تفجر قضية «مدينة زويل»
تفجرت تلك القضية «المكتومة» ما بين بعض المقالات من كبار كتابنا مثل الأخ «سليمان جودة»، «سعيد إسماعيل»، مع احترامى للألقاب المهنية والعلمية.
وكتبت فى ذلك مرات بجريدة المصرى اليوم «استفزاز إعلان زويل عن مدينته» وكذلك فى مجلة «روز اليوسف» الأسبوعية، عن «زويل ويعقوب والمفتى».
إشارة لتلك الإعلانات عن التبرع للمدينة «الفاضلة» وقد نالنى ضمن مجموعة كبيرة من كتاب الرأى فى هذا الموضوع من الشتائم والتعرض لدرجتى العلمية، ومهنتى كأستاذ جامعى قبل أن أعمل كمهندس استشارى ومسئول عن أحد أكبر بيوت الخبرة الهندسية فى البلد، ماعلينا هذا شىء لا أحسب له حسابا كثيراً.
المهم أن القضية تفجرت باعتصام «طلاب جامعة النيل»، وأساتذتهم فى حرم الجامعة المغتصب، لصالح مشروع لا نعلم عنه شيئا كمصريين أوحتى مسئولين فى الحكومة، لا نعلم على أى سند قانونى، أو تحت أى مظلة، سوف تنشأ هذه المدينة الفاضلة، المسماة باسم عائلة المحترم الحائز على جائزة نوبل «د. أحمد زويل».
والشىء المحير جداً، أن نجد كثيرا من قادة، الفكر والعلم والمال فى البلد يسوقون لهذا الموقف غير القانونى، والقائم على سحب جامعة بكل ما بها من معامل وورش ومبانى، وطلبة وأساتذة وإلغاء اسمها وعنوانها ووضع اسم عائلة «نابغة مصرية» عليها، حتى ولو كان هذا النابغة يعيش بيننا ولم يرحل عن حياتنا.
والغريب فى الأمر، أن البنك الأهلى المصرى، أحد أكبر مؤسساتنا المالية الوطنية، ويرأس مجلس إدارته الأخ «طارق عامر»، ظهر فى إعلان غير مسبوق، حيث يلقى أوامر للمصريين للتبرع للمشروع وبأنه تبرع من «العزبة» التى يديرها من «مغاغة» أو من «المنيا» بمبلغ مائتين وخمسين مليون جنيها، للمشروع أى مشروع، لانعلم عنه شيئا غير أننا مصدقين لحديث طوعى جميل رقيق، رومانسى من أحد علمائنا الحاصلين على جائزة عالمية اسمها نوبل.
شىء من الخيال أيضا أن يخرج علينا صديق وعالم طبيب شهير مثل الدكتور محمد غنيم يدافع عن مدينة الأحلام واسمها ولقب «زويل» على مبانى جامعة «مسلوبة» من أصحابها دون خطة علمية واضحة لهذه المؤسسة الخاصة المزمع إنشاؤها تحت اسم «مدينة زويل العلمية» ومن المشرف عليها وتحت أى قانون ستنشأ تلك المدينة.
ومع ذلك فإن الأستاذ الدكتور محمد غنيم صاحب أشهر مركز طبى لعلاج «الكلى والمسالك البولية»، فى العالم تقريبا، والذى أنشأه بنفسه، ووضع كل إمكاناته فى طلابه وزملائه ليقودوا هذا المركز العظيم ذا الشهرة العالمية، دون اقتراب من اسم المركز الطبى لجامعة المنصورة، ولم يسع دكتور غنيم، لوضع اسم عائلته على المركز الطبى أو على محطة المنصورة.
لماذا الاستحواذ على مبانى جامعة قائمة؟ ولماذا إخلاء اسم قومى كالنيل أو مصر أو غيره من أسماء عامة تمتلكها الأمة، إلى اسم شخص أو عائلة، زائلة مهما طال الزمن هذا الانفجار الذى حدث بوصول القضية إلى اعتصام الطلاب داخل حرم جامعة النيل، هو حق ولكن الأحق من ذلك أن يتفضل زويل ومتبرعوه العظماء لإنشاء مدينة جديدة بعيداً عن القائم وكفانا «حجج» فارغة وكذلك «نفاق» غير مقبول، وادعاءات باطلة، واتهامات كاذبة، فنحن لا نملك إلا الرأى ولا صلة لنا من قريب أو من بعيد بمجال العالم الحالم الرومانسى المهاجر أحمد زويل