الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
لماذا توقفت الشرطة عن قتل السود بعد رحيل أوباما؟!

لماذا توقفت الشرطة عن قتل السود بعد رحيل أوباما؟!


لا أحد على وجه الدقة يعرف لماذا توقف البوليس الأمريكى فجأة عن قتل المواطنين السود العزل ومباشرةً بعد تولى الرئيس الأبيض ترامب حكم البلاد.. البوليس الذى دأب خلال ولايتيِّ الرئيس الأسود أوباما أن يتسلى بقتلهم لـ8 سنوات.. أمام أعين «التخين» وعلى أرصفة الشوارع. وبلا سبب منطقى، وكأنهم كلاب ضالة فى بلاد الهمج.. (1000) مواطن أمريكى أسود قتلوا فى عام واحد.. أليس السؤال منطقيا؟
لم تخبرنا صفحات الحوادث بالصحف والمجلات الصادرة منذ تولى ترامب الحكم عن حادث قتل أو إصابة أو تحرش قام بها شرطى تجاه السود.. هل كان هناك من كان يريد إحراج أوباما صاحب البشرة الداكنة والأصول الأفروآسيوية بحيث يبدو ضعيفًا هكذا؟ هل كان هناك من يثبت للأمريكان أن الرئيس الذى جاء ليكمل حلم مارتن لوثر كينج غير قادر على حماية «عشيرته»؟ طيب ماذا عن عشيرة «ترامب»: أبناء اليمين المتطرف الذين استشروا فى البلاد عقب فوز مرشحهم بالرئاسة.. ثم تأكد وتجسد وجودهم البارز فى أحداث الدهس الشهيرة بـ Charlottesville بولاية فيرجينيا الشهر الماضى، ومن أجلهم هدد ترامب الأميركان -كى يخرسوا - بمقولته الخالدة : «أنا أو الحرب الأهلية».. بعد مقتل امرأة وإصابة 19 آخرين من المواطنين الرافضين للعنصرية.
فهل هو استقواء من إدارة ترامب الجمهورية ضد الديمقراطيين؟ أم أن هناك من أراد إحراج إدارة ترامب العنصرية بالسعى لفتنة وحرب أهلية ترسل نفيرها المتواصل وتعيد الماضى الأليم؟ وهل تم استبدال قتل السود برصاص الشرطة بدهس الليبراليين بسيارات المواطنين المتطرفين؟ الشرطة بريئة وطيبة الآن!
من يمسك خيوط الرؤساء الأمريكان ويؤلب عليهم الشعب.. بحيث صار لكل رئيس عدو ولكل رئيس نصير مختلف اللون والنهج والمعتقد؟
لماذا صار أوباما يهاجم ترامب الآن بهذه الشراسة فى كل مناسبة وكل فرصة أمام الكاميرات يقول فيها رأيه فى الأحداث المتوالية المأساوية فى البلاد؟ بينما لم يكن بهذا العنف تجاه قتل السود؟
فأوباما لم يدن الأفعال الوحشية للشرطة أثناء إدارته للبلاد ولم يحصل أسود على حقه المهدور ولم تتم معاقبة أى شرطى فى كل جرائم القتل المتعددة والمتعمدة للمواطنين السود، بينما دافع ترامب بشراسة عن عشيرته البيضاء من اليمين المتطرف الذى وجد المجال خصبًا كى يدهس ويقتل ويجرح ويروع المواطنين المسالمين من ذوى الأصول الأخرى.. ولن يحاسبه أو يلومه الرئيس.
 ترامب القوى المنتصر لطائفته فى مواجهة أوباما الضعيف الذى خذل طائفته!
هل هى قوة الرئيس أم قوة من يقف وراءه؟
لو كان الأمر كذلك؛ لماذا تخرج بشكل دائم كل هذهِ المظاهرات الحاشدة لإسقاط ترامب ومن ليلة توليه إدارة البلاد؟ حيث تبدو وكأنها مظاهرات عفوية ليست وراءها جهة لتسييرها أو لتعبئتها.. رأى عام مش ملعوب فى دماغه؟ أم أن المسألة أكثر خطورةً  وتعقيدًا وغموضًا مما نرى؟ لم تخرج المرشحة الساقطة فى الانتخابات هيلارى كلينتون من المشهد السياسى الأمريكى حتى الآن.. لاتزال تصرح وتلتقى بمناصريها.. وتهاجم ترامب على أخطائه بضراوة.. فى الوقتِ ذاته تكونت جبهة ليست كبيرة من الجمهوريين والديمقراطيين معًا تنتقد سلوك الرئيس داخليًّا وخارجيًّا.. فى الوقت الذى لم يعد البوليس يمارس هوايته بقتل أسود واحد.. أبدا لا يحدث هذا الآن.
فى نهاية الولاية الثانية لأوباما حدثت مظاهرات عارمة فى دلاس إثر مقتل شاب أسود على يد أحد رجال الشرطة.. هذهِ المرة لم يبلع السود الإهانة والغدر فكان أن قرر أحد أفراد الجيش هناك -أسود البشرة - وأثناء المظاهرة بقنص عدد من جنود الشرطة.. وربما كان مقتل الجنود ردًّا وانتقامًا لكل المغدورين وأولهم الشاب الأشهر بولاية ميزورى: «مايكل براون » الذى فاقت شهرته الحدود.
مع نهاية حكم أوباما فشل توقع الجميع باندلاع ربيع أمريكى أسود حين كفت الشرطة البيضاء والملونة عن قتل الملونين بقدوم ترامب.. لكن ربيعا آخر يحسب له الساسة 1000 حساب أسموه «الربيع الأمريكى الليبرالي».
من يعلم؟! ربما!>