الثلاثاء 5 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
«عسل» السلطة و«مرارة» الوعود!!

«عسل» السلطة و«مرارة» الوعود!!











 
 
استكمالا لحديثى عن قدرة الرئيس «محمد مرسى» على أن يتحرر من قيود فرضتها عليه طبيعة المرحلة التى جاء بها مقعد رئاسة البلاد!!
وحينما وضعت نفسى مكان الرجل، بصدق وأمانة، وجدت من الصعوبة بمكان أن يتخلى المرء عما وعد به، حتى ولو كان هذا الوعد فى حجرة مظلمة، أو على منضدة فى اجتماع غير معلن!!
ولعل صدق إحساسى بأن الرجل كأستاذ جامعى فى الأصل، وبعيد عن التوجهات السياسية التى يحملها على كتفيه، فهو من قراءتى فى سيرته الذاتية لم يبتعد كثيراً عن أمثاله من أساتذة الجامعات المعنيين بالشأن العام، وقدره قد ساقه للانضمام إلى جماعة منظمة، بدأ نشاطها فى المسجد عام ,1928 ووصلت إلى أن يكون نشاطها على ضفاف «قناة السويس» مع الفدائيين عام 1951 ثم إلى الاغتيالات السياسية كمنهج للتصفية الجسدية لمعارضيها، ولم يتوقف نزيف الدم لميليشيات هذه الجماعة منذ الأربعينيات وحتى مقتل الرئيس «محمد أنور السادات» فى أكتوبر 1981 هذه هى الخلفية السياسية للجماعة التى ينتمى لها الأستاذ الجامعى الدكتور «محمد مرسى»، وبالتالى فإن التخلص من وعوده مع مثل هذه الجماعة، أولا سيكون خطرا على حياته الشخصية!! فهم بطبيعتهم، وبتاريخهم لا يمكن الاختلاف معهم! وخاصة من داخل صفوفهم، ولنرى ماذا حدث للدكتور «عبدالمنعم أبوالفتوح» حينما تخاصم مع أهدافهم أو اختلف فيما بينه وبينهم، وهو أحد زعماء وقادة الحركة!! حاولوا ومازالوا اغتياله معنويا!!
ولنعد للرجل الذى يعتلى مقعد رئاسة بلدى، «مصر» الرئيس «محمد مرسى العياط» رئيس جمهورية مصر العربية، هذا هو الاسم وهذه هى الصفة، حيث أقسم شباب هذا الوطن خريجو الكليات العسكرية جميعها أمامه بالإخلاص والانتماء لرئيس الجمهورية، أى أن عسل السلطة، قد وصل إلى «معدة» الرئيس «مرسى» وليس فقط إلى «حلقه»!!
لقد شاهد الرئيس «مرسى» السلطة وعظمتها ورأى أعلام مصر «مكلثمه» بشعار النسر القوى، رمزا لقواتنا المسلحة!! رأى هذه الأعلام وهؤلاء الفتية من أبناء الكليات العسكرية المشرئبة أعناقهم على موقع الرئيس «محمد مرسى» بصفته رئيسا أعلى للبلاد ورمزا للكرامة والعزة المصرية!! وهم يقسمون له بيمين الولاء!!
هذا هو موقع الدكتور «محمد مرسى» (أستاذ الجامعة السابق) اليوم من شعب مصر وجنوده وضباطه وقياداته العليا فى البلاد، وهنا يأتى الدكتور «محمد مرسى» بعد أن ينفض الجميع عنه نهاية يومه، حين عودته لمنزله، ودخوله حجرته والانفراد بنفسه، أو بشريكة حياته، وبالقرب منه أنجاله وربما أحفاده، هنا يأتى فكر وعقل أستاذ الجامعة، وخاصة «جامعة الزقازيق» بالنسبة لنا كأساتذة جامعة هى جامعة إقليمية، أى «الأرياف» يجلس هذا الأستاذ لكى يراجع حساباته، ويشهد فى «فلاش باك» أحداث يومه، وعلى مرأى من شاشات التليفزيون أمامه هؤلاء المتظاهرين والمتسلقين على أسوار القصر الجمهورى وهؤلاء المتحدثون، والمتشدقون باسمه فى فضائيات «مصر» والعالم العربى/ ماذا يفعل الدكتور «مرسى» بين عسل السلطة ومرارة الوعود التى ضربها على نفسه فى فترة لم يكن الواقع قريبا من الخيال!!∎