الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
المجد للعظماء

المجد للعظماء


 فى برامج اكتشاف المواهب الغنائية سواء كانت موسمية أو شرفية حقيقة لا تقبل الشك أو التشكيك، ربما لم ينتبه إليها كثيرون وهى إنها تجدد الثقة والاحترام والحب لإبداعات العظماء من عمالقة الغناء والتلحين عندما يختار المتسابق عملا من كتالوج المبدعين.
  برامج المسابقات سواء على مستوى الشباب أو الأطفال تتبارى فى تقديم روائع سيدة الغناء أم كلثوم والعندليب عبدالحليم حافظ وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب إلى جانب فروع شجرة العظماء مثل نجاة وفايزة أحمد ووردة وشادية ومحرم فؤاد ولا يخلو  العطاء من أصحاب الأغنيات الجميلة  مثل  عبدالغنى السيد وسعد عبدالوهاب وكمال حسني.. ويتنوع هذا الاختيار فى حضور مواهب من الأقطار  العربية يقدمون رسائل حب لمن سبقوهم من المبدعين سواء من  لبنان أو سوريا والعراق والمغرب وتونس وحتى الخليج وفلسطين.. والأجمل عندما يقدم مواهب الأقطار الشقيقة مختارات من أعمال نجوم الغناء المصرى والتى تعكس ثقل وقيمة مصر فى خريطة الغناء العربى، وهى الحقيقة الغائبة بين أبناء الجيل  الحالى الذين يراهنون بالتجديد  والتحديث من الغرب بهدف التقليد الأعمى، لكن فى النهاية لا يصح إلا الصحيح بدليل عدم استدعاء المواهب المتسابقة لأعمالهم باستثناء أعمال أسماء تعافر فى تقديم الأعمال  التى بها روائح  الطرب الشرقى الأصيل ويحلو للمتسابقين تقديمها سواء كانت لأنغام أو شيرين وآمال ماهر وأحيانا لراغب علامة ونبيل شعيل وكاظم الساهر بينما يتجاهلون الأسماء التى تحتل الصفوف الأولى ومن بينهم المحكمون أنفسهم الذين يقيمون هذه المواهب  فى مفارقة غريبة.
 برامج (ذافويس) و(آرب أيدول) وغيرها تجتهد وتبدع فى تعريب النسخ الأصلية وتحقق بها انتشارًا وشعبية ضخمة وتساهم فى ميلاد أصوات كثيرة واستخراج مواهب مدفونة بثوب  جديد وتتبنى الفائزين وتربح أموالاً طائلة سواء من الإعلانات المطروحة أو التصويت عبر العالم، ولكنها متهمة بالاستغلال  والكسب على جثث المواهب على خلفية فشل خلق وإطلاق موهبة استثنائية تحقق قاعدة  جماهيرية عريضة.
 فعلى أرض الواقع وفى الشارع الغنائى فشلت الأصوات الفائزة فى مزاحمة أصحاب  السطوة الغنائية والدخول فى الصفوف الأولى واستثمار النجاح الاستثنائى فى هذه البرامج وهذا يعود أحيانا لكسل بعض المواهب خلال السنوات الخمس الأخيرة وهى التى شهدت رواجًا غير عادى لبرامج المسابقات الغنائية.. وفعليا وكما تقول السوق الغنائية لم تدخل أسماء دوائر آخر المواهب الغنائية وهى راغب علامة ووائل كافورى وأنغام وآمال ماهر وشيرين وتامر حسنى ومحمد حماقى وكل هؤلاء يمثلون آخر الدفعات  التى خرجت من شركات الكاسيت أو برامج اكتشاف النجوم  ذات الطابع المحلى المحدود بعد  انحسار الحفلات الغنائية واختفاء دور الإذاعات  العملاقة التى تتبنى الأصوات الموهوبة وتقدمها للجمهور على أسس مدروسة.
المؤكد أن الأصوات التى تطلقها برامج اكتشاف المواهب  تخطف الآذان العربية  بالكلاسيكيات  الغنائية، رغم الإطار الفاخر الذى يقدمون به على الشاشة يفقدون لغة الاستمرار  وأن بعضهم يكتفى بشرف الظهور فى هذه البرامج رغم مرورهم بمراحل اختيار متنوعة على المستوى  الجماهيرى أو المحكمين ويصير نجاحهم وقتيًا ومحدد الصلاحية ويكتفون بالحضور الشرفى دون تأثير حقيقى  أو تطوير يمنحهم التواصل الفعال رغم الدعم المعلن للفائزين منهم والفائز  الجديد يسحب البساط لفترة ثم يختفى فى ظروف غريبة بدليل  أن الذاكرة السمعية تفشل فى استدعائهم رغم مرور  خمس سنوات على إطلاقهم والبعض منهم يعيش على ذاكرة الأغنيات التى قدمها لكبار المطربين فى أى ظهور عابر بينما يتعثر فى تطوير وإثبات ذاته.
 أزمة برامج المسابقات التى تقدم أصواتًا موهوبة سنويا إنها تفتقد لملحنين قادرين  على انتشال هذه الأصوات وصناعة نجاح جديد لهم فلم يعد  هناك فى الساحة الغنائية عباقرة بمقاييس محمد عبدالوهاب  ومحمد الموجى ورياض  السنباطى وبليغ حمدى وحلمى بكر تصنع الفارق بمعايير شرقية أو شعراء ملهمون أمثال أحمد شوقى وأحمد رامى وعبدالوهاب  محمد وحسين السيد ومرسى جميل عزيز وهم الأضلاع الناقصة فى المعادلة الغنائية الحالية.. وافتقار  الأصوات الغنائية لفريق العمل مكتملة  الأجزاء «صوت موهوب  وشاعر وملحن» ومن  هنا يضلون الطريق.
 لكن فى النهاية تبقى القيمة الكبرى لهذه البرامج وهذه الأصوات فى العودة للجذور وتحقيق تواصل حقيقى مع الأجيال الشابة المحبة للموسيقى غذاء  الروح والقلب والعقل مع أعمال العمالقة.. ونحن فى حاجة للعودة للأصول والجذور والتاريخ لبناء المستقبل.