
محمد جمال الدين
د. محمد مرسى.. إياك ومحاولات هذه البطانة
فى الوقت الذى يسعى فيه الرئيس المنتخب د. محمد مرسى إلى طمأنة جموع الشعب المصرى ويطالبهم بالصبر وعدم تكذيب وتخوين بعضهم البعض لإيمانه الراسخ بأن الجميع أمام القانون سواء، وأنه لا تمييز بين المسلم والمسيحى والرجل والمرأة والتزامه بمدنية الدولة ومؤسساتها.. إلا أن نفراً من جماعته التى ابتعد عنها عقب إعلان فوزه بمنصب رئيس الجمهورية يرى عكس ذلك.
فبين الحين والآخر يخرج علينا هؤلاء ليطلقوا بعض التصريحات التى تفرق ولا تجمع وتضع الرئيس مرسى فى حرج أمام الشعب الذى يسعى لكسب وده وتعاطفه، من هذه التصريحات والتى نرصدها على سبيل المثال وليس الحصر تلك المتعلقة بأداء القسم وهل ستكون فى مجلس الشعب الذى تم حله بحكم قانونى أو فى مجلس الشورى، ثم يعود أحدهم ويؤكد أن د. مرسى سيفعل ذلك فى مجلس الشعب، وتناسى هذا وذاك أن علاقة الرئيس بهم قد انقطعت بعد أن أصبح رئيساً لكل المصريين وليس زميلاً لأعضاء جماعة الإخوان أو للمنتسبين إليها، اللهم إلا إذا كان هؤلاء يعتقدون أن زمالتهم للرئيس مرسى فى حزب الحرية والعدالة الذى تنازل فيه عن رئاسته للحزب فقط دون أن يستقيل منه تعطيهم هذا الحق الذى لا نعلم نحن الشعب من أعطاه لهم، علماً بأن الرئيس المنتخب يستطيع أن يحدد ويقرر بنفسه كيف وأين سيؤدى القسم بما لا يخالف القوانين والقواعد المحددة لأداء القسم.
المؤسف أن زملاء الرئيس المنتخب فى جماعة الإخوان «سابقاً» لم يتركوا للرجل الفرصة لكى يتدبر أمره ويحدد ما يراه صالحاً له ولشعبه ووفقاً للقانون ولكنها الوصاية الملعونة التى يحاول البعض أن يفرضها على الرئيس وشعبه والتى بالتأكيد ستذهب بمن يقبلها إلى طريق غير ممهد وملىء بالكثير من المطبات والعقبات.
بلبلة وافتكاسات لا مبرر لها خصوصاً فى هذه الفترة التى تتطلب تضافر الجهود وتوحيد الصفوف، ولكن هيهات.. فها هو أحد هؤلاء يصرح بأن من انتخبوا منافس د. مرسى ليسوا سوى أشباح ولا يعرف من أين أتوا وكاد يقول من أحضرهم مادام وصفهم بالأشباح وكأننا فى حفلة زار.. بالطبع كلام لا يليق ولا يجوز قوله فى الوقت الراهن الذى تمر به البلاد، لأن هؤلاء الذين وصفتهم بالأشباح يا سيدى وإذا كنت لا تعرف هم مصريون مثلى ومثلك، ولهم نفس الحقوق التى أتاحت لك أن تنتخب د. مرسى، وبالتالى هذه الحقوق أتاحت لهم انتخاب منافسه، ومن ناحيتى أعتقد أن هذا الوصى المحسوب على الرئيس «وغيره كثر» كان الأجدر به أن يصمت حتى لا يخرج منه مثل هذا الكلام لأنه يدخل تحت بند «اللغو» الذى لا طائل منه.
ومادمنا نتحدث عن الوصاية المفروضة على د. مرسى خرج علينا أعضاء فى مجلس الشورى «المطعون عليه والمهدد بالحل مثل جاره مجلس الشعب» بتصريحات تطالب بأداء القسم أمام أعضاء المجلس باعتبار أنهم الجهة الوحيدة فى البلاد المنتخبة بإرادة شعبية خالصة ولرفضهم القاطع لأداء القسم أمام أعضاء المحكمة الدستورية العليا، ولا أعرف كيف يعطى نواب الشورى لأنفسهم هذا الحق وهم مطعون أصلاً على عضويتهم.
وتطبيقاً لنفس مبدأ الوصاية خرج علينا «بكار» حزب النور و«الاعتذارات» وليس بكار بطل المسلسل الرمضانى المشهور.. ليطالب بأداء القسم فى ميدان التحرير ضارباً بالقانون عرض الحائط.
وإلى هؤلاء السادة جميعاً نقول لكم إن زمن الوصاية انتهى سواء على الرئيس أو على الشعب، فما أنتم سوى أفراد من الشعب مثلنا مثلكم تماماً ولا فضل لكم على د. مرسى «فعددكم معروف»، كما أننا لم نفوضكم للتحدث نيابة عنا، البلد به قانون ويحدد كل شىء، واعلموا أن وصايتكم من الآن مرفوضة علينا وعلى الرئيس المنتخب، وتجعل أعداداً كبيرة ممن وقفوا ضد د. مرسى تتمسك بموقفها منه فى ضوء هذه التصريحات ومن جماعته والقائمين عليها.
وعموماً خيراً فعل المفوض بأعمال المتحدث الرسمى باسم رئيس الجمهورية بأن أى تصريحات لابد أن تنسب لصاحبها ما لم تكن صادرة عنه شخصياً أو عن الرئيس المنتخب.
ونصيحة خالصة للدكتور مرسى بالتأكيد سبق أن سمعها أكثر من مرة ولا بأس من أن نكررها.. الشعب الذى تسعى جاهداً لطمأنته حين تحدثت إليه عقب إعلان فوزك لن يقبل أبداً بإعادة نظام مبارك مرة أخرى خاصة بعد ثورة 52 يناير.. فحافظ على تعهداتك معه وأبعد أمثال هؤلاء عنك، فهذه البطانة تحاول أن تفرض وصايتها عليك وعلينا، وهذا تحديداً لن يقبله أحد كما أننا لن نقبله لك، لقد سئم شعب مصر التوريث وكذلك «التكويش» على مقدرات البلاد والعباد.. وليعلم هؤلاء أن أمامهم فرصة ذهبية عليهم اغتنامها، فبإمكانهم أن يتوحدوا داخل صفوف الشعب فتصبح آماله وآمالهم وهمومهم واحدة بعد سنوات طويلة فى العمل تحت الأرض، بعد أن سبق أن أضاعوا الفرصة الأولى عندما نالوا الأغلبية فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى، فتكويشهم على كل شىء جعلهم يرفضون أى رأى يخالف رأيهم وأصبح السعى لتطبيق سياسة التكويش شغلهم الشاغل، فكان مصيرهم حل مجلسهم.. وهاهى الفرصة تعود ولكن هذه المرة من خلال د. مرسى الذى صرح بأنه سيكون رئيساً لكل المصريين ويده ممدودة لجميع الأطياف والاتجاهات.. ولكننى أخشى عليه من رفقاء السلاح.. «أقصد الكفاح» الذين يحاولون فرض أنفسهم عليه وعلينا.
ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد.
د. محمد مرسي