى رسم صورة رائعة للمرأة العربية عبر العصور، واكتملت الصورة  بحضور النجم العالمى دانى جلوفر، فى حفل استقبال تاريخى بفندق كتراكت العريق.
قيمة هذا المهرجان أنه يتزامن مع ختام عام المرأة الذى أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسى لتمكين المرأة المصرية، وهذا ما أكدته د.إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة فى كلمتها، فى أول حضور سينمائى لها ومبشر بدعم واع للفن السابع، وأيضا ذكاء رئيس المهرجان وفريق عمله على اختيار نماذج مشرفة للمرأة.. نماذج يعشقها المصريين سواء على المستوى السياسى والفنى.. وهذا ما يحسب لإدارة المهرجان رغم الأخطاء والثغرات التى صاحبت الدورة، وربما برزت لضعف الدعم المادى والميزانية، لكن روعة اختيار المكرمون والفعاليات وحضور جميلة ومنى يغفر كل ذلك. وتتعاظم قيمة هذه الدورة لأنها فتحت الباب أمام تكريم العظماء فى الوطن العربى ونجمات الجيل الرابع للسينما المصرية، وهو جيل المستقبل ومنى زكى فى طليعة نجمات هذا العصر،  سواء على الشاشة أو المستوى الإنسانى كما أنها نموذج قدوة للأجيال الجديدة..
ندوة منى زكى التى أدارتها الكاتبة انتصار دردير لخصت كل هذه المعانى بشهادات جميلة عنها من كل الأجيال، وهم: السيناريست تامر حبيب، والمخرج محمد ياسين وعمر عبدالعزيز، والمخرج الكبير محمد عبدالعزيز، وأيضا زميلتها كندة علوش.. جميعهم أثنى على موهبتها الاستثنائية وأن أدوراها انحازت لقضايا المرأة.
«منى» بكت من حرارة الإشادة بها وردت الفضل لمن وقف معها فى مشوارها الفنى وترجمت موهبتها واحترامها لمهنة التمثيل وأداءها المتمكن بأنها تدخل الاستديو وكأنه مكان مقدس تقديرا للشخصية التى تقدمها وزملائها. إنه الالتزام الذى يصنع النجوم.
تكريم منى وسعادة بنات جيلها (منة شلبى وغادة عادل وكندة علوش) وإصرارهن على الحضور  يحمل رسالة مهمة تعكس مدى الحب بين نجمات هذا الجيل، رغم المنافسة الشرسة بينهن فضلا عن تقديرهن لها.
أما المناضلة التاريخية فى الوطن العربى، فقد لاقت حفاوة تستحقها، ولفتت الانتباه فى كلمتها بالفرنسية بأنها ما زالت تتذكر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ودوره فى مساندة الثورات العربية، وأنها فخورة بتكريم المهرجان المقام فى بقعة تاريخية فى أرض مصر فى أسوان الشاهدة على الحضارة الخالدة، وأنهت جميلة كلمتها بالهتاف(تحيا مصر) فى إشارة واضحة إلى اعتزازها بالقيادة المصرية.
وفى حفل أسطورى فى أعرق فنادق أسوان، استقبل ضيوف المهرجان النجم العالمى دانى جلوفر، وبتواضع كبير أصر على تحية الضيوف والذهاب إليهم والتقاط الصور التذكارية، إنه التواضع  الذى يصنع نجوم الشعوب.
  
وأخيرًا، فإن القنوات الفضائية لم تكن على مستوى الحدث، باستثناء روتانا أفلام وقناة دبى والنايل سينما، وأثبتت أنانيتها بعد عزوف بعضها عن التغطية وتجاهل فعاليات المهرجان، لأنها تطبق قاعدة «فيها لأخفيها» وإشهار سلاح الاحتكار.. لكن فاتهم الكثير فى ندوة منى زكى التى تحدثت فيها عن مسيرتها بوضوح وصدق، وندوة المرأة فى سينما يوسف شاهين التى أدارها المخرج شريف مندور وشارك فيها د.سلوى حبيب ود.عبد الرزاق الزاهد وهو باحث سينمائى مغربى، وأثارت جدلا واسعا بالتأكيد على أن سينما شاهين لم تهتم بالمرأة وأنها كانت مهمشة رغم رمزيتها فى بعض أفلامه، وأنه كان يرمز بها لمصر فضلا عن منتدى نوت الذى أدارته د.عزة كامل وشاركت فيه السفيرة ميرفت التلاوى، وفتح ملفات مهمة تخص المرأة وضرورة اتحاد الرجال والنساء من أجل المساواة بينهما. فضلا عن زيارة النجم العالمى لقرى النوبة وأحاديثه الممتعة مع أطفال النوبة، فى أجواء طبيعية رائعة وكلها مواد مهمة لعرضها على الشاشة، والأخيرة تعكس الأمن والأمان فى البلد الأمين وكان من الممكن تقديمها للناس بدل اللهاث وراء التفاهات وتكدير وتسطيح الرأى العام بقضايا زائفة ومغيبة للوعى والحياة.