السبت 9 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اختفاء «الندرة» وظهور السماسرة!

اختفاء «الندرة» وظهور السماسرة!


لماذا نستورد القمح ولا نزرعه؟ ولماذا نصدر الغاز (خام) ولا نجرى عليه عمليات «هدرجة»؟ ثم نستورده سائلاً (بروبلين  وأستر، وميثان، وإيثلين وغيرها) ثم «نبلمره»! ولا يكفى ما ننتجه للصناعات الوطنية! ولماذا نصدر الرخام (بلوكات) خاما ونستورده «ترابيع متشطبة»؟ لماذا نصدر «الرمال البيضاء» ونستوردها زجاجا وغيره من منتجات؟ لماذا نصدر «خام الفوسفات» من أبوطرطور، ونستورده كسماد ؟!


كل هذه الأسئلة الإجابة عنها هى أننا دولة انحصر الاقتصاد فيها على «السمسرة»، نحن نعيش زمن السمسرة والوساطة وزمن اقتصاد (العمولات)!
تعيش المحروسة زمناً غريباً علينا، زمنًا يختفى منه المتميزون، ويظهر فيه الأكثر شطارة والأكثر فهلوة، زمناً غريبًا على وطننا أو أى وطن، شعوب العالم تتقدم بمؤشرات تشير إلى ارتفاع فى التنمية البشرية أو الاقتصادية، أو حتى البيولوجية، بتقدم العلوم والفنون والهندسة والاقتصاد والطب والقانون والحوكمة، وغيرها من سنن التقدم فى الحياة لكل عصور البشرية، ولم نسمع عن أمم تقدمت «بالسمسرة والمخلصاتية» وبالعلاقات العامة، لإنهاء المصالح وتخليص الصفقات، وقبض الثمن، وفى الأغلب يتم هذا سراً تهرباً من دفع المستحق عن هذا النشاط للدولة على صورة (ضرائب)!
ولكن وصلت «البجاحة» الآن أن العملية تتم علناً، بل أيضاً يحدث التهرب من دفع حق الدولة! بتعديل الأرقام بين السمسار وصاحب الصفقة أو صاحب الحظوة!
ولعل ما ينشر عن تلك الصفقات وعن قيمة العمولات التى حصلت عليها أطراف تلعب فى هذا المربع من النشاط (السمسرة)! يصيب المجتمع باكتئاب! حيث لا يمكن لعقل مواطن أن يصدق بأنه دون جهد أو دون علم أو دون حصول على درجات علمية أو دون كد وسعى لبناء الذات والمشاركة فى بناء الوطن، بالتالى لا يمكن أن يصدق عقل مواطن طبيعى متميز بأن البعض يحصل على كل شىء دون كل تلك الثوابت من العناصر «المزَكّيْة للنجاح»، ومع ذلك نقرأ عن تحقيق ملايين، بل مليارات الجنيهات من التدخل فى صفقات بعلاقات عامة أو «سمسرة مشبوهة»! وكل تلك الصور فى حياة الوطن يجب ألا نتركها فهى مؤشر فى منتهى الخطورة، مؤشر يتوجه بشباب المحروسة المتابع للأحداث والمقيّمْ للأوضاع على أن أسهل الطرق فى كيفية الوصول أو النجاح هى عمليات (التسليك أو التخليص) وتدفع بنموذج جديد لشخصية (القدوة) فى المجتمع فأصبح بجانب «شعبان عبدالرحيم» «وسعد الصغير» أصبح هناك «السمسار الكبير» وكيفية تحقيقه لهذه المكاسب!
بينما «الندرة» فى مصر تتناقص حيث تتشكل (الندرة) من ناقص الخبرة، ولعل استخدامنا لأسلوب «السمسرة والوساطة»، جعلنا نعتمد على استيراد الخبرات الأجنبية مفضلين لها عن الخبرات المصرية، وبالتالى تتسبب أيضاً فى نقص مخزون الخبرة التراكمية لدى «الندرة المصرية»!
إن فائض الخبرة لدى «الندرة المصرية» الأكثر احتراماً وأكثر تقدماً من المستورد!، حيث فيما نستورده يأتى على صورة (أستوك) أو مخزون غير مطلوب فى بلده، ولكن «الندرة فى المهن» فى المحروسة، هى الأغلى والأنضج والأكثر علماً وتعلماً وقدرة، وهذا يتأتى بأن نبتعد عن متطلعات بعض السماسرة وبعض مروجى استحسان الخواجة عن ابن البلد!
وفى نفس الوقت تنقية قوانيننا من الخلط بين التراكم المهنى والفكرى والخبرة، «وأقفاص الطماطم»، «والباذنجان» وصحة الدواجن ونوعها!
ولعل تعديلات طلبها «منتدى الهندسة الاستشارية» من السيد وزير المالية فى القانون 89 لسنة 98 والمسىء فى بعض بنوده (للندرة) من شعب «مصر».
ولعل المطلوب أيضاً فى التعديلات أن يوصف أصحاب المهنة الجديدة (السمسرة) و«الفهلوة»، فهى أعتقد أنها كانت تدخل فى مجال الترفيه و«السمسرة» فى (الأزبكية ووش البركة وكلوت بك زمان)، أما اليوم وبدخول هذه الفئة إلى النشاط الاقتصادى الوطنى - فمطلوب إدخالهم فى العرف وبالتالى يقنن لهم صيغ للتعامل، حيث (لا ضرر ولا ضرار)، افعل ما شئت مادمت لم تخدش حياء أحد، ولكن ادفع بالتى هى أحسن! لهذا الشعب المحروس بعناية الله!
نحن نطالب رئيس الجمهورية المنتخب بإرادة شعبية، وجاء بقرار وأمر من «شعب مصر» بثورة تصحيح 30 يونيو أن يغير الإرادة السياسية للدولة.∎