الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كناسة الدكان العربى والمارك الأمريكى

كناسة الدكان العربى والمارك الأمريكى


هذا وقد أجهز الرئيس الأمريكى تماماً على أى خيال علمى ستقوم به سينما هوليوود وأى خيال مخابراتى لأجهزته المدنية والعسكرية بعد أن استعار فى كبرى أزماته الداخلية وراح يهدد الشعب الأمريكى بمصطلحات من الرئيسين  المصريين: «مبارك» و«مرسي» فى تجلى عبارتيهما الخالدتين: «أنا أو الفوضي».. «الحفاظ على أرواح الخاطفين والمخطوفين» على إثر مظاهرات عارمة يومية فى معظم الولايات تطالبه بالرحيل أو التنحى.. قال ترامب مهددا الأمريكان: أنا أو الحرب الأهلية.. ثم أنه قد ساوى بين المعتدين الإرهابيين القوميين البيض الذين دهسوا الليبراليين المدافعين عن الحريات فى حادثة Charlottesville  بفيرجينيا قائلا: أن كلا الطرفين مخطئان الجانى والمجنى عليه.. حتى أن  السفاحين «بوش» الأب والابن أدانا تصريح  «ترامب» المتخاذل المرتعب واتهماه بالعنصرية ومعاداة الإنسانية.. آه والله.
ولا تأخذنك العزة بالإثم و«تشمت» وتدعى أن الربيع الأمريكى الذى بات يطرق أبوابهم بقوة قد زحف من السماء العربية إلى سماء أمريكا الشمالية انتقاماً من رب السموات السبع.. لأن ما يحدث وسيحدث فى أمريكا مختلف تماماً  عما يجرى تحت سماواتنا منذ سنواتٍ سبع.. فالدستور الأمريكى العظيم و Statue of Liberty  يرقدان فوق صفيح ساخن.. ومن زمان أوى.
7 سنواتٍ ورياح الربيع العربى تعصف بنا وتطير ملابسنا وعقولنا وخرائطنا.. وتطير حكامنا إلى المنفى أو إلى المقبرة.. جردة الـ7 سنوات أو كناسة الدكان.. كناسة ما تبقى من البلاد التى كان بعضها شامخا مستقراً . وبعضها الآخر كان هشا تطيره أصغر الزوابع.. كناسة الدكان العربى بعد الفرز.. بعد 7 سنواتٍ من الجرد الصادق الأمين.. نسأل: ماذا بقى راسخا لا تطيره العواصف؟.. وما الذى أخذته الريح من البلاط؟ هيا نحسبها بضمير:
عادت تونس إلى براح حبيبهم بورقيبة.. وكأن دمار الربيع العربى مر عليهم كنسمة حنونة.. وعادت مصر من جديد إلى أحضان المتشددين.
سوريا والعراق تعيدان بناء الدكان الذى أريد له أن يكون خرابا.
ليبيا واليمن لم يعودا ولن يعودا.
دول الخليج  والمملكة المغربية ينادون على الربيع الطلق أن يعفر سماواتهم التى كانت منيعة.. بعد العام السابع من العصف والدمار العربي!! غريبة ؟ لأ.
ظلت المملكة المغربية تتكتم على الزلزال المختبئ تحت طبقات الأرض حتى فجرته عدة حوادث داخلية وخارجية: تداول العالم كله فيديو فى الدار البيضاء للفتاة المغربية بين أيادى الصبية المتحرشين المغتصبين لها فى الحافلة المكتظة بالركاب الصامتين المتفرجين عليها دون أن يحركوا ساكنا بينما كان السائق يصور الواقعة وكأنه عاطف الطيب فى سواق الأتوبيس.. وتساءل الجميع: أين نخوة الرجال؟؟ هذا هو السؤال «الأكلاشيه» الذى يسبق قيام ساعة الشعوب.. السؤال الذى سبق الربيع العربى قبل 2010 .. بينما كان بعض الإرهابيين الإسلاميين يعبثون بالأرض الأوروبية وفى أكثر من مكان: حادثة الدهس فى برشلونة والمتهم فيها مغاربة تم القبض عليهم.. ثم حادثة الطعن لعدة نساء فى فنلندا.. فلأول مرة تعرف فنلندا حوادث إرهابية المتهم فيها هو المغربى «عبدالرحمن مشكاح».
وقف ترامب فى برجه العالى بنيويورك وهو يطالب بالمساواة بين الخاطفين والمخطوفين.. عذرًا،، أقصد الإرهابيين الأمريكان والمواطنين الأمريكان الذين أسقطوا تمثالا لطاغية فقام المتشددون القوميون بدهسهم فى فيرجينيا.. قال ترامب إن بين القوميين رجالاً رائعين وإلا كان يجب علينا إزالة تمثالى جورج واشنطن وتوماس جيفرسون لأنهما كانا يمتلكان عبيدا فى بيتيهما.. ماشى يا معلم مرسى.. ثمّ فى نبرة عالية قال للأمريكان جميعًا: أنا أو الحرب الأهلية، كان ترامب يدرك أنه يضغط بشدة على الجرح القديم الذى يبدو أنه لم يلتئم بفعل  بلاستر الدستور الأمريكى.. وأن  حرباً أهلية قديمة بين الشمال والجنوب حدثت فى السنوات ما بين 1861 و 1865 قتل فيها 750 ألف جندى وآلاف المواطنين من السود والبيض.. لا تزال البلاد حتى الآن  تراوح مكانها وزمانها القديم.. فالمتشددون القوميون البيض الذين أتوا بترامب رئيساً سيشعلون الربيع الأمريكى لو تم عزل أو إقصاء رئيسهم المنتخب والذى ينص دستور بلادهم العظيم على عزل الرئيس أو تقديمه للمحاكمة أو الاستقالة فى حالتى: الخيانة العظمى وتلقى الرشوة.. لكن  دستورهم لم يأت بذكر فرض الجزية على دول الخليج التى استعدت هى الأخرى من الآن لربيع قاسى النسمات.>