
طارق مرسي
آلهة الشغب
مع الثنائى العجيب فقط.. الاختلاف فى الرأى يفسد للود قضية، فما دمت مختلفًا معهما فأنت إذن ضدهما.. متآمر، ورجعي، وأحيانًا صهيونى مُغرض.
هكذا يعيش «التوأم حسن» على هذه الفرضية العبثية متناسين أن نفس المختلفين معهما هم أول من امتدحوا تفوقهما سواء على البساط الأخضر أو «تراك» الإدارة الفنية.
فى هذه الدائرة المغلقة سيرة ومسيرة «الأخوين».. ففى الأهلى وقف الجميع معهما حتى حققا إنجازات ضخمة، شهرة وبطولات لن تتكرر لنجوم مماثلة.. وفى الزمالك التف حولهما الجميع فحققا المعجزة بالاستمرار فى الملاعب وتسجيل منجزات نادرة لن يستطيع أحد إعادة تصنيعها أو حتى تخيلها، وحينما كانا بالأهلي، الزملكاوية «خونة ومتطفلين»، وعندما رحلا إلى ميت عقبة، الأهلوية رمز الصهيونية وخبثاء ومتسلقين، وعند وصولهما محطة المنطقة الحرة فى المدينة الباسلة بورسعيد الأهلى والزمالك «طوائف إرهابية».. من هنا تولدت العقد النفسية عند حسام وإبراهيم حسن رغم أنهما كانا على مقربة من تحقيق المعادلة الصعبة وتولى الإدارة الفنية لمنتخب مصر برضاء من الأهلاوية والزملكاوية بعد أن نجحا فى تجربة بناء فريق المصرى البورسعيدى من عدم، وقت تعثر مولانا «كوبر» وتخوف المصريين من ضياع الحلم المونديالى لكن بعد أن فعلها الأرجنتينى اشتعل رأس التوأم «شعرا»!! فانهالا ضربا وطعنا فى الزمالك رغم عشق غالبية جماهيره واعتزازهم بهما حتى إن المطرب «عزيز الشافعى» قدم لهما أغنية تعكس كلماتها عشقهم الصوفى للزمالك وغرام جماهيره بهما، «إحنا معاك يا عميد ويا إبراهيم أنت عظيم قول على الزمالك أحلى كلام»، لكن وبسبب قلة قليلة انقلبا على الزمالك مع تجديد الحب للأهلى والمصرى.. وتستمر حياة الأخوين على هذه المادية الجدلية التوأمية.
«ملحوظة: جماهير بورسعيد انقلبت عليهما وانقلبوا عليهم وقت ولايتهما الإدارة الفنية للزمالك».
فى حياة الثنائى «حسام» و«إبراهيم» أرقام غير مسبوقة وصولات وجولات مع المشاكل والأزمات مع الأهلى رغم تاريخهما العتيد فيه والزمالك رغم نجاحهما الفريد من نوعه حتى فى محطات الاحتراف السويسرى والسعودى ومع المصرى البورسعيدى أيضًا حتى مع الحكام ورجال الأمن والمعركة مستمرة مع الشغب، وفى كل مرة هما على صواب ومن حولهما «خونة» و«مندسين» وأصحاب أجندات ومع كل أزمة يرتديان ثوب المعصومين من الخطأ وإطلاق فتاوى من كتاب «فقه التبريرات» وفى السقطة الأخلاقية فى وجه المهذب «طارق يحيى» التى اجتمع كل من شاهدها على أنها مبتذلة ومسيئة ومسفة، وتستوجب عقوبة اجتماعية وجنائية وأخلاقية ثم يخرج «إبراهيم» المتحدث الرسمى لأخطاء حسام بتبريرات عبيطة، وأن الجميع دماغهم «تعبانة» رغم أنها واضحة وسافلة وأنهم متآمرون ضده، بينما الواقعة خارجة عن ميثاق الشرف الرياضى واللعب النظيف المطلوب ترسيخه لأجيال المستقبل، ولأن ثقافة «حسام وأخوه» هى على صواب ورغم عقاب اتحاد الكرة الضعيف يكرر من حوله بعد تسجيل هدف نادى المصرى نفس التصرف وكأنهم يتحدون العالم كله، ويتوالى مسلسل السقوط الخميس الماضى فى مباراة المصرى الأخيرة مع طلائع الجيش بتعمد رفع الحذاء أمام الكاميرا والجميع رغم أنه ينفذ عقوبة اتحاد الكرة بوقفه 4 مباريات وهذه المرة يرفع حذاءه أمام الحكم الذى أغفل ضربة جزاء لمصلحة فريقه حسب ظنه.
والأسئلة المطروحة الآن متى يستمر هذا الانفلات الانفعالى والأخلاقى لعميد لاعبى العالم المتهم بترويج القبح فى الملاعب المصرية، متى سيعرف حسام قيمة الإنجازات الأسطورية التى حققها هو وأخوه فى الملاعب، وإلى أى حد ستصل الرعونة والتسرع والعصبية دون تسجيل سوى أهداف قذرة.. ففى مقدور حسام وإبراهيم «آلهة الشغب» فى الملاعب التوبة لاستعادة تسجيل الأهداف الشرعية والخلود فى نادى العظماء لو أحسنا التصرف وأعادا ترتيب حساباتهما والتخلص من العقد النفسية التى تمكنت من حتى الخلايا الجذعية لها وهزيمة جذور الإرهاب الذى يحكم سلوكهما ضمن حملة مصر الكبرى والعالمية للقضاء نهائيًا على الإرهاب الأسود من وجه الحياة فى مصر.