الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
هذا النائب لا يمثلنى!

هذا النائب لا يمثلنى!


أخيرا وبعد طول انتظار انتهت الانتخابات البرلمانية وظهر على سطح الحياة السياسية برلمان ما بعد ثورة 30 يونيو، وبذلك تم استكمال خارطة الطريق لتحقيق مستقبل جديد لمصرنا العزيزة، وبمشاركة فعالة من نواب مصر الذين نأمل فيهم خيرا ليكونوا على قدر المسئولية، رغم أن بعضهم «على الأقل من وجهة نظري» ليس على مستوى طموحات الشعب، وبالتالى لا أعتبره ممثلا لى فى البرلمان ليعبر عنى أو عن طموحاتى لمصر ومستقبلها.

للأسف البرلمان الحالى وبتشكيلته النهائية ضم نوابا لا أستطيع أن أهضم فكرة أنهم ممثلون لي، والأمثلة على ذلك عديدة، فمثلا النائب الذى حصل على عضوية البرلمان بفلوسه، أو بمعنى أصح قام برشوة الناخبين لتغيير إرادتهم واستغل حاجة بعض الناس لا يمكن أن يمثلنى أو يمثل غيرى ممن يرون أن المال السياسى لعب دورا فى هذه الانتخابات، هذا حدث فى دوائر عديدة ومن شمال مصر إلى جنوبها وعلينا أن نعترف بذلك وغير هذا يعتبر تغييبا للعقول ولا تتطلبه المرحلة القادمة.
أضف إلى ذلك النائب الذى وزع الحشيش والترامادول والفياجرا على الناخبين، أنا أرفضه بالثلاثة، ناهيك عن الناخب الذى وزع الملابس الداخلية لكسب ود الناخب للتصويت له ولهؤلاء نحن نريد نواب برلمان وليس موزعى مخدرات أو تجار شنطة أو بائعين للمتعة.
أما الناخب الذى لا يصون الحياة الخاصة ويذيع تسجيلات لشخصيات عامة دون رضاهم أو معرفتهم فلا أرتضيه ممثلا لى فى برلمان ما بعد ثورة 30 يونيو.. لأن الحرية الشخصية مكفولة بحكم الدستور.
نأتى إلى النائب الذى لا يحترم جماهير ناخبيه ويصف أحد أهالى دائرته «بالبغل» لمجرد أنه ذكر اسمه مجردا من وصف سيادة النائب وبأنه لا يقبل به ممثلا له فى البرلمان، فأنا أيضا لا أستطيع أن أقبل به ليمثلنى لأن المصريين ليسوا بحيوانات.
هناك نوعية أخرى من النواب وهم للأمانة عددهم قليل، يمكن أن تقول عليهم بأن حضورهم الطاغى واللافت للنظر لا يعدو سوى أن يكون ظاهرة صوتية تأخذ عقلك فى بادئ الأمر، ثم سرعان ما تتكشف حقيقتهم فيعرفهم الجميع، أمثال النائب الذى وصف المصريين بـ «البهائم» لأنهم لم يشاركوا بقوة فى الانتخابات وأضحك الدنيا على الهواء مباشرة يوم ولدت جاموسة، ومثل النائب الذى قال عن نفسه أنه مفجر الثورات، رغم أنه كان فى السابق يقبل أيادى مسئولى الحزب الوطنى الذى قامت الثورة التى فجرها «حسب وصفه» من أجلهم.
أما النائب الذى يفرد ضلوعه فى «الرايحة والجاية» ويهدد كل من يعترض سبيله بالضرب بالحذاء ويعتبر نفسه خطا أحمر لا يجب تجاوزه بأى حال من الأحوال، فهو أيضا لا يمثلني، لأن البرلمان لم ولن يكون أبدا عزبة خاصة له يسيرها كما يشاء مثلما يفعل.
نعود إلى النائب المتهم رسميا من قبل وزارة الصحة المصرية بالإتجار بأحلام الغلابة والمرضى البسطاء ببيع وصفات يقال أنها طبية، وما هى سوى مجموعة من الأعشاب والخلطات مثل التى تباع عند العطارين، فسيادته استطاع بقدرة قادر أن ينال عضوية البرلمان لينال الحصانة ليحتمى بها من المتربصين به حتى لو كانت وزارة الصحة.
بالطبع هذا الرجل لا يمثلنى هو أو أى من الأمثلة التى ذكرتها.
هناك مجموعة أخرى من النواب أحذرهم من الآن بأنهم لا يمكن أن يمثلونى فى البرلمان إذا لم يقفوا احتراما عند عزف السلام الجمهورى مثلما حدث فى البرلمان السابق، فلن نسمح لهم أو لأمثالهم بإهانة السلام الجمهورى مرة أخري، وكذلك لن نسمح لأحدهم بأن يرفع الأذان أثناء الجلسات لأن مصر تغيرت وأنا على يقين أنكم تعرفون ذلك جيدا، ونظرة سريعة إلى عدد من يمثلكم فى البرلمان الحالى تجعلكم تدركون حجمكم الحقيقي.
ولهؤلاء جميعا أقول إنه على الرغم مما حدث من رشاوى انتخابية ودخول نواب للبرلمان عن طريقها إلا أننى على يقين بأن مصر تغيرت وستتغير للأحسن، ولذلك على جميع نواب البرلمان أن يعرفوا حجم المسئوليات والتحديات الملقاة على عاتقهم وعليهم أن يستعدوا لهذا الاختبار المهم، مما يجعلنا نطالبهم بنسيان الخلافات والمكاسب الشخصية ولو لبعض الوقت للتركيز على مصلحة مصر وشعبها.