الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
ارحموا أطفال مصر من إعلانات التسول

ارحموا أطفال مصر من إعلانات التسول


هل حقا يوجد فى مصر مجلس قومى للطفولة والأمومة؟ يرعى مصالح وحقوق الأطفال فى الحياة والبقاء والنمو، ويصون براءتهم وكرامتهم التى يتم تجاوزها صباح كل يوم بفعل فاعل من قبل من لا يعرفون شيئا عن حقوق الطفل، والذين يستغلون أطفالنا فى كل مجال أو نشاط، حتى وصل بنا الحال إلى استغلالهم فى استمالة مشاعر البعض واستدرار عطف الناس، علما أن هذا الأمر بالذات مرفوض أخلاقيا تحت أى ظروف وبكل المقاييس ، وإلا فليفسر لى أحد خبراء الطفل أو العاملين فى حقل الدعاية والإعلان ما يحدث مع أطفالنا خصوصا فى الآونة الأخيرة وتحديدا فى هذا الشهر الكريم.
فأغلب الإعلانات التى تعرض على شاشات الفضائيات المصرية أبطالها أطفال، يتم المتاجرة بهم واستغلالهم بشكل أو بآخر لجذب تبرعات تصب فى صالح جمعيات خيرية أو مستشفيات، إعلانات جميعها تناشد الغير وتطالبه بالتبرع لهذه المؤسسات، وبالتالى أصبح الطفل الذى يعتمد عليه الإعلان هو البيضة الذهب التى تجلب التبرعات، وأصبح استخدام الأطفال فى الإعلانات أمرًا متعارفًا عليه، فليس هناك من هو أجدر من طفل أو طفلة لجذب مزيد من المتبرعين.. حدث هذا فى إعلان مستشفى الحروق ويحدث أيضا فى إعلانات مستشفى أمراض السرطان، وتحول الأمر وكأن هذه النوعية من الإعلانات باتت وسيلة مشروعة للتسول باسم وشخوص هؤلاء الأطفال، والأدهى أن يكتب فى نهاية الإعلان أن أبطاله من مرضى المستشفى، تصرف غير مقبول أخلاقيا ويستغل المرضى بصورة غير أخلاقية، ثم نعود ونتحدث عن أخلاقيات مهنة الطب عندما نستغل مرضى حقيقيين فى جمع التبرعات، مما يجعلنا نطرح السؤال الذى يلح بشدة على أذهان الجميع: لماذا لم توجه تكلفة هذه الإعلانات إلى المرضى مباشرة أو توجه لمشاريع البحث العلمى أو على التوسعات فى هذه المستشفيات؟ أعتقد من وجهة  نظرى المتواضعة أنه لو حدث هذا لكان أجدى، بدلاً من تعريض أطفالنا لهذه المعاناة وبهذا الشكل الذى يعكس الفقر والاضطهاد الذى يتعرضون له، فمن المعروف أن هناك اتجاهًا فى العالم كله يمنع الاستعانة بالأطفال واستخدامهم فى إعلانات الدعاية اللهم فى الإعلانات ذات الشكل الإيجابى التى تعود على الطفل بالفرحة والبهجة ولا تتاجر بمرضه أو فقره، وكذلك يعلم جل من له علاقة بصناعة الدعاية والإعلانات أن الإعلان الذى يعرض على الشاشة فى ثوانٍ معدودة، يتطلب تصويره الكثير من الوقت حتى يظهر بالشكل والصورة اللائقة وما يستتبع ذلك من إرهاق بدنى ونفسى ومرضى فى حالة إذا ما كان بطل الإعلان طفلاً، وهو عمل مرفوض شكلا وموضوعا، حماية لصحة الطفل ومشاعره التى لم تكن فى عقيدة الضمير الطبى أو بين أعضاء مجلس نقابة الأطباء أو يؤمن بها أعضاء المجلس القومى إياه المقترن اسمه بالطفولة والأمومة، فجل هذه الإعلانات خرجت للضوء تحت سمعه وبصره وهو المنوط به حماية أطفالنا من الجهات التى تتسول بهم بحجة المرض والتوسع فى علاج أعداد أكبر، كما أننا لم نراع مشاعر أسر هؤلاء الأطفال الذين وافقوا على مشاركة فلذات أكبادهم فى هذه الإعلانات تحت وطأة الحاجة والظروف التى أجبرتهم على ذلك.
لهذا أوجه نداء إلى السادة القائمين على صناعة الدعاية والإعلان فى مصر: مُؤكد أن لديكم أفكارًا أهم بكثير من الأفكار التى تستغل مرض الأطفال بحمايتهم من هذه الإعلانات التى تحط من شأنهم وتؤدى نفس الغرض الذى تسعون إليه، فحماية أطفال الغير لا تقل بأى حال من الأحوال عن حماية ورعاية مصالح أطفالكم.>