
طارق الشناوي
تفسير سياسى لطلاق شخصى!!
قبل ثلاثة أعوام كان ارتباط هيفاء وهبى برجل الأعمال المصرى أحمد أبوهشيمة هو زواج العصر، حتى إن الرئيس السابق حسنى مبارك بسبب ما صاحب الحفل من بذخ مبالغ فيه قال فى إحدى خطبه إن هناك من يستفز مشاعر الناس البسطاء ووصلت الرسالة إلى الزوجين وحرص كل منهما أن يقطع الأيام الأولى من شهر العسل معلنا أن الأمر كان أبسط بكثير مما تناولته الصحافة والفضائيات باعتباره عُرس القرن الواحد والعشرين.
حقيقة حفل الزفاف طبقا لشهود العيان فاقت الأساطير وكأنها ليلة من ألف ليلة وليلة ومنح الإعلام مساحات غير مسبوقة لهذا الحدث حتى إن إحدى الصحف السياسية المصرية المستقلة تعمدت التأخير عن موعد إصدارها المعتاد 42 ساعة لكى تنقل للقراء تفاصيل الحفل باعتباره سبقاً يستحق أن تضرب عرض الحائط بأهم ما تحرص عليه أى مطبوعة فى العالم وهو موعد صدورها.
الزواج كان صاخبا وهيفاء تريده طلاقاً هادئاً، ولكن الإعلام لن يستسلم بسهولة، أكثر من جريدة سوف تحاول أن تبيع أعدادا إضافية بتفاصيل الطلاق مثلما باعت بحفل الزفاف.. النهم سيزداد ومن الواضح أن رجل الأعمال ليس من محبى الأضواء والدليل أنه كان نادر التواجد مع هيفاء فى الحفلات العامة ولكن هيفاء بالتأكيد لا تعيش بعيداً عن الأضواء ولهذا سارعت بمخاطبة الرأى العام بإعلان الخبر وطالبتهم الاكتفاء بهذا القدر.
قالت هيفاء على حسابها الشخصى الحياة الزوجية توقفت ولكن الصداقة لم تنته وبالطبع الصحافة لن يشفى غليلها هذا التصريح، الكل سوف يفند أسباب الطلاق ويسعى إلى إيهام القارئ بأنه يعرف كل التفاصيل وخفايا بيت الزوجية.
الغريب أن أحد الكتاب تعاقد مؤخرا على تقديم مسلسل درامى يتناول حياة فنانة شهيرة ورجل أعمال ثرى تضطره ظروف سياسية فى النهاية إلى طلاقها، مثلما فعلوا مع قضية سوزان تميم التى أحالوها قبل ثلاث سنوات إلى مسلسل «ليالى» وبالطبع لن يشير المسلسل الى أسماء محددة بل يُكتب على طريقة «الكلام إلك يا جارة» حتى لا يمكن لأى طرف إقامة دعوى قضائية طالما أن الأسماء ليست متطابقة.
الغريب أن هيفاء يعرض لها لأول مرة فى رمضان القادم أيضا مسلسل «مولد وصاحبه غايب» المأخوذ عن الفيلم الشهير «تمر حنة» الذى لعبت بطولته نعيمة عاكف، حيث ترقص وتغنى، فهل تنافس هيفاء هيفاء!!
فى علاقة النجوم بالجماهير يُخترق دائما الحاجز بين ما هو خاص وعام، الناس تعتبر نفسها جزءا حميما من حياة هذا الفنان حتى الشخصى منها وهيفاء تحديداً كثيراً ما أشارت الصحف بأن العديد من الاستفتاءات اعتبرتها الأكثر جاذبية بين النساء فى العالم وليس فقط العالم العربى.
الكاتب الساخر الكبير أحمد رجب كثيراً ما تناول أغنيتها الشهيرة «رجب حوش صاحبك عنى» على اعتبار أنه رجب مؤكدا أنه «ح يحوش صاحبه» عنها على شرط أن تتعهد هى بالسماح له بأن يتقدم خطوات بدلا من صاحبه.
الزواج لا يحتاج سوى أن تذكر هيفاء بأن قصة حب جمعت بينهما ولكن الطلاق لا يمكن أن يكتفى ببيان مقتضب يعلن توقف الحب واستمرار الصداقة، سيظل الباب مفتوحاً ومن باع جريدته قبل ثلاث سنوات بتغطية حفل الزفاف الأسطورى سوف يبيعها هذه المرة وهو يقدم للقراء حكايات مختلقة عن تفسير سياسى لحالة عاطفية، حيث بدأ يتردد مثلا أن صعود الإخوان إلى كرسى الحكم فى مصر أدى الى أن تدفع هيفاء الثمن بطلاقها. بينما التاريخ كثيرا ما يؤكد أن ارتباط الجمال برأس المال هو فى العادة زواج على ورقة طلاق!!