الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
تكريم بطل خطة المآذن العالية

تكريم بطل خطة المآذن العالية


حسنًا فعل القائمون على المؤسسة العسكرية حينما أطلقوا اسم الراحل الفريق «سعد الشاذلى» على الدفعة «82» طيران التى شهد حفل تخرج طلبتها الرئيس عبدالفتاح السيسى.. لم يجد هؤلاء الرجال الأوفياء فرصة لتكريم زميل لهم خيرا من هذه الفرصة الجليلة والمحببة لقلب كل مصرى محب وغيور على وطنه، فكان هذا التصرف المدروس بدقة وبحسابات لا يقدرها أو يعرفها سواهم، وهذا الأمر تحديدا يتكرر مع طلبة كل دفعة من خريجى الكليات العسكرية، ولذلك لم يكن غريبا أن يطلق اسم الراحل سعد الشاذلى على الدفعة «82» طيران الأخيرة.
ولمن لا يعرف الفريق «سعد الشاذلى» فهو القائد الوحيد من قادة حرب أكتوبر الذى لم يتم تكريمه بأى نوع من أنواع التكريم، حيث تم تجاهله فى جميع الاحتفاليات التى أقيمت فى مجلس الشعب لقادة الحرب، والتى سلمهم خلالها الرئيس السادات النياشين والأوسمة، وهذا كما ذكر الفريق الشاذلى بنفسه فى كتابه «مذكرات حرب أكتوبر»، وإن كان قد تم منحه وسام نجمة الشرف عقب ذلك أثناء توليه منصب سفير مصر فى إنجلترا من قبل مندوب عن الرئيس السادات وقتها.
ومثلما عانى الفريق «الشاذلى» من تعمد عدم تكريمه لدوره فى حرب أكتوبر، عانى أيضا من النسيان والتجاهل المتعمد فى فترة «مبارك»، حيث دأب الإعلام وقتها على الترويج للضربة الجوية مع إغفال متعمد للدور الذى قامت به باقى الأفرع الأخرى للقوات المسلحة ، بل إن الأمر وصل لتعمد نزع صورته من بانوراما حرب أكتوبر، وإيقاف معاشه المستحق عن وسام نجمة الشرف العسكرية عقب محاكمته عسكريا فى عهد مبارك بتهمة إفشاء أسرار عسكرية فى أحد كتبه عن حرب أكتوبر وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات، ووضعت أملاكه تحت الحراسة، كما تم حرمانه من التمثيل القانونى وتجريده من حقوقه السياسية، مما جعله يقضى 14 سنة منفيا فى الجزائر بعد أن حرم من العودة إلى مصر، وعندما عاد قبض عليه فى المطار فور وصوله، حيث أجبر على قضاء مدة الحكم عليه فى السجن الحربى حتى أفرج عنه فى عفو عام.
ولأن المؤسسة العسكرية لا تغفل أو تنسى أبناءها، فقد أعاد المجلس الأعلى للقوات المسلحة وسام نجمة سيناء لأسرة الفريق «الشاذلى»، وبعد أسبوعين فقط من تنحى مبارك، كما تم منحه قلادة النيل العظيم تقديرا لدوره المهم فى حرب أكتوبر، ومؤخرا أطلق اسمه على الدفعة «82» طيران، اعترافا من القوات المسلحة بدور ابن من أبنائها خدم مصر بكل حب وإخلاص وشرف منذ كان ضابطا صغيرا، حيث أظهر تميزا نادرا وقدرة كبيرة على القيادة والسيطرة والمناورة بقواته فى جميع المواقع العسكرية التى تولاها واعترافا بدوره وباعتباره العقل المدبر للهجوم المصرى الناجح على خط بارليف فى حرب أكتوبر.
ورغم صرامة وحدة الراحل الفريق «سعد الدين الشاذلى» فى الأمور العسكرية، وحرصه الدائم على الدخول فى التفاصيل ودقته فى العمل، فإن الجانب الاجتماعى والإنسانى لم يكن ببعيد عنه، وهذا ما أكده الدكتور مصطفى الفقى الذى عمل معه حينما كان «الشاذلى» سفيرا لمصر فى لندن، فعلى الرغم من توتر علاقته بالمشير أحمد إسماعيل منذ فترات طويلة بدأت منذ عملا سويا فى الكونغو وفى الإعداد والتنفيذ لحرب أكتوبر، فإن «الشاذلى» اتخذ إجراءات فورية ليكون على رأس مستقبلى قائده السابق فى مطار «هيثرو» عندما ساءت حالة المشير الصحية، مؤكدا أن استقبال المشير أحمد إسماعيل والاعتناء به واجب يفرضه عليه الجانب الإنسانى والعسكرى فى الوقت نفسه.
من أجل كل هذا وغيره كثير جاء إطلاق اسم الفريق «سعد الدين الشاذلى» على الدفعة «82» طيران ليؤكد أن القوات المسلحة المصرية لا تغفل دور أبنائها حتى لو طال الزمن.
ولذلك لابد من توجيه تحية لكل من ساهم فى هذا الأمر ليعرف شباب مصر قيمة وقدر أبطاله، وكذلك تحية إجلال وتقدير لكل شهداء الوطن الذين رفعوا اسم مصر عاليًا.∎