ماذا بعد مؤتمر مستقبل مصر؟
وكأن المؤتمر الذى أقامته مصر، هو بوابة تحقيق كل الآمال والأحلام!!، وكأن مشروع «مارشال» الأوربى الذى أطلقته الدول المنتصرة بعد الحرب العالمية الثانية لإعادة تعمير أوروبا، قد تحقق «لمصر»، بإقامة المؤتمر، فى مدينة «شرم الشيخ»!!
وكأن الأحلام كلها تحققت دون كلل أو ملل، من «التعب أو الشقاء» فى سبيل الحصول على جزء من المائة من تحقيق الأمل فى المستقبل الذى اعتلى سقفه شاشات التليفزيون وبرامج «التوك شو»، «والتهليل والصراخ» الذى سبق عقد المؤتمر، وأثناءه، وهذه الوجوه التى اعتلاها الفرح والزهو بمصر، وهذه حقيقة لا يمكن المساس بها!!
ولعلها الحقيقة الوحيدة التى لا يمكن لأحد أن يُكذب حدوثها، ولكن للأسف الشديد!!
كل ما تم يوم 13/3/2015 هذه المظاهرة من الحب والتأييد «لمصر» وللقيادة السياسية التى لعبت دوراً تاريخياً فى تحويل المنطقة العربية إلى بر الأمان، بعد أن حافَت الهاوية!!، وبعد أن أعادت للهوية المصرية، قالبها وأصلها!!، وحافظت على إرادة «شعب مصر»، وحققت له وللأمة العربية الجسر إلى المستقبل.
كان هذا هو الإحساس بما يقال وهذه الرسائل الواضحة من زعماء الأمة العربية، ونوابهم إلى العالم الذى جاء مندوبوه إلى المؤتمر، أول الأمر حاملين لرسائل بعينها، والتى تحولت إلى ارتجال بعضهم بتعبيرات إنسانية، كأن تستعير السيدة الدكتورة «كريستينا جارود» المدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى، كلمات من أغنية العظيمة المصرية الراحلة أم كلثوم «ما نيل المطالب بالتمنى، ولكن تؤخذ الدنيا غلابا» هكذا عبرت عن إرادة المصريين بأغنية من أهم ما تغنت به كوكب الشرق الراحلة العظيمة، وأنهت ارتجالها بتعبيرات لكاتبنا العظيم حامل نوبل فى الآداب، المرحوم «نجيب محفوظ»، وأيضاً تلك الكلمة التى ارتجلها «جون كيرى» وارتجاف الكلمات وهو يعبر عن موقف «الولايات المتحدة» من «مصر»، وقادتها، وثورتها، كل تلك الأحداث، و ماتلاها من كلمات أيضاً نالت من الأهمية والإعجاب، وأثارت فى نفوس الوطنيين المصريين شجون وأحاسيس بعظمة هذا الوطن!!
ولعلى قد حسدت «الرئيس/عبدالفتاح السيسى» على رباطة جأشه، وتماسكه، بألا ينفعل بما يقال فى حق الوطن وحقه شخصيا، زهواً، وفرحاً، وعظمة، كانت تلك كل الأحاسيس التى انتقلت إلى المصريين مع كلمات الرؤساء والزعماء عن «مصر»، فى أول يوم لعقد مؤتمر نجح قبل أن تنعقد جلساته.
ولكن جاء اليوم الثانى والثالث، وظهر على مسرح المؤتمر وزراء، وموظفون مصريون «للأسف» البيروقراطية، والخنوع، وعدم الرؤية الواضحة لكثير منهم، ولعل أبرزهم كان هذا الذى يحمل حقيبة «التجارة والصناعة»، وغيرها من حقائب غير مقدر لمعناها، ولا هو مقدر لحجم المسئولية الملقاة على تلك الحقيبة سياسياً.
وتلك الأخرى المشغولة «بخصلات شعرها» التى تحاول جاهدة أن ترفعه عن عينيها، ناسية أن هناك اختراعاً لشعر النساء اسمه «بنسة» كى ترفع الخصلة «المغيمة» على عينيها، ولكى ترتفع لمستوى الأحداث، ولكن للأسف الشديد فهناك فى «مصر» أربعة ملايين طفل تعثر حظهم فأصبحوا فى الشوارع!!، وهناك خطط يجب أن تتوازى مع أحلام «الرئيس السيسى» بأن تَجَمع هذه المسئولة بمجيئها دون «خصلة شعرها» هؤلاء الأطفال مع زميلها وزير الشباب والرياضة فى معسكرات، لكى يؤهلوا كثروة بشرية للدخول فى سوق الاستثمار والعمل.
وهذا الحامل لحقيبة التجارة والصناعة والتمثيل التجارى فى سفاراتنا بالخارج، وأيضاً الملحقين التجاريين فى سفارات أجنبية فى «مصر»، لم يتذكر أن يعقد معهم اجتماعات لحل مشاكل المستثمرين ولكن انشغل سيادته «بمنديل صدر جاكتته» «موديل قديم من البشر» انتهى عصره للأسف!!.
نحن لا نمتلك رفاهية الزمن لكى نحتمل مثل هؤلاء المسئولين العالة على أحلام شعب «مصر» وأهدافها الكبرى، ولعل «الرئيس» المحرك لكل مفاصل الوطن قد وصلته الرسالة، فلم يوقع فى «مصر» بعد المؤتمر حتى اليوم عقداً لرجل أعمال واحد، وليُعد من يكذب ذلك إلى هذا اللينك:
[email protected]
لكى يرى بنفسه أن مستثمرين سعوديين قد عادوا إلى وطنهم كافرين بالبيروقراطية المصرية حتى بعد المؤتمر!!
وللحديث عما حققه المؤتمر بقية الأسبوع القادم!!∎