قصور فى الحصول على الحق
ميزة تميزت بها المحروسة وأهلها، وانتقلت هذه الميزة من أقدم شعوب الدول العربية المصريين إلى كل الشعوب العربية، حيث قصرنا تقصيرا شديداً فى حصولنا على حقوقنا، سواء على المستوى المحلى أو المستوى الإقليمى أو المستوى الدولى، ميزة التكاسل أو ميزة نام وارتاح يأتيك النجاح!
واجرى يابن آدم جرى الوحوش غير رزقك لن تحوش!
كلها أمثلة من الفلكلور المصرى، والعربى تدفع الناس للتباطؤ والاتكال على الله دون سعى ودون كد للحصول على رزق أو على حق وهكذا ضاعت من العرب حقوقنا فى فلسطين وضاع على العرب حقوقنا فى العراق، وقبلها ضاعت حقوقنا فى الكويت، ولولا التحالف الغربى ما عادت الكويت لأهلها ومواطنيها! وظل الديكتاتور صدام حسين جاثماً على صدر الكويت وصدر الأمة العربية ولعل تقصيرنا فى حصولنا على حقوقنا فى العالم العربى، قد أضاع فرصاً كثيرة، لتكون أمة يشهد لها وسط الأمم، لتحقيق كلمة الله العليا ونحن خير أمة أخرجت للناس صدق الله العظيم فكرنا فى السوق العربية المشتركة، منذ إنشائنا لجامعة الدول العربية عام 8491 مقصوصة الأجنحة والأوردة والشرايين، ومع ذلك قامت الأمم الأوروبية بتشكيل تجمع تحت اسم «الاتحاد الأوروبى»، فوحدوا حدودهم ووحدوا قوانينهم ووحدوا عملتهم ووحدوا دستورهم رغم تنابذ أجناسهم من ألمان وفرنسيين وإيطاليين وشرقيين وغربيين أجناس مختلفة وأعراق مختلفة واستطاعوا للمصلحة العامة التجمع وتحقيق الهدف رغم اختلاف مللهم ولغاتهم وطبائعهم وأسمائهم ودياناتهم، ولكن لم يقصروا فى الحصول على حقوقهم، فى الوقت الذى نحن أمة واحدة وندين بدين واحد أو اثنين ولغة واحدة وثقافة واحدة ودولة واحدة، ورسول واحد ونؤمن بالكتب السماوية والرسل جميعا، إلا أننا نطلق دائما كلمة ما قصرنا أو باللهجة البدوية ما جصرنا، ونحن فى الواقع مقصرون جداً جداً، فى حقوقنا وفى حقوق أوطاننا وبلادنا، وينتقل القصور فى الحق بين الأمم إلى القصور فى الحق بين الأفراد، ولعل بالنظر إلى المحاكم على سبيل المثال فى مصر، نجد أن هناك أكثر من خمسين مليون قضية تتداول فى المحاكم بمختلف درجاتها بين أفراد الشعب المصرى بواقع قضية أو اثنتين لكل مواطن، شىء غير معقول وغير مقبول.
الشعب كله يتجه للحق بالطريق الأسهل، يرمى بالشكوى عند المحكمة، وموت يا حمار حتى يأتى الحق أو لا يأتى مش مهم، المهم أننا نمتلك موهبة فريدة فى العالم وهى التقصير فى الحصول على الحق!
ولعل من المظاهر السلبية المفرطة لدينا، هو حال الشارع المصرى وسلوكيات المواطنين المصريين نحو بيئتهم ونحو واجباتهم الانتخابية، حتى بعد ثورة قام بها الشعب ضد الظلم وضد ضياع الحق، وطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية، وجدنا أن تعداد الناخبين المصريين لا يتعدى نسبة النصف فى الذهاب للصناديق، وأخيرا نندم لأن فئة منظمة قلة تستطيع أن تقلب حياتنا من أبيض إلى أسود فى ظل عدم حصولنا أو تقصيرنا فى الحصول على حقوقنا.. لا إله إلا الله!!