
محمد جمال الدين
مراسم تسليم وتسلُّم صحفية
عندما شرعت فى كتابة هذا المقال، تحية للزملاء الذين تولوا إدارة الإصدارات الصحفية فى مؤسستنا «روزاليوسف» وتعيين زملاء جدد، تبادر إلى ذهنى مراسم التسليم والتسلم، التى تتم بين قادة الجيوش وفقا لتقاليد المؤسسة العسكرية المصرية العريقة.
وهو الإجراء الذى يثبت للقاصى والدانى الأسس والتقاليد الراسخة والتراتبية، التى يتم من خلالها إدارة هذه المؤسسة ذات العقيدة الواحدة، والتى لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تتغير تحت أى ظرف، وجدت أن ما حدث فى «روزاليوسف» عقب التغييرات الصحفية الأخيرة، لهو أمر مماثل ومشابه لما يتم فى المؤسسة العسكرية المصرية، حيث أقيمت أيضا إجراءات تسليم وتسلم ودية بين رؤساء الإصدارات التى كانت تشرف بالمسئولية وبين القيادات الجديدة، حدث هذا تحت إشراف المهندس عبدالصادق الشوربجى، رئيس مجلس الإدارة، الذى أشرف على هذه الإجراءات، ورافق القيادات الجديدة أثناء مصافحتهم للزملاء الذين انتهت مهمة إشرافهم على الإصدارات الصحفية لمعرفة كيف كان يسير العمل خلال الفترة السابقة، حتى يتعرفوا على أدق التفاصيل التى تضمن استمرار دولاب العمل، دون أن يتأثر بأى تغيير.. مصافحة الزملاء الجدد للزملاء الذين انتهت مهامهم والتى اتسمت بالودية الكبيرة، أوضحت مدى الحب والاحترام المتبادل بين زملاء يعرف كل منهم الآخر، حيث سبق وأن عملوا معا، القدامى منهم بذلوا أقصى جهد وطاقة للارتقاء بالمطبوعة التى كان يشرف عليها، ومع هذا ننتظر من الزملاء الذين تم تعيينهم إضافة لمسة أخرى وفكر آخر يساهم أيضا فى الوصول بالإصدار الصحفى إلى أقصى درجات الجودة والكمال لخدمة القارئ الذى نعمل جميعا من أجله.. لذا التحية واجبة ومستحقة للزملاء «جمال بخيت وإبراهيم خليل وعصام عبدالجواد» فلم يبخل أى منهم بوقت أو بجهد فى إدارته للمطبوعة التى كان يتولى مسئوليتها، وكذلك تحية تشجيع ومساندة للزملاء الجدد «طارق رضوان وهانى عبدالله وأحمد باشا» الذين أقول لهم المهمة ليست سهلة ولكنها ليست مستحيلة أو شاقة على أبناء مدرسة «روزاليوسف» العريقة التى ساهمت فى إنجاب أجيال على مر العصور أثرت الوسط الصحفى والإعلامى فى مصر وفى أغلب دول المنطقة، وهى أيضا المؤسسة التى مازالت قادرة على إنجاب أجيال أخرى قادرة على تحمل المسئولية وقيادة العمل الصحفى فى مصر وفى الدول العربية، لأن معين هذه المؤسسة لاينضب أبدا ودليلى على ذلك أبناؤها الذين يتولون مؤسسات عديدة سواء فى مصر أو فى خارجها، وجميعهم يفخرون ويرددون دائما بأنهم من أبناء هذه المؤسسة التى أسستها العظيمة «فاطمة اليوسف»، من أجل هذا كله وغيره كثير نحتفل بالتسليم والتسلم وتجديد مسئولية القيادة ونقلها من جيل إلى جيل والتى تعد أحد التقاليد الأصيلة التى تحرص عليها قواتنا المسلحة، لتكريم قائد أدى مهامه بكل شرف وإخلاص، والترحيب بقائد جديد شرف بتحمل هذه المسئولية الوطنية ليستكمل مسيرة القادة السابقين فى الحفاظ على أعلى معدلات القدرة والكفاءة، وهذا تحديدا ما حرصنا على اتباعه فى مؤسستنا روزاليوسف مسترشدين فى ذلك بمؤسستنا العسكرية العريقة.