الجمعة 22 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
ماذا فعل فينا العام 2013؟

ماذا فعل فينا العام 2013؟


على شبكات التواصل الاجتماعي لفت نظري مقال ذائع الصيت، عنوان المقال هو (ماذا فعل فينا العام 1979.؟)، وهو بقلم الكاتب اليمني الأستاذ حسين الوداعي، وهو في مقاله يلقي نظره بانورامية على العالم الإسلامي في عام 1979.. ليؤرخ لثلاثة أحداث وقعت في ذلك العام ..

أول هذه الأحداث كان اندلاع الثورة الإيرانية أو ثورة الملالي التي يعتبر أنها كانت بداية التدين الشيعى، أما ثاني الأحداث فكانت أحداث الحرم المكي الشريف والتي احتل فيها جهيمان العتيبي وأتباعه الحرم المكي الشريف وأعلن نفسه مهديًا منتظرًا للمسلمين، وكانت خطورة دعوته أنه اتهم حكام المملكة بالبعد عن الشريعة الإسلامية، وهو ما استدعى منهم مزيدًا من التشدد الديني للمزايدة على جهيمان العتيبي والحفاظ علي المصدر الأول لشرعية الأسرة الحاكمة السعودية، أما ثالث الأحداث التي يرصدها الكاتب والتي وقعت أيضًا في العام 1979 فهي الغزو السوفيتى لأفغانستان وتبني الإدارة الأمريكية لفصائل الجهاد الإسلامي كوسيلة لتطويق الغزو الروسي.
يقول المؤلف صادقًا: إن هذه الأحداث الثلاثة كانت دافعًا لإطلاق موجة من التشدد في العالم الإسلامي حملت اسمًا مراوغًا وكاذبًا وهو الصحوة الإسلامية، يقول المؤلف في ختام مقاله: إن كلًا من الإجراءات الانفتاحية الأخيرة في السعودية، ومظاهرات الشباب الإيراني ضد الحكم الديني هناك جاءت بمثابة إيذان بنهاية ما عرف بالصحوة الإسلامية، ورغم إعجابي بالمقال فإنني أختلف معه وأرى أنه وقع في مغالطة كبيرة حين لم يلتفت إلى أن تاريخ المنطقة يصنع في مصر سواء كان ذلك في الماضي أو في الحاضر أو في المستقبل، فإذا كان ثمة حدث أعلن انتهاء زمن سيطرة المتأسلمين علي هذه المنطقة فهو ثورة 30 يونيو، ولا شىء غيرها، وإذا كان ثمة من أطلق هذا المصطلح الكاذب (الصحوة الإسلامية) فهو الصفقة التي عقدها الرئيس السادات مع جماعة الإخوان المسلمين وسماحه لقياداتها بالتواصل مع قيادات الجماعة الإسلامية في الجامعات المصرية كما يروي عبد المنعم أبوالفتوح في شهادته للراحل حسام تمام، وإن كان ثمة ما دفع هذا العالم الإسلامي لابتلاع كذبة الصحوة الإسلامية فهو ذلك التحالف الذي تم مع الطفرة النفطية بين فوائض المال الخليجي وبين الخبرة والكوادر الإخوانية، كما يسجل الباحث البريطاني (لورينزو فيدينو) في كتابه «الإخوان المسلمون في الغرب»، والخلاصة أنه إذا كان خطأ الرئيس السادات في بداية السبعينيات قد بدأ المأساة فإن ثورة شعب مصر في 30 يونيو قد أنهتها، وليس هذا غريبًا على مصر.. لذا لزم التنويه.