
محمد جمال الدين
الصحفيون.. والخروج من جنة «مرتضى»!
فى تطبيق غير سليم للقاعدة التى تقول «الحسنة تعم والسيئة تخص»، تعامل مجلس إدارة نادى الزمالك فى أزمته أو بالأصح أزمة رئيسه الأخيرة مع القنوات الفضائية، وتحديدا مع غرفة صناعة الإعلام بطريقة غير مسئولة، وذلك بمنعه جميع لاعبى فرق النادى الرياضية من التعامل مع القنوات التابعة للغرفة، معتبرا ذلك ردا سريعا على القرار الذى أصدرته الغرفة بشأنه والخاص بمقاطعة أخباره وأنشطته وعدم السماح له بالظهور على شاشاتها لتجاوزه فى حق من يتحدث عنهم أو فى حق المشاهدين، هذا بخلاف تهديده المعنوى للمذيعين والمذيعات فى حالة عدم السماح له بقول ما يريد.
من ناحيتها تضامنت نقابة الصحفيين مع قرار غرفة صناعة الإعلام، التى سبق أن تضامنت مع النقابة من قبل حينما اتخذت قرارا بعدم التعامل مع رئيس النادى أو نشر صوره أو اسمه فى أى شأن خاص بنادى الزمالك، لسابق خلافه مع بعض الزملاء من أعضاء النقابة.
إلى هنا ويبدو الأمر عاديا، ولكن غير العادى والذى لا أجد له تفسيرا هو قرار رئيس النادى هذا إذا كان قراره أو قرار مجلس الإدارة بإلغاء اشتراكات الصحفيين فى نادى الزمالك من جراء تضامن نقابتهم مع قرار غرفة صناعة الإعلام، وشطب عضوية رئيس رابطة النقاد الرياضيين بحجة عدم دفعه اشتراك النادي، التى يعتبرها سيادته رابطة وهمية «من وجهة نظره»، ثم عاد وأكد فى بيانه أن ناديه يحترم الصحافة والصحفيين الذين يتبعهم هذا الكيان الوهمي.
بداية أود أن أقول إننى هنا لا أناقش قرار غرفة صناعة الإعلام، فهى أدرى بما اتخذته من قرارات، وكذلك لا أناقش ما قاله عنهم رئيس نادى الزمالك بأن قرار الغرفة لا يهمه لأن وجودها أصلا غير قانوني، فالاثنان الغرفة ورئيس النادى يعرفان تماما كيف يعامل كل منهما الآخر، كما أن العلاقة بينهما لا يستطيع أحد أن يحدد معالمها، لأنها علاقة متشابكة وأتحدى أن يخبرنا أحد بحقيقتها، ولكن ما يعنينى هنا القرار الخاص بعدم تعامل لاعبى الفرق الرياضية مع القنوات التابعة للغرفة «على اعتبار أنه الزمالك والزمالك هو»، والسؤال هنا: ما ذنب لاعبى الفريق الأول لكرة اليد فى عدم الاحتفال بفوزه ببطولة الأندية الأفريقية وعدم إبراز إنجازهم الذى طال انتظاره؟ وما ذنب الكيان الكبير «نادى الزمالك» فى عدم معرفة جماهيره ومحبيه بأخباره وأنشطته؟ وما علاقة الخلافات الشخصية لرئيس النادى بلاعبى الفرق الرياضية أو بالنادي؟ ألا يعد ذلك حرمانا لحق كل هؤلاء لمجرد أن هناك خلافا بين المسئول الكبير والمسئولين عن الغرفة، إذا كان هناك خلاف أصلا من جانبهم.. هذه أسئلة لرئيس النادى وللسادة أعضاء مجلس إدارته الذين وافقوا على مثل هذا القرار.
ثم نأتى إلى السؤال الأهم وهو لرئيس النادى شخصيا: ألا ترى أن ظهورك على الشاشة سواء فى أحاديث أو من خلال مداخلة تليفونية به الكثير من التجاوزات والألفاظ غير المناسبة فى حق الآخرين؟
وألا ترى أن استخدام «الجزمة» مع كل من يخالفك الرأى أمر غير طبيعى وغير مسئول من شخصية عامة مثلك، يتولى رئاسة نادٍ من أكبر أندية مصر والشرق الأوسط، بل وأفريقيا.
ثم لماذا تلوح فى كل خلاف تتعرض له من قبل الآخرين وتحديدا من نقابة الصحفيين حتى لو كان هذا الخلاف بسيطا بإلغاء عضوية الصحفيين بحجة أنهم مستثنون وتطالب بحرمانهم وإبعادهم من جنتك الموعودة «أقصد نادى الزمالك» ولمجرد أن نقابتهم وقفت مع الآخر ضدك نتيجة تصرفاتك.
السيد رئيس نادى الزمالك عضوية الصحفيين فى ناديك ليست هبة أو منحة منك تعطيها لهم كما تشاء أو يحلو لك، فقد نالوا العضوية طبقا للشروط التى وضعتها لهم أنت ومجلسك وأصبحت العضوية قانونية وحقا مكتسبا لا تملك أنت أو غيرك حرمانهم منها والقانون يكفل لهم ذلك وحرمانهم منها لا يجوز إلا بالطرق القانونية المعتادة فى حالة إذا ما خالفوا القانون.. أما حرمانهم منها لوجود خلاف ليس له علاقة بالنادى وتسببت أنت فيه أصبح نكتة تتكرر فى كل مناسبة لا تعجبك، وللأسف لا أدرى أو أفهم موقف السادة أعضاء المجلس من قراراتك هذه، فموقفهم غير مفهوم بالمرة رغم أنهم جميعهم أصحاب شأن ومناصب محترمة، إلا أن قبولهم لقراراتك غير مفهوم، خاصة إذا علمنا أن النادى ليس عزبة أو تكية تتصرف فيها كما تشاء.
أما فيما يخص قولك بأنك ستغلق أى قناة تمنعك من الظهور على شاشتها، فهو أمر متروك لك وللمسئولين عن هذه القنوات فهذا شأنهم.
وأخيرا يبقى على رئيس النادى أن يعلم أنه مسئول عن نادٍ كبير وأعتقد أن من يتولاه كبير أيضا، وبالتالى يجب أن يكون مسئولا عن تصرفاته وأفعاله لأننا بالفعل نريد أن يكون ناديك كبيرا فى كل شيء، ويكفى ما حققه نادى الزمالك مؤخرا من نتائج رياضية مبهرة وحدوث طفرة إنشائية لا يستطيع أن ينكرها أحد.. وكل هذا بالمناسبة تحقق بفضل جهدك وجهد أعضاء مجلس الإدارة وجهد لاعبيك وجماهيرك، وهذا هو ما تحتاجه الرياضة المصرية التى ننشد جميعا أن تتقدم وتزدهر فى عهدك أو فى عهد من سيتولى رئاسة هذا الصرح الرياضى الكبير من بعدك.