الأربعاء 18 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
استعادة المطرودين من الوطن

استعادة المطرودين من الوطن


إن الإرهاب الدينى هو ثقافة ازدراء، وكراهية الحياة وثقافة حب الموت والسعى إليه.
هل هناك ازدراء، وكراهية للحياة أكثر من ذبح، وقتل، وتفجير، العشرات من الناس، فى ثوان معدودات؟

ألا يكشف العداء الشديد للفنون، والاضطهاد الشرس للنساء عن حقد دفين، تجاه الحياة؟
وفى مجتمعنا، حيث نستقبل مولودا جديدا كل عشرين ثانية  وحيث البطالة التى تحجب الشمس عن الشباب،  وحيث أسفر الانفتاح الاقتصادى عن المزيد من الفقر، مع ازدياد الأغنياء ثراءً، وحيث غياب حدود دنيا للعدالة الاجتماعية، تكونت التربة المناسبة، لكى تنتعش ثقافة ازدراء، وكراهية الحياة.
إن الإنسان المحروم من الحد الأدنى لأبسط متع الحياة، وهى القدرة على العمل، والقدرة على التفاعل، مع حصار الاستهلاك المستفز، لقلة من علية القوم، لابد أن يزدري، ويكره الحياة.
وعند أول فرصة ممكنة، يسعى إلى تخريبها، وتدميرها. وإذا لم ينخرط فى أنشطة إرهابية ضد الوطن، فهو على الأقل، مواطن يائس، غير منتمٍ، تأكله ثقافة حب الموت، حيث الحياة، غير مجدية، من الأفضل التخلص من عذابها. هنا  يصبح التدين المتعصب، والعبادة المتطرفة، والانسحاب من الحياة، هى المتنفس الوحيد.
ما أقسى أن يشعر الإنسان أنه «ليس مرغوبا فيه»، على أرض وطنه، وأن يشعر أنه حاجة «زائدة» على الوجود، «صفر على الشمال»، وأنه «على الهامش»، مجرد قطعة من الدم، واللحم، تمشى على قدمين.
مثل هذا الإنسان، عندما يسمع جملة «حقوق الإنسان»، إما أن يضحك حتى الموت، أو حتى الجنون. فـ«حقوق الانسان»، التى نتكلم عنها، ونتقاتل لإثبات أنها «مزدهرة»، لم تعرف أبدا عنوان هذا الإنسان، غير المرغوب فيه.
«حقوق الإنسان»، التى لها مئات، إن لم يكن آلاف الجمعيات، والمنظمات، والأنشطة، لماذا ضلت طريقها، إلى هؤلاء البشر، الذين يعيشون يوما بيوم. لكن الأصح أن نقول، يموتون يوما بيوم. لا ماضى لهم، ولا مستقبل .
إذن، التحدى الأكبر، المطروح، هو أن نستعيد هؤلاء المطرودين، من نِعم الحياة الدنيا، وأن نضمهم، إلى حضن الوطن الأم، ونزيل آثار ثقافة ازدراء الحياة، التى جعلتهم موتي، وهم أحياء. 
ونتساءل، كيف بعد ثورتين شعبيتين كبيرتين، نجد أعدادا كبيرة، وربما متزايدة، من النساء، والرجال، «متجهمين»، «مكشرين». حزن ما، يأس ما، يطل من العيون، ويرتسم بشدة، على الوجوه. كل هذا، مغلف بعدوانية متحفزة، وتوتر، مع نوع من «الكسل» الوجودي، و«الترهل» العاطفي؟
والإجابة، هى ثقافة الموت، التى تستمد وقودها، من واقع مضطرب، وارهاب يقتل، واقتصاد مثقل. ولكن هذه ليست القضية.
القضية هى كيف تكون لدينا القدرة، على رؤية النصف الممتلئ من الكوب. هى كيف نرى شعاع النور، وسط  الظلام. وكيف تلتقط عيوننا، لمحة من الجمال، داخل القبح. القضية هى أن نستطيع الطيران، عاليا، وأن تكسرت أجنحتنا.
فى هذا العالم، الذى يموت فيه الملايين، جوعا، كل يوم، بينما توجد أقلية، تموت من التخمة، وغزارة الإشباع.
عالم  يرتدى الملابس الرسمية الأنيقة، وهو يسفك الدماء.
عالم يدفع أكثر، لمنْ يقتل أكثر.. عالم تحكمه القوة الباطشة، لا قوة الحق.. عالم الإعلام الشرس، الذى لا يهتم، إلا بأخبار نجمات السينما، ولاعبى كرة القدم، وفتاوى الشيوخ طبعة 2017.
أثرياء يسكنون فى قصور، ومدن، وأحياء، أشبه بالقصور، والمدن، والأحياء الأوروبية.. وفقراء تحت خط الفقر، وتحت خط الكرامة الإنسانية.. فى عالم كهذا، يكون من الضروري، أن نظل مدركين، منْ هم المستمتعون بنعيم الوطن، ومنْ هم المطرودون منه.        
 من بستان قصائدى
حرف واحد
يفصل بين رئيس التحرير ورئيس التحريم
الموت واحد
خشنا كان الكفن أم من الحرير
كلمة واحدة
تفصل بين المرأة الحرة وبلاط الحريم. 