الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
خيال أصدق من الحقيقة!!

خيال أصدق من الحقيقة!!


قبل أيام قليلة مرت الذكرى الـ «74» لرحيل الشاعر الكبير كامل الشناوى، أصبح اسم الشاعر الكبير مرتبطا بقصيدة «لا تكذبى»، قطع الجمهور الخط الفاصل بين الحقيقة والوهم واعتبروا أن قصيدة «لا تكذبى» التى غنتها نجاة ووضع ألحانها عبدالوهاب قبل نحو نصف قرن هى الحقيقة، وأن كامل الشناوى كتب هذه الكلمات بعد أن شاهد نجاة مع رجل، وهكذا جاءت الشطرة الشاعرية «إنى رأيتكما معاً».. وكأنه يقصد «إنى ضبطكما معاً»!!
 
 

 
قبل سنوات قليلة عُرض مسلسل «السندريلا» الذى تناول حياة سعاد حسنى وفى بداية الحلقات قدم المخرج مشهداً جمع بين نجاة وصديق وبينهما تورتة عيد الميلاد، وكانت عين كامل الشناوى تتلصص على نجاة وكأنه يتابع خائنة، وأقامت نجاة دعوى قضائية ضد المسلسل، ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى تذهب فيها نجاة للمحكمة لإيقاف هذا السيل المنهمر من الشائعات التى تطولها، فدائما هناك اسم رجل يقترن بتلك القصيدة فى كل حكاية كانوا يطلقون اسم خائن أو عشيق لنجاة غير الذى ذكره السابقون فى روايتهم، وكلها محض افتراء والذى ساهم فى ذيوع هذه القصص الخيالية صمت نجاة الدائم وابتعادها عن الإعلام بكل أشكاله وأنماطه ،فهى لا تسجل لقاءات تلفزيونية أو صحفية وعن سبق الإصرار.. كما أن من أسباب انتشار القصص الخيالية التى واكبت غناء «لا تكذبى» هى أن الكاتب الكبير مصطفى أمين كتب مثلا قبل 53 عاماً صفحة كاملة فى جريدة أخبار اليوم عن كامل الشناوى وأشار إلى أنه كان شاهد عيان على ولادة قصيدة «لا تكذبى» وأن نجاة هى المقصودة وأن كامل أسمعها القصيدة بالتليفون وكان مصطفى يتلصص على المكالمة واستمع إلى نجاة وهى تطلب منه أن تغنى القصيدة ربما لتنفى أنها المقصودة!!
 
وأقامت نجاة دعوى قضائية ضد مصطفى أمين ولم تكسبها لأنه لم يكتب اسمها صراحة، بل أشار فقط إليها.. ثم نشر الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس على حلقات فى جريدة الأهرام رواية «وعاشت بين أصابعه» استوحاها أيضاً من علاقة كامل الشناوى مع نجاة أو بتعبير أدق كان يردد القصة الملفقة حول قصيدة «لا تكذبى» وغضبت نجاة وتم تخفيف بعض التلميحات التى تشير إليها فى الحلقات الأخيرة من الرواية.. ثم جاء مسلسل «سندريللا» وأطلقوا على نجاة فى الحلقات اسم «نجوى».. ولا تزال القضية تتداولها المحاكم.
 
 

 
الحقيقة أن حكاية كامل الشناوى مع نجاة نصيبها من الخيال أكثر من الحقيقة وكان الشاعر الغنائى الكبير مأمون الشناوى شقيق كامل الشناوى شاهد إثبات على تلك الوقائع، فهو ليس فقط شقيقه، بل إنه كان صديقه أيضاً وقال أمام القاضى أن كل ما أثير حول هذه القصيدة محض افتراء، وهكذا أصاب خيالهم نجاة بشظايا لاتزال تطولها كلما ردد أحدهم اسم القصيدة أو كامل الشناوى، أتذكر أننى أجريت تحقيقاً صحفياً نشرته قبل نحو 03 عاماً فى مجلة روزاليوسف وكانت مصادرى تحية كاريوكا ويوسف إدريس ومصطفى أمين وأنيس منصور. كل من هؤلاء أكد أنه شاهد عيان على ميلاد هذه القصيدة وكل رواية كانت تتناقض مع الأخرى واختلفوا فى تحديد اسم الخائن أقصد بلغة هذه الأيام «الطرف الثالث». وانتهيت إلى أن الصدق الفنى الذى تنضح به قصيدة شاعرنا الكبير دفع الجميع إلى البحث عن حقيقة عبرت عنها كلمات «ويشب فى قلبى حريق، ويضيع من قدمى الطريق، وتُطل من رأسى الظنون تلومنى، وتشد أذنى، فلطالما باركت كذبك كله ولعنت ظنى، لعنت ظنى» وما أسوأ تلك الظنون!!