وما نيل المطالب بالتمنى!!
هكذا قالها شاعرنا «أحمد شوقى»: «وما نيل المطالب بالتمنى، ولكن تؤخذ الدنيا غلابا»، وشدت بها العظيمة «أم كلثوم»، بعد أن صاغها لحنا جميلا العظيم «رياض السنباطى»!!
هكذا كانت الأغنية أداء ولحنا وشعرا، وكان ومازال المضمون بأن الأمانى لا تطلب إلا من الله العزيز الحكيم، بالدعاء والاستمرار فى الدعاء والتوجه إلى الله بالأمانى!! ولكن فى الدنيا، لابد من السعى والكفاح، والعمل الجاد وليس «بالفهلوة»- والاتكال على الغير!!.
والاعتماد على الأمثال الشعبية الخائبة «إجرى جرى الوحوش، غير رزقك لن تحوش» ومثل «نام وارتاح يأتيك النجاح».. «منين يا حسرة»!! سيأتى النجاح؟! ومن أين سيأتيك الرزق الذى لن تجرى أو تسعى إليه كالوحش ولن تناله «إلا ببركة سواد عيونك»؟ ومع ذلك هناك أيضا قول «اعقلها وتوكل على الله»، وغيرها من مقولات ولكن هناك موقف أفكر فيه كثيرا، ولا أجد له إجابات بليغة!!
لماذا نحن متأخرون؟!! لماذا نحن فى مصاف الدول النامية «النائمة»؟! لماذا نبدأ أى مشوار «بالمشوار»، أى بالسرعة والاندفاع، وكأن ما نصبو إليه، وخططنا من أجله سهل المنال، وسوف نحققه!! ثم فجأة، نخفت، ونتباطأ!! وتنطفئ جذوة النار- التى كانت مشتعلة!!
لماذا لا نستكمل أى مشوار بنفس الهمة التى بدأنا بها؟! وهذا فى جميع مناحى حياتنا كمصريين!!
تعالوا نشاهد حدثاً أو عدة أحداث!! ونحلل ماذا فعلنا معها، وماذا فعلنا بها!! وذلك على المستوى العام وليس الخاص، وليكن فى الأمثلة التالية وهى ليست حصرا ولكن على سبيل الذكر!! «التنمية الاستثمار، والإصلاح الاقتصادى والخصخصة؟! والقضاء على الفساد»، ثورة 25 يناير وشعارها عيش، حرية، وعدالة اجتماعية.
كلها عناوين جبارة، قطعنا فيها أشواطاً وبدأت بالمؤتمرات، وبالندوات وبوضع الجديد من التشريعات، وأقمنا لها الهيئات والوزارات، وقمنا بتكليف من نراهم هم القادرون عن حق بالتطبيق فى مراكز المسئولية؟!
ثم ماذا بعد ! خفتت الأضواء!! وقلت الحرارة، وبردت الأجواء!! وظل من فى منصبه.. فى منصبه!! يتمتع بالامتيازات الإضافية التى نالها، وابتعد عن الهدف الذى جاء من أجله، واتوجع قلبه عليه!! إذ بأول انتقاد.. وبأول استدعاء من وكيل نيابة أو حتى وكيل «كراكون» ارتعش، وانسحب إلى مكان، كان يحتله سابقه، واكتفى بالدفاع عن نفسه، ومن حوله، كله متفرج، فليس المهم أن نصل إلى ما كنا نريده- ولكن المهم «ألا أتهم» بشىء ليس فى..!!
كما أنه من زاوية أخرى «البطولة غير مطلوبة» فى هذا الزمن!!
لقد تعود شعب مصر أن يحب الضحية، أما البطل فهو، متعال، وله أسبابه الشخصية، وأنه بيدور له على دور!! كأننا فى سبيلنا لإخراج فيلم أبيض وأسود، محتاج «أنور وجدى أو محمود المليجى».
وهكذا تنطفئ الشمعة.. ونبحث عن مشكلة جديدة أو عناوين أخرى، لكى تستهلك الوقت والورق والأحبار، وهات يا نشر وهات يا تليفزيون وهات يا حوار، ولكنه «كالحمار»!! لا شىء، والنتيجة لا شىء أيضا، و«نتلاسن» ونتشاتم.. على صفحات الجرائد أو فى البرامج الملاكى بالفضائيات أو حتى فى التليفزيون الوطنى ويختلط الحابل بالنابل- ولا شىء!! ولا تقدم، ولا ازدهار، ولا صحيان من نوم يشبه إلى حد كبير «السكتة الدماغية»، فالقلب ينبض، والعين نصف مفتوحة، والفم يأكل سواء «سائل أو جامد» والمخرجات فى أنابيب، ولكن هناك «سكتة دماغية» ونفجع حينما نرى صوتاً ينادى «يا ناس» «وما نيل المطالب بالتمنى» طيب نعمل مؤتمر وندوة، ونوجد تشريع جديداً أو نرقع تشريعاً قديماً، المهم «نولع النار» لكن ماذا بعد؟!.. لا شىء.
ويا بركة دعاء الوالدين، دعاء المؤمن منا لله، فمن أجل أحد أو بعض أحد نعيش على فضل الله وكرمه، وليس بعدله.
فبعدل الله نحن جميعا فى النار!!