الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
تانى؟.. يا أخى كفاية بقى.. وإنت مال أهلك!

تانى؟.. يا أخى كفاية بقى.. وإنت مال أهلك!


المتتبع لذاك الهياج الإلكترونى القبيح تعليقاً على زواج كل من الفنانين (سعيد طرابيك وسارة طارق ).. والمطربين (مى كساب وأوكا) يتبادر إلى ذهنه سؤال ملح: أى شريحة من المصريين تلك؟ وكم تبلغ نسبتها من نسبة تعداد المصريين الآن؟ وفى أى فئة عمرية يكونون؟ وهل هؤلاء الأشاوس هم من ملأوا كامل ميادين مصر، بدءا من 25 يناير 2011 وانتهاءً بثورة 30 يونيو يهتفون للعدل والحرية فانتهوا بثورتهم المجيدة وتعليقاتهم المسفة غير المسئولة على حجم «صدر» زوجة سعيد طرابيك وطريقة «شعر أوكا»؟
يا نهار أسود!
هل خلا الشارع المصرى من الموت المجانى المتربص لكل شعاع نور وضحكة صافية وحلم قريب حتى نتفرغ للكلام عن زواج الفنانين ونصدر الأحكام ونجدل حبال المشانق وحبال السيرك ونستدعى عشماوى والمهجرين للشنق وللسخرية من خلق الله؟
لم يكن على «سعيد طرابيك» وزوجته أن يعلقا أبداً أبداً على بوستات وتويتات أولئك القوم الباغين الهائجين.. ثم تدخل حماة سعيد طرابيك على الخط - وليه لأ - للدفاع عن زواج ابنتها اليافعة من سعيد طرابيك! إيه ده؟ وتلميحات جنسية من هنا وهناك! إيه القرف ده من جميع الأطراف؟
وهل علينا أن نسأل أنفسنا سؤالا آخر: هل أراد سعيد طرابيك -المعروف - وزوجته - المغمورة - أن يحصلا على دعاية مجانية غائبة ومستحيلة لينالا شهرة لم يحققها الفن؟ فكان أن ارتدت العروس فى ليلة زفافها فستانًا يكشف ضخامة نهديها حتى هجم عليها جائعو الفضاء الإلكترونى بهذه الوحشية؟ ربما .. فلا سارة طارق ولا سعيد طرابيك قد تأذيا من هذه التعليقات المحمومة.. بالعكس تماماً لقد بدا الزوجان سعيدين للغاية مما حدث.
طيب و«مى كساب» و«أوكا»؟ شرحه يا باشا.. لقد تلقى الاثنان هجوماً مشابها يطالب -منذ البداية وحتى زفافهما الأسبوع الماضى- بمنع زواجهما لعدم التكافؤ الشكلى والفنى.. ولسوف نكتشف أن الاثنين أيضاً قد انصاعا معا للابتزاز فلجأت مى كساب إلى (حلق شعرها) بطريقة أوكا.. قال يعنى مش هاممها!
ولو حاولنا أن نبحث ونفتش فى حياة كل هؤلاء القتلة المتربصين القابعين الهائجين أمام شاشات الإنترنت لاكتشفنا أنهم غير متحققين.. بل فاشلون ومحبطون وحزانى، ولو سنحت لهم فرصة حب وزواج كتلك التى أهانوها بتعليقاتهم الساخرة أحياناً والبذيئة أحياناً أخرى لاقتنصوها وعاشوا سعداء.
وبرضه يا أخى سوف تكتشف أنه لا الموت ولا الحياة صار لهما جلال عند هؤلاء .. وتذكر ما تناولوه من تشفٍ وتجريح بكتاباتهم على صفحاتهم الشخصية إثر موت «نور الشريف» ومن قبله «عمر الشريف»! ومن خلال ذاك التجريح والتشفى الرهيب سيتبين لك أنهم لا يحترمون الموت ولا يحتفون بالحياة! طيب هما عايزين إيه؟! الثورة الحقيقية التى يجب أن تقوم - ثورة ثورة- هى ثورة على ضميرنا ومن داخل ضميرنا.
والسقوط الذى يجب أن يحدث - يسقط يسقط - هو سقوط موروثات وأفكار ومعتقدات قديمة وزائفة تجعل من بعضنا جلادين وشيوخًا ومن بعضنا الآخر أنبياء وآلهة.