
وائل لطفى
متى يحكى الرئيس؟
لم تكن صدفة أن يتتالى افتتاح المشروعات القومية العملاقة مع قرب انتهاء الفترة الرئاسية الأولى للرئيس السيسي، كان ذلك تحقيقًا لوعود أطلقها الرئيس وهو يترشح للانتخابات فى 2014. إن الإنجازات التى تحققت تبدو عظيمة ومبهرة، سواء من حيث سرعة إنجازها، أو جودة تنفيذها، أو عنصر المفاجأة فيها. إن عنصر المفاجأة هذا بقدر ما يخلق حالة من السعادة عند الناس حين يفاجأون بإنجاز مشروع لم يكونوا يتوقعون وجوده إلا أنه أحيانًا يقلل من حجم الشعور بما تحقق.
لقد قادت طبيعة المواجهة مع (أهل الشر) الرئيس لإخفاء الكثير من الحقائق عن المشروعات التى يجرى إنجازها على الأرض، وعن الرابط بين هذه المشروعات، وعن الفلسفة التى تحكم حتمية الدخول فى كل هذه المشاريع العملاقة والكبيرة، ورغم أننى أستطيع أن أجتهد وأقول إن كل مشاريع البنية التحتية ضرورية لجذب الاستثمارات العملاقة، ورغم أننى أرى أنه لم يكن أمام مصر فى سنوات المواجهة مع الإرهاب سوى الاستثمار فى هذه المشاريع استعدادًا للمستقبل، رغم هذا فإننى أظن أننا فى حاجة لأن نسمع من الرئيس السيسى الكثير من التفاصيل والذكريات حول السنوات الأربع الماضية، وحول التحديات التى واجهت مصر فيها، وكيف أمكننا التغلب عليها، بما فى ذلك تحديات التمويل وكيف أمكننا تدبير التمويل اللازم لكل هذه المشاريع.
إننى أعتقد أن على الرئيس السيسى أن يتخلى ولو جزئيًا عن طبيعته التى دعمتها مهام منصبه وأن يحكى للناس تفاصيل ما جرى وأن يكون ذلك تمهيدًا للحديث عن بعض ما ستقدم عليه مصر فى السنوات القادمة، وأقترح أن يكون ذلك مع إعلان الرئيس لترشحه فى الانتخابات القادمة.
إننا فى حاجة ملحة ليس فقط لأن نعرف تفاصيل ما تم، ولكننا فى حاجة أيضا لكى نعرف لماذا يتم ما يتم، ولماذا يجرى ما يجري.. والمعنى أننا فى حاجة لأن يشرح لنا الرئيس فلسفة الحكم، أو فلسفة الثورة، والثورة المقصودة هنا هى ثورة الـ30 من يونيو، ذلك أن الفلسفة هى التى تربط التفاصيل الصغيرة ببعضها البعض فتجعلنا نرى الصورة كاملة لا مجزأة، ونرى المستقبل موسومًا أمامنا ونرى الألوان زاهية واضحة وليست باهتة كما يريد البعض لها أن تبدو، ونرى الطريق واضحًا ممتدًا وليس مقطوعًا محطمًا كما يحاول البعض أن يفعل.
لقد كان الحذر ولا شك أحد أسباب نجاحنا فى الإفلات بكل هذا الكم من المشاريع من أهل الشر فى السنوات الأربع الماضية، ونريد أن يكون الإعلان وإشراك الناس فى الحلم هو طريقنا لهزيمة أهل الشر فى السنوات الأربع القادمة بإذن الله، فهل يتحدث الرئيس؟