ترتيب الشارع المصرى!
ترتيب الشارع مثل ترتيب البيت أو ترتيب المدرسة أو المكتب.. «ترتيب» أى إعادة وضع المكان إلى ما يجب أن يكون عليه حيث سيتم رؤيته من عيون غريبة عن أهل المكان.. كحلول ضيوف على البيت أو مجىء عريس لخطبة الابنة أو عائلة تستضيف عائلة أخرى على غذاء أو عشاء وتخاف العائلة المضيفة من أن يظهر شىء فى البيت غير مرتب، أو فى غير موضعه أو تظهر «لوحة» على الحائط غير معتدلة بالنسبة لخلفيتها أى «معوجة»، كل هذا يتم فى كل البيوت المصرية خاصة، والعربية عامة، أما البيت المصرى فنحن نتذكر أيام الإجازات الرسمية كالأعياد الدينية «فطر، وأضحى، وفصح، وعيد الميلاد المجيد»، تقوم الأسر فى البيوت بنظافة زيادة، وغسيل الستائر، ورفع السجاجيد، وتنظيف الأسقف وأركان البيت «بالزعافة».. كما «تطلق عليها أمى الله يرحمها».. وحينما يكون اليوم جمعة.. يا ويل بعض الأسر المصرية.. حينما.. نسمع ضجيج نظافة السجاد ورفع المراتب من على الأسرة.. ووضع الألحفة فى البلكونات، فاليوم الجمعة أى نظافة الأسبوع، هكذا البيوت المصرية، تبدأ يوم الإجازة مبكرًا «بالقلق» وربما كالعادة فإن الموظف المصرى الخارج من البيت المصرى..
قد أصابته نفس «العادة» حيث لا يتحرك الموظف المسئول فى المحليات.. نحو نظافة شارع أو ترتيب رصيف إلا فى المواسم.. والمواسم لدى الموظف العام.. هى موسم زيارة الموظف الأكبر للموقع.. أو للشارع.. أو حلول ضيف من المركز أو المحافظة أو ربما من خارج البلاد.. وهنا الموقف سوف يكون اهتماما فوق العادة.. وهذا ما يحتاجه الوطن اليوم، نحن نعيش فى صندوق قمامة كبير، فكل الأحياء بلا استثناء أصبحت مرتعا للقمامة والقاذورات والحيوانات الضالة، ولا يمكن أن تستمر الحياة بوعود نسمعها بين الحين والآخر.
فلدينا وعد رئاسى بأنه فى مائة يوم سوف تقضى الحكومة سواء الانتقالية أو حكومة الدكتور «هشام قنديل» (تحت التأسيس) على القمامة كأحد أهم أربع قضايا اختصها الرئيس «محمد مرسى» للبدء بها خلال مائة يوم.
رفع القمامة من البلاد وإعادة ترتيب الشارع المصرى «المرور» وإعادة الأمن فى البلاد والعمل على توفير رغيف العيش وأنبوبة البوتاجاز وللأسف الشديد منذ تولى الرئيس وقسمه اليمين الدستورى «ثلاث مرات» مر ما يقرب من الشهر ولم يتقدم شىء فى أحد القضايا الأربع!!
بل العكس تماماً، فالقمامة زادت عن حدود الأمان، والأمن فى الشارع المصرى، رغم كل ما يذاع عن جهود وزارة الداخلية يوميا فى نشرات الأخبار وعن محصول الداخلية من جرائم وقضايا وسلاح وهاربين، إلا أن ما يتردد فى الشارع المصرى وخاصة فى الطرق السريعة شىء مخيف، كما أن المرور يا قلبى لا تحزن، هناك تحد من سائقى المقطورات لكل السيارات الصغيرة المجاورة لهم فى الطريق، وهناك تربص من سائقى الميكروباص بالركاب وأيضا بالمركبات التى تجرى بجانبهم فى الطرق، أما سائقو «التوك توك» فهم أصبحوا طبقة من طبقات مصر العليا، حيث وردت أسماؤهم على لسان الرئيس «محمد مرسى» أكثر من مرة على أنهم ضمن «الأهل والعشيرة» وأصحاب الحقوق التى لا يجب أن يرد لهم طلب!! شىء لا معقول!!