«سقطة» الدكتور «زويل»!
هذا الإعلان المستفز الذى يقدمه الأستاذ الدكتور «أحمد زويل» بنفسه عبر الفضائيات عن مشروع «مدينة زويل العلمية»، شىء من الخجل يجب أن يصيب الدكتور العالم والباحث ! شىء من «التواضع لله» من الدكتور العالم، يجب أن يتحلى بهذه الصفة النبوية، الطيبة، «التواضع لله»، مش مصَّدقْ كل الذى يقال عن نرجسية الدكتور «زويل» وحبه لشخصه، وذاته وتضخمها بعد جائزة (نوبل) «المحروسة» التى نالها عن بحث علمى متميز مع مجموعته فى (الفيمتو ثانية)، وتشرفنا جداً بحصول الرجل على هذه الجائزة المرموقة، كما احتفلنا من قبل بفوز أديبنا العظيم الراحل الأستاذ «نجيب محفوظ»، والذى كان نموذجًا رائعًا للتواضع لله، لم يصب شعور أى من النخب المصرية، أدباء، وكتابا وصحفيين (بالحنق أو الغيرة)، كان يعتبر الجميع زملاءه وتلامذته، لم يسع أبداً لكى يأخذ دار الكتب المصرية لكى يغير اسمها من دار الكتب أو مجمع البحوث الأدبية إلى (دار محفوظ الأدبية)! لم يسع لمجد شخصى على حساب نبوغه العالمى، ولكن هذا الذى يفاجئنا كل فترة بتقديمه من أحد المنافقين، أو المتسلقين، أن العالم والباحث (والنوبليزم) «د.زويل» سيتحدث عن المستقبل، وسيتحدث عن السياسة، وسيتحدث عن الاقتصاد، وسيتحدث عن الثقافة، وأيضاً سيتحدث عن العلم!
كل هذا مقبول، فالعالم الباحث لا مانع أن يكون مثقفاً ثقافة عالية مثل أخينا الدكتور «زويل»، نفخر به وسط العامة والخاصة، من أهل العلم سواء كانوا من الإقليم أو من العرب الأشقاء، بل أيضاً فى المنتديات العالمية، فلدينا أحد العلماء الحاصلين على أهم جائزة عالمية.
ولكن غير المقبول أبداً بأى صورة وأى شكل أن يرفع اسم (جامعة النيل) من فوق مبنى شيده سابقون حتى ولو كانوا فى السجون باتهامات حققت فيها النيابة العامة وقضى فيها قضاء مصر الشامخ بحكمه «والحكم عنوان الحقيقة».
فنحن مسلَّمون تماماً بالأحكام التى صدرت، وذهب هؤلاء المتهمون لقضاء عقوبة على ما اقترفوه من ذنوب وفساد ورشاوى، وخروج عن القانون، نعم نحن نؤيد ذلك، ونؤمن به، ومصدقون «لعنوان الحقيقة»، ولكن من زاوية أخرى لا يجب أن نرفع اسم أو عنوان مؤسسة دفع ثمنها شعب مصر، وسميت باسم مصر، باسم نيلها باسم يشترك فى تقديسه وقبوله وفى القلب موقعه لدى كل مصرى اسم النيل.
يأتى صاحب القرار المنافق، لكى يرفع اسم «جامعة النيل»، من فوق صدر المؤسسة أو المبنى المنشأ بدم وأموال المصريين! لكى يضع اسم شخص، مهما كانت قيمته (جامعة زويل)، والأدهى أن هذا «الزويل» مازال يعيش بيننا أى لم يمت أو يرحل إلى خالقه، لكى نتذكره، ونتذكر إنجازاته العظيمة لبلده، وليس إنجازه لنفسه! فلم نجن شيئا منذ أن ظهر هذا «الزويل» على رقعة الإعلام المصرى، سوى فخرنا به كأى لاعب كرة قدم، أو ملاكم، أو مصارع، بالضبط رفع اسم مصر عاليا وسط أقرانه !! أما الفائدة على البلد، وعلى مصر وطنًا وشعبًا وعلمًا وجامعة، فلا شىء على الإطلاق ولا يمكن مضاهاته بعالمنا وأستاذنا الطبيب العظيم «مجدى يعقوب» الذى يعمل فى صمت، من أمواله وعلمه وطلابه، يعالج أبناء وفقراء المصريين، والأدهى أن يقف الرجل بدون حمرة خجل على وجهه، لكى يبشرنا بمركز «زويل»، «عزبة أبوه» مطلوب التبرع لها، وللأسف «لا خجل ولا حمرة»، ولا حتى «فص ملح» فى عين من يساعده ويدعمه، وينافقه، فعلاً مصر غلبانة بعقول قادتها! وللأسف الشديد إن الدكتور «زويل» قد خانه ذكاؤه، حيث فى الإعلان يقدم نماذج لإنجازات المصريين فيستدعى قناة السويس وليست قناة الخديو «إسماعيل» أو «ديليسبس»، ويستدعى أهرامات الجيزة وليست أهرامات «أمنحتب» المهندس الذى شيد هرم «خوفو» ويستدعى السد العالى بأسوان، وليس سد «جمال عبدالناصر» فلماذا مدينة «زويل»؟ ولماذا لا تكون «مدينة النيل» خانك ذكاؤك يا «زويل»!