الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
من منح السلفيين «وعد بلفور» فى الإسكندرية

من منح السلفيين «وعد بلفور» فى الإسكندرية


«خير اللهم اجعله خيرا».. وها نحن نرى فيما يرى الصاحى المستيقظ الرائى خلف الحجب بأن ملامح البدايات التى اشتعلت وأشعلت مصر فى أروقة وعتبات مبنى وزارة الثقافة 2013 ها هى تتكرر الآن فوتو كوبى بمبنى أتيليه الإسكندرية.. فهل ستأتى النتائج واحدة؟ يكمن الفارق فى أن حرب وزارة الثقافة التى قادتنا إلى 30 يونيو كانت بين المصريين وبين عصابة الإخوان.. أما مايحدث فى معركة أتيليه الإسكندرية هو صراع وجود بين المصريين وبين الاحتلال السلفى.. وأظن أن ليلة تحرير المدينة- وبعدها مصر- قد اقتربت.
الإسكندرية مقبرة الغزاة.. نعم.. لكنها بوتقة الفنون والآثار والحضارات من أربعة أرجاء الدنيا.. هناك فرق بين الغزاة الدواعش وبين البنائين.
مجموعة من الغزاة مدججين بالسلاح ظهروا فجأة وقاموا بهدم الحديقة الخلفية للمبنى الذى يعود إنشاؤه لعام 1883 ومدرج كأثر.. ثم حطموا بابه الخلفى العتيق واحتلوا أجزاءً منه بغية هدمه بالكامل وطرد مجلس الإدارة والفنانين وبناء برج سكنى على أنقاضه.. والعادة صرح المحافظ بأنه لم يكن يعلم!! قالها المحافظ منذ أسبوعين حينما قامت عناصر بهدم أكشاك بيع الكتب المقامة منذ خمسين عاما فى محطة الرمل التى صارت جزءا من المشهد الثقافى العام للمدينة العتيقة والعريقة.
بعد الفضيحة والهيصة والظيطة والجرسة توجه المحافظ مع بعض أفراد الشرطة وطهروا المكان من البلطجية.
هنا فقط تعددت النداءات للفنانين والمثقفين السكندريين للتواجد الدائم للحفاظ على مبنى أتيليه الإسكندرية فيما تشبه صرخة الفنانين والمثقفين أيام حكم المعلم محمد مرسى وتعيين أحد الإخوة وزيرا للثقافة فكان أن احتل المثقفون والفنانون مبنى وزارة الثقافة.
ولسوف ترى أن ذات الفعاليات باتت تتشابه: الأمسيات والأغنيات والمسرحيات وليالى الفن الجميلة. 
■ وماذا بعد؟
ولأنه ليس هو الهجوم الداعشى الأول لمدينة الإسكندرية.. لا.. كان الهجوم الأول يوم أن أغمضت الدولة عينيها عن تلك النفايات البشرية الذين راحوا قديما يهدمون مبانيها وقصورها وبيوتها الأثرية القديمة وبناء ناطحات القبح بديلا.. وهكذا رويداً رويداً تغيرت ملامح المدينة.. وفى عدم وجود رادع استمرأ الجناة تشويه ومحو هوية البلاد ليحل بدلاً منهم آلاف المستوطنين السلفيين فيما يشبه ما حدث فى أرض فلسطين.
■ من منح السلفيين وعد بلفور فى أرض الإسكندرية؟
■ ولماذا تزامنت تلك الأفعال مرة واحدة بعد تولى «حلمى النمنم» مسئولية وزارة الثقافة؟ هل هى حرب أعصاب أم مصارعة محترفين؟ هل يمتحن السلفيون قوة وزارة الثقافة بمسئولها الجديد أم أنهم يمتحنون رخاوة وتطنيش السلطات المستمر تجاه إرهابهم.. أم أنهم يختبرون قوة وكره الشعب المستمرة لهم؟ ولماذا يتزامن ذلك أيضاً مع هجمة مفاجئة على الفن السينمائى والفنانين بدعوى التقوى والأخلاق؟ لا يا شيخ!! فلا تعتقد أو تظن أن قنابل الدخان المتواترة الآن والملقاة فى وجه السينما «السبكية» ليست مقصودة؟ أوعى تفتكر إن ده عادى كده.. لكنه الدخان الحاجب لشىء ما مريب كى لا ترى ما يحدث فى الجانب الآخر من الحقيقة.
هدم أكشاك بيع الكتب فى محطة الرمل وبعده مباشرة محاولة هدم أتيليه الإسكندرية هى بدايةً لمعركة جديدة وربما أخيرة مع الإرهاب يا برهامى.■