
طارق الشناوي
مبارك.. لـ«حسنى»: أنا صاحب الضربة الجوية!
قال له على فكرة أنا صاحب الضربة الجوية ما حدش قالك قبل كده.. أجابه مرتجفاً طبعاً يا فندم أنا عارف.. الذى قال بالطبع هو «حسنى مبارك» والذى ارتجف كان المنتج «عادل حسنى» الذى كان فى ذلك الوقت يشغل على حد قوله موقع المستشار السياحى فى رئاسة الجمهورية والمكان هو قصر الإليزيه وبحضور كثيرين مثل «إبراهيم سعدة» و«سمير رجب» و«زكريا عزمى» وآخرين.. اكتشف بعد ذلك سر الغضب وهو فيلم «حائط البطولات» الذى تكفل به قطاع الإنتاج التابع لاتحاد الإذاعة والتليفزيون وتولى «عادل حسنى» مسئولية المنتج المنفذ.. كان المعروف أن «حسنى مبارك» غاضب من الفيلم الذى يروى بطولة سلاح الدفاع الجوى ولهذا بعد أن بدأ الاستعداد لعرضه كان هناك من يتدخل ويضع العراقيل بحجة أن جهات سيادية لا تريد للفيلم أن يرى النور حاول المنتج بعد ذلك أن يعلن فى الجرائد أنه سيغير عنوان الفيلم إلى «نسور الجو» وأنه سوف يؤدى دور حسنى مبارك وبالفعل نشرت له الجرائد صورته وهو يرتدى زى اللواء طيار حسنى مبارك ولكن رئاسة الجمهورية كانت قد حسمت رأيها بمنع حائط البطولات من التداول!!
ليست إذن هذه مجرد شائعات ولكن كان «مبارك» يشعر بأنه يساوى انتصار أكتوبر وعلى الجميع أن يؤكدوا أن «مبارك» هو الضربة الجوية والضربة الجوية تساوى «مبارك» بل إن بعض المنافقين أوهموه أن مصر كلها تساوى مبارك!!
قبل أشهر قلائل من خلع مبارك كان جهاز السينما برئاسة ممدوح الليثى يعد فيلماً عنوانه «الضربة الجوية» وأتصور وبديهى أن الكل كان يريد أن ينعش الرئيس بعد أن عرفوا مفتاحه فلا بأس من أن يتولى الجميع الطبطبة والدلع بفلوس الدولة لرئيس الدولة، ورشح «أحمد شاكر» لبطولة الفيلم الذى كان يمجد مبارك الآن يفكر البعض فى إنتاج فيلم عن حياة مبارك.. وأيضا يؤدى دوره شاكر لكى يفضح العقود الثلاثة التى اغتصب فيها هو والعائلة والحاشية مصر.
منذ خلع مبارك ستكتشف أن الجميع كانوا مناضلين ضد عهده البائد ولكن هذه قصة آخرى دعونا نكمل الآن حكاية حائط البطولات، مع اقتراب احتفالات أكتوبر 2012 وهناك حالة من البهجة انتابت صناع فيلم «حائط البطولات» وجدوا فى الاحتفالات فرصة بعد إزاحة «مبارك» لكى يرى «الحائط» النور ومع اقتراب أكتوبر2012 لا تزال حالة البهجة مستمرة وكان قد أتيح لى مشاهدة الفيلم ربما قبل نحو عشر سنوات من خلال لجنة اشتركت فيها مع الدكتورة «درية شرف الدين»، وكان رأينا أن الفيلم لا يصلح للعرض الجماهيرى لضعف مستواه الفنى.. نعم كان لدى «مبارك» أسبابه التى تحركها الغيرة العمياء لكى يمنع عرض الفيلم ولكن كنت أرى الموقف من زاوية فنية وأعتقد أن أى محاولة لإصلاح الفيلم تُصبح استنزافا للطاقة وإهدارا للمال العام!!
فى نهاية العام الماضى كان وزير الإعلام الأسبق «أسامة هيكل» قد تقدم للقوات المسلحة بطلب رسمى لكى تدعم الفيلم ببعض مشاهد توثيقية تضاف للشريط السينمائى.. الآن يتردد أن مخرج الفيلم «محمد راضى» يريد إعادة المونتاج معتقداً أنه قادر على إحياء عظام الفيلم وهى رميم لا أتصور أنه من الممكن إنقاذ حائط البطولات بإضافة لقطات توثيقية أو إعادة المونتاج .. الإنقاذ الوحيد له أن يظل فقط فى الذاكرة الشعبية دليل إدانة ضد مبارك.. الفيلم حتى يصبح لائقاً للعرض يحتاج إلى فيلم!!
مبارك
عادل حسنى