الخميس 19 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
أزمة الالتزام الدينى!

أزمة الالتزام الدينى!


لا يوجد عدل إسلامى، أو عدل مسيحى، أو عدل يهودى، أو عدل بوذى، أو عدل هندوسى، وكذلك قيم الرحمة، والأمانة، والنزاهة، والوفاء، ليست على ذمة شريعة معينة، أو مذهب محدد . ليس هناك ما يسمى الرحمة «السُنية»، أو الأمانة «الشيعية»، ولسنا نتكلم عن وفاء، أو نزاهة «شافعية»، وعن وفاء، ونزاهة «مالكية».

والحرية، قمة الفضائل، حرية «حرة»، هاربة من كل القوالب الدينية، ليس هناك حرية إسلامية، وحرية بروتستانية، وحرية كاثوليكية.
لكننا نتكلم عن الحرية، وغيرها من الفضائل، والقيم السامية، النبيلة، فى ثوبها الإنسانى العام، الذى كتبته الدساتير المدنية الديمقراطية، ومبادئ حقوق الإنسان، وكفاح الشعوب، ونضال النساء، من أجل التحرر.
فالحرية، فى جوهرها الإنسانى، هى بالضرورة، أرحب، من الجوهر الدينى.
فالجوهر الإنسانى، «يوحد» بين الناس جميعا لأنهم يشتركون فى «الإنسانية».
بينما القيم، المستقاة من أوامر، ونواهى الأديان «تفرق» بين الناس، حيث كل إنسان، يعلى من قيمة دينه، أو طائفته، أو مذهبه، على حساب أديان، وطوائف، ومذاهب الآخرين.
  هناك الملايين من البشر، من النساء، والرجال الذين «يؤمنون»، بالعدل، والحرية، والخير، والجمال، والحب، والإبداع، وتأتى سلوكياتهم، متناغمة، مع هذه القيم الإيجابية العليا، رغم أنهم «لا يؤمنون» بأى دين سماوى، أو أرضى.
 هم يؤمنون بهذه القيم، ويدافعون عنها، ويكافحون من أجلها، حتى وإن استلزم الأمر أن يفقدوا حياتهم بشكل أو بآخر فى سبيلها. يفعلون دائما ذلك، طوال التاريخ، وحتى الآن. ليس لأن العدل والحرية، والمساواة، والخير والجمال والإبداع والحب، مشتقة من أوامر دين معين، أو مذهب محدد. وليس لأن هذه القيم سوف تحجز لهم مكانا، فى الجنة أو تحميهم، من العقاب الإلهى.
 ولكن لأنهم يؤمنون، أن تلك القيم الإنسانية العليا، هى التى يجب أن تسود، وتقود العالم، من منظور «إنسانى» بحت، وليس من منظور «دينى».
إن الفضائل تكتسب عظمتها، من كونها نابعة من إرادة حرة، وليس من كونها «خانة»، موروثة فى بطاقة الرقم القومى.
عندما هجمت علينا تيارات الإسلام السياسى، فى منتصف سبعينيات القرن الماضى، أصبحنا نسمع عن مصطلحات جديدة منها مثلا، مصطلح «الالتزام الدينى».
 وانقسم الناس، بين «ملتزمين دينيا»، و«غير ملتزمين دينيا».
فى إعلانات الزواج، أصبحت أول صفة يطلبها العريس أن تكون العروس «ملتزمة دينيا» والعروس هى الأخرى، تطلب عريسا «ملتزما دينيا».
والرجل «الملتزم دينيا» يربى لحيته، وتزمته، ويمسك بالسبحة، وله «زبيبة» فى وسط الجبهة، ويفرض الحجاب، والنقاب، على بنات، ونساء الأسرة، أو العائلة، ويطبق عليهن حرفية الكتالوج الذكورى.
والمرأة «الملتزمة دينيا»، هى «المحجبة»، «المطيعة»، «المتفانية»، فى إثبات دونيتها المتأصلة، ونكران ذاتها، «المتلذذة» باستعباد الزوج.
وتفوقت بمهارة، فى المشى فوق جميع الألغام الذكورية دون أن تنفجر.
كان هذا «الالتزام الدينى»، الشكلى، ستارا ضروريا، لتسهيل عمليات النهب، والسلب، والإجرام. وسلاحا ناجحا، لنشر التأسلم، والتطرف، والإرهاب الدينى، خاصة فى المناطق المحرومة من الحياة الكريمة.
عندما يحل «الالتزام الإنسانى»، بدلا من «الالتزام الدينى»، حينئذ فقط، نكون خطونا أول خطوة، فى رحلة الألف ميل إلى الدولة «المدنية» الحديثة .
من واحة أشعارى
كان يحبنى
دون مساحيق دون طلاء
يصدقنى
وإن كنت أتقن فن الرياء
كان يحبنى
تحت الماء وفوق الماء
بالنار التى أشعلها فى وجه الأشياء
كان يحبنى
بصوتى المبحوح
وقصائدى الحائرة
وشغفى المفضوح
فى الصباح يحبنى وفى المساء
كان يحبنى دون شروط أو قيود
كنت له
خير الأرض ورحابة السماء
كان يحبنى
بكل تقلباتى وعناد حماقاتى
كأننى أول وآخر شجرة
تزرع النساء