الأربعاء 6 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رؤساء الأحياء و «الفتوات»

رؤساء الأحياء و «الفتوات»




تمنيت فى كثير من الأحيان أن يكون لحى المعادى والبساتين «فتوة» وليس رئيس حى بدرجة «لواء سابق».
حيث لا سيطرة من السادة رؤساء الأحياء على زمام مسئوليتهم فى المناطق والأحياء، ولا نفع من وجودهم على رأس الجهاز الذى نسميه «رئاسة الحى» والدليل ما يحدث فى الشارع، سواء من نظافة أو مخلفات أو عوار فى استخدام الشوارع والميادين، أو تعدٍ على حرم الطرقات والأشجار، ولا يوجد أى نوع من الإضاءة سواء كانت كهرباء أو حتى «شمع ــ غاز» مثل أيام زمان، لا شىء على الإطلاق يمكن أن يجعلنا نحترم هذه الإدارة الهزيلة للأحياء.
 
 
لذلك تمنيت عودة نظام «الفتوات» للسيطرة على الأحياء. ففى عصر «الفتوات» كان هناك مرجع إنسانى وأيضا مرجع قوة، يمكن من خلالها تنفيذ القانون العرفى بين السكان وتحقيق العدالة حتى لو كانت نسبية، ولكنها موجودة ورادعة ، وفى عصر الفتوات لا أحد يستطيع أن يبسط رأيه أو وساطته على الآخر! وإذا دب الخلاف يكون «لفتوة» آخر الحق فى السيطرة، هكذا كانت القاهرة وأحيائها القديمة وأرجو اعتبار أمنيتى «نكتة» أو «مزحة» لكى أدلل على أننا نعيش عصراً بلا إدارة فى المحليات، نعيش عصراً يحتاج لرؤية «مستر أوتمان» مخطط مدينة باريس ومحافظها الأول، وهو بالمناسبة المخطط المعمارى الذى دعاه «الخديوى إسماعيل» لتخطيط القاهرة الخديوية عام 1864!!.
نحتاج لأمثال هؤلاء المخططين لكى يتولوا إدارة المحليات ويرفعوا المعاناة عن الشعب ويحسنوا من جودة الحياة لمواطنى أحيائهم، إما بصريا أو نفسيا أو حتى فسيولوجيا، فلا شك أن سوء حالة الشوارع والحدائق واتساخها وانطفاء أضوائها وتعدى الباعة الجائلين على أرصفتها، والمحلات التجارية على واجهات العقارات والمنازل والأرصفة التى يشغلونها، وعدم تطبيق القانون فى الشارع المصرى عامة، وفى حى المعادى خاصة جعل من المستحيل على «آنسة أو سيدة» أن تتحرك بعد غروب شمس اليوم فى تلك الشوارع حيث تجد بها الميكروباصات المجنونة كالوحوش الكاسرة، لفعل ما يشاءون فى شوارع «المعادى» كما أنشأوا لأنفسهم مواقف غير مقبولة هندسيا أو مروريا أو حتى إنسانيا، ولعلنا نتذكر الحادث الرهيب الذى اعتدى فيه سائق ميكروباص على سيارة يقودها ضابط شاب وحينما دافع الشاب عن نفسه انتهى بقتله وحرق سيارته وكانت الحادثة فى ذروة أيام ما بعد 25 يناير فأصبح القاتل من الثوار وأصبح المقتول من ضباط الشرطة ولا هناك رابط بين ذلك وذاك إلا الفوضى التى أنهت حياة شاب فى الثلاثين من عمره.
وعن بطش الغوغاء التى انتشرت فى الشارع المصرى عامة، وفى المعادى خاصة فهذه قصة أخرى تحتاج لإرادة سياسية لمواجهتها.
ولعل انتشار المقاهى والمطاعم والمحلات التجارية ومعارض السيارات فى مداخل «المعادى الجديدة» من الأوتوستراد فى عرض شارع لا يزيد على ثلاثين مترا «ذهاب وإياب» يجعل الخروج أو الدخول إلى المعادى شيئاً من العذاب وهذا أيضا يؤدى إلى الإضرار بالأمن العام ومصالح الناس ولكن للأسف الشديد نحن فى احتياج «لفتوة» عادل يدير حى المعادى الجديدة وفى حال عجزه سوف يأتى «فتوة» آخر لفرض السيطرة، أما سعادة «اللواء النائم» فى مكتبه فى حى المعادى الجديدة فله منى كل تحية واحترام وصباح الفل يا باشا.