الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
سينما الكنز والخلية.. «العصمة فى «إيد المخرج»

سينما الكنز والخلية.. «العصمة فى «إيد المخرج»


 
الجمع بين نجمين لهما شعبية ومسجلين خطر فى شباك التذاكر أو صناعة فيلم لنجم له جماهيريته مهمة صعبة فى بعض الأحيان وشبه مستحيلة فى أحيان أخرى سواء على المستوى الإنتاجى أو الفنى.. والمخرج المتمكن هو الوحيد القادر على تمرير هذه المعادلة والسيطرة عليها والخروج بأعلى نتائج قد تصل إلى القاعدة أو النظرية.
والمخرج الذى أقصده ليس هو من نوعية «آخر من يعلم» أو مهندس مقولة المنتج عايز كده بل هو شخصية متمكنة وحازمة وموهوبة.
فى سينما الأضحى لاح فى الأفق مصطلح اعتاد كتاب السينما إطلاقه على صناع السينما الجميلة وهو سينما «المخرج» فى بارقة أمل جديدة ربما تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.
شريف عرفة وطارق العريان هما قادة ثورة التصحيح فى سينما العيد الأول قدم لنا رائعة «الكنز» لمحمد سعد ومحمد رمضان والثانى راهن بالخلية، وبحسابات شباك التذاكر نجح الفيلمان فى كسر السائد والمألوف فى موسم الأضحى وتوجيه ضربة قاضية لسينما الهلس وكسبا الرهان وبنفس الأسلحة التى استخدمها منتجون آخرون وأقصد «محمد رمضان» و«محمد سعد» وهما من رموز سينما الخروج عن النص وترسيخ مقولة الجمهور عايز كده.
المخرجان الكبيران أيضا نجحا فى السيطرة على نجوم الشباك بإدارة فنية متمكنة على مستوى اللغة السينمائية أو التكنيك المتقدم، ففى الفيلم الأول «الكنز» قاد العبقرى شريف عرفة المهمة وجمع بين نجمين لهما شعبيتهما الضخمة باقتدار وتمكن من إنقاذهما فى فيلم الفرصة الأخيرة فضلا عن إعادة اكتشاف موهبتهما الحقيقية وتغيير جلدهما تماما أما الفيلم الثانى استطاع بتمكن الموهوب طارق العريان من تسهيل مهمة أحمد عز وإخراجه من دائرة الأزمات الشخصية والشوشرة العائلية بفيلم يعد ضربة للإرهاب والمتطرفين بمهارة استخدم فيها إمكانياته الطبيعية وسخر كل ما هو ممكن لإخراجه بهذه الصورة تحرير «أحمد عز» من أزماته التى كانت من الممكن أن تؤثر على مسيرته السينمائية.
المفارقة أن المخرج الكبير شريف عرفة فى فيلم الكنز بخلاف جمعه بين بطلين لكل منهما جبروته وسطوته طبق مقولة من أحضر العفريت يصرفه» بحكم أنه صاحب نظرية خروج مشروع محمد سعد للنور بشخصية اللمبى فى فيلم «الناظر» هذه الشخصية التى ارتبطت بسعد حتى استهلكته ولم يفلح من الخروج منها إلا بشخصية بشر رئيس القلم السياسى فى  عهد الملك فاروق خلال نفس المخرج صاحب الفضل الأول عليه... وفى الوقت نفسه كان «رمضان» أو على الزيبق وحسن رأس الغول فى حاجة لطوق نجاة ينقذه من المأزق الذى وضع نفسه فيه وتشتيت موهبته بين الأكشن والكوميديا وتفريق إمكانياته بين السينما والمسرح والتليفزيون لكن عرفة، أعاده إلى المسار الصحيح وأنقذه فى لقاء الفرصة الأخيرة أيضا.
«شريف عرفة» أيضا أعاد اكتشاف موهبة المؤلف عبدالرحيم كمال سينمائيا بعد فتوحاته الدرامية وأنقذه من الوقوع فى فخ التوثيق فى أعماله بإيقاع درامى مبهر وأثير وأتصور أن وقوع الكنز فى أيدى مخرج آخر كان محفوفا بالمخاطر لغلبة الجانب التسجيلى والتوثيقى فى أعمال «كمال» لكن «عرفة» أخرجه من هذه المصيدة.. أما طارق العريان فقدم عز أو «سيف» قائد العمليات الخاصة فى إطار من الأكشن العالمى الذى يليق بموهبته وقدراته.. وكما فعل «شريف» مع عبدالرحيم كمال فعلها أيضا «طارق» مع المؤلف صلاح الجهينى وشكلا ورشة عمل كانت نتائجها مبهرة على الشاشة فى سينما شبه فائقة الجودة.
«الكنز» و«الخلية» نموذج رائع للإنتاج المتميز الأول لمنتجه الشاب وليد صبرى والثانى للمنتج إبراهيم إسحق اللذين منحا المخرجين الكبيرين كل الإمكانيات لتقديم هذين الفيلمين مع كوكبة من الممثلين الرائعين هند صبرى وأحمد رزق وأمنية خليل وسوسن بدر وهانى عادل وأحمد حاتم وهيثم أحمد زكى ومحيى إسماعيل فى «الكنز» ومحمد ممدوح وأحمد صفوت والنجم السورى الواعد سامر المصرى فى «الخلية».
أخيرا فإن الكنز والخلية خطوة فى طريق صناعة سينما يستحقها المصريون.. سينما على موجة ومزاج الرأى العام تليق بتاريخ طويل من الإبداع.>