
هناء فتحى
«القديسة اللعوب»
صنيعة من هذهِ المرأة: القدر.. أم المخابرات البريطانية.. أم هلاوس أمانينا المجهضة؟ ديانا التى قتلوها ولم تمت.. حيةً لا تزال بعد 20 عاماً من دفنها ستطل علينا بعد أيام فى ذكراها السنوية بفيلم وثائقى لـ 90 دقيقة اسمه: «أمنا ديانا.. حياتها وإرثها» يتحدث فيه ولداها لأول مرة منذ مصرعها «على القناة الرابعة البريطانية: Princess, our mother : Her life and legacy
بريطانيا ومخابراتها التى صنعت القاعدة وإسرائيل وقتلت ديانا.. هل يبدو لكم هذا الفيلم بعيداً عن أيادى رجالاتها والملكة إليزابيث؟ لماذا الآن: تأنيب ضمير أم تجارة بسيرتها؟.. ثمة أسئلة بلا إجابات.
ربما قد سيق ولداها المحبان العاشقان لذكراها وضمة حضنها وصوتها الآسر للسماح بخروج هذا الفيلم التسجيلى المصور معظمه أثناء حياتها والمسجل معها بإرادتها والذى تحدثت فيه عن علاقتها الجنسية بزوجها قبل الطلاق.. سيروى فيه ولداها وليام وهارى عن حياتها وأصدقائها وملابسها وساندوتشات البرجر والسينما ومصرعها وآخر كلماتها لهما صبيحة موتها.. الفيلم لن يشير من بعيد أو قريب لدودى الفايد.. عشيقها الذى مات معها.
قبل الخوض فى التفاصيل المريبة ثمة عنوانان لافتان صدرت بهما الصحف البريطانية هذا الأسبوع ربما يجيبان عن أحد الأسئلة: سأورد الأول بلغته الإنجليزية:
1 - All the Princess
سيذكرك العنوان الأول بالفيلم الأمريكى الشهير: «كل رجال الرئيس» بطولة روبرت ريد فورد وداستين هوفمان.. لكن الفيلمين مختلفان.. ديانا كانت متعددة العشاق.. لم يكن وحده دودى الفايد المصرى المسلم.. كان أحدهم هو برايان آدمز موسيقى الروك الشهير.. ولاعب الرجبى كارلينج.. وثمة ضابط يدعى جيمس هيويت.. وكذلك أوليفر هوبر الخبير فى الفن الإسلامى.. وآخرين لن يأتى على ذكرهم الفيلم. سيذكرك العنوان الثانى بأن موتها كان مقصودا ومرتبا له بدقة.. أليس كذلك؟
فأى قدر ذاك الذى حظيت به هذهِ الأميرة ذات الجاذبية الساحقة حيةً ومقتولةً؟
بعد أيام سيحتفل البريطانيون بذكرى مصرع ديانا بشكل مغاير وغير مألوف.. بفيلم وثائقى يتحدث فيه ابناها لأول مرة عن وجع الفراق المر.. عن جنازتها.. عن حضنها الدافئ المزموم عليهما: هارى ووليام.. عشرون عاماً ولم تكف الصحف والتليفزيونات عن بث أخبارها المتوالية الطازجة كلها up to date حتى من داخل التربة والجسد الممزق المرصوص فى الصندوق: فهناك 4 محاولات فاشلة لاقتحام قبرها.. أحدهم هددها قبل الوفاة بأنه سيتبول على قبرها!!. ربما كان أحد هؤلاء الذين حاولوا نبش القبر البعيد عن الأسرة الملكية الكائن فوق تلة بجزيرة داخل مزرعة أهلها آل سبنسر.. سيحكى أخوها فى الفيلم عن عذاباتها الكبرى.. عن عشرات الباباراتزى الذين كانوا يطاردونها وهم فوق الموتوسيكلات وفى أياديهم الكاميرات: يسبونها يبصقون على وجهها يصرخون من أجل الحصول على أى رد فعل كيّ يصوروه للصحف.. لكنها كانت تبكى.. كم كانت تبكى تلك المرأة الشقية بجمالها وأناقتها وزيجتها الزائفة.
ثمّ كانت هناك عشرات المحاولات لتدنيس سيرتها فهى الزوجة «الخاطية».. لاحظ: لم يطلق البريطانيون على زوجها تشارلز لفظ «الخاطى» وهو الذى عشق وعاشر كاميللا - التى كانت لا تزال زوجة هى الأخرى لضابط صديق عشيقها الأمير وبعلم ديانا والملكة وقبل وبعد طلاقه من الأميرة المغدورة.
يظل السؤال الحائر: حتى هذهِ المجتمعات الغربية لا تدين الرجال.. وحدها المرأة تحمل خطيئتها حتى مخدع قبرها الحجرى.
إثر مصرعها ارتكبت الأسرة الملكية التى فوجئت بكل هذا الحب والدموع والورود حول مكان مصرعها فى باريس فكان أن اجتمعت الملكة بـ«اليتسر كامبل» وهو السكرتير الصحفى لـ«تونى» لتلقى المشورة حول مستقبل العائلة الملكى، فاقترح عليهم أن يطلقوا عليها لقب «أميرة الشعب».. وقد كان.. ليبدو وكأنهم حزانى ومكلومين.
يروى أخوها «إيرل سبنسر» داخل سياق الفيلم بأن ولديها تأذيا من السير خلف جنازتها لكنهما أجبرا من الأب والجدة على حضور المراسم.. فى الفيلم يحكى الأميران كيف أنهما عاشا أصعب وأقسى لحظات عمرهما حين سارا وراء النعش حتى المقبرة.. ولا ينصحان الأطفال بأن يفعلا ذلك.
يقول الابن الأكبر «ديانا» أنه يحكى لابنه وابنته عن جدتيهما حكايات رائعة.. عن حضنها الدافئ العميق.. وكيف أنه كان وأخوه يتسللان لحجرة الأميرة بعد طلاقها كى يناما فى غرفتها.. ثمّ يتسللان معها ويتخفيان للذهاب للسينما وتناول ساندوتشات الهامبورجر.. ويقول الابن الأصغر بأن هذا الفيلم سيعيد لأمه اعتبارها كما يجب أن تكون.