
محمد جمال الدين
احذروا «أبوتريكة»
بين الحين والآخر يخرج علينا بعض ممن يدعون الحكمة وممن نصبناهم علينا فى بعض أمورنا بأقوال وآراء أقل ما يمكن أن يقال عليها إنها ليست لوجه الله فقط، بل إن خلفها الكثير من الأهداف والأغراض الخبيثة التى تدعو إلى اليأس والإحباط، لإفراز كل ما هو سيئ أو ضار بهذا الشعب الذى كان يتنسم فى أمثال هؤلاء القدوة والمثل الأعلى، ولكن هيهات فسرعان ما انكشفوا وعرف الشعب حقيقتهم وحقيقة أهدافهم المحددة لهم بأوامر من الجماعة الإرهابية التى ليس لها من هدف سوى خراب ودمار هذا البلد وإشاعة كل ما هو ضد مصلحة شعبه، دون النظر إلى من سيكتوى بنار هذا الخراب والدمار الذى خلفته هذه الجماعة وأتباعها وممن يخرجون علينا من تحت مظلتها.
ومؤخرا خرج علينا واحد من هؤلاء الذى يميل إلى هذه الجماعة الذى كنا نحبه أو نعتقد ذلك، ولكن تصرفاته السابقة من عدم رد التحية على المشير حسين طنطاوى وقت أن كان رئيسا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة حينما استقبله فى المطار مع بعثة النادى الأهلى ومرورا إلى عدم مصافحة وزير الرياضة السابق «طاهر أبوزيد» عقب فوز الأهلى بإحدى البطولات بحجة أنه معين من قبل حكومة ليست على هوى سيادته، وصولا إلى تصريحاته الأخيرة التى فضحت نواياه «أتحدث عن محمد أبوتريكة»، الذى صرح منذ أيام بأن الكرة المصرية قد ماتت «إكلينيكيا» فى رسالة واضحة منه لا لبس فيها أن مصر الدولة قد انتهت لدرجة أنها حتى لاتستطيع أن تنظم مباراة فى كرة القدم، مما يوحى للقاصى والدانى بأن مصر ونظامها الحالى لايسير بالشكل الطبيعى مادامت ليست تحت نظام جماعته الإرهابية التى يميل هواه إليها، تلك الجماعة التى شرعت بالفعل وقت توليها أمور البلاد فى بيع أرضها وثرواتها لمن يدفع أكثر، بل إن هذه الجماعة وقادتها التى يميل إليها المدعو «أبوتريكة» تآمرت على الشعب نفسه وباعوا أسراره وأسرار جيشه لدويلة أخرى توهمت فى وقت من الأوقات أنها تستطيع أن تقود المنطقة.. معتمدة فى ذلك على ثرواتها النفطية التى تنفقها أو تبذرها هنا أو هناك.
الأخ «أبوتريكة» الذى لم يكن يعرفه أحد لولا فضل وزير الرياضة «طاهر أبوزيد» والذى رفض أن يصافحه و«هذه حكاية أخرى»، والذى جعل من نفسه محللاً وناصحا وخبيرا تناسى عن عمد أنه لولا كرة القدم لما عرفه أحد ولما سكن الفيللات وارتاد القصور وركب الطائرات والسيارات الفارهة وبات نجما فى الفضائيات والإعلام وكون ثروة مالية لم يكن يحلم بها هو أو أى فرد من عائلته الذى طلب وساطة الرئيس المخلوع مرسى للعفو عن أحد أفرادها، قرر بينه وبين نفسه أن يقف ضد كرة القدم التى حسبناه جزءا منها فى وقت من الأوقات، وأكد لنا موتها ليس بهدف رياضى بحت، ولكن لغرض آخر فى نفس ابن يعقوب «وهو هنا الجماعة إياها» التى تنشر الرعب والإرهاب وتعمل فى شعب مصر الطيب القتل والتفجير حتى فى مباريات كرة القدم «أحداث بورسعيد والدفاع الجوى»، وبدلا من أن يقف مع كرة القدم التى صنعت نجوميته وثروته وقف ضدها، وتناسى عن قصد مرة أخرى الكثير من أفرادها الذين يعملون بها لاعبين وإداريين وعمالاً غلابة فى درجات الدورى المختلفة وجميعهم ليس لهم من مورد سواها.
بالطبع أمير القلوب الذى تغنت الجماهير باسمه لايعنيه أمر هؤلاء لأن تنفيذ أجندة الجماعة التى يميل إليها هو أسمى وغاية أمانيه التى لم تتمثل يوما فى إدانة الإرهاب أو فى رثاء ضابط أو جندى فى جيش وشرطة شعب بلده الذى ينام تحت سقفه.. ولم يرحب حتى ولو بتغريدة مثلما يفعل بالترحيب بعقد مؤتمر «دعم وتنمية الاقتصاد المصرى»، مثلما فعل محمد صلاح نجم مصر وفيورنتنيا الحالى الذى اعتاد نصيحته لأن هذه الأمور لا تتضمنها أجندة الجماعة إياها.
ولهذا «التريكة» وغيره أقول له إن كرة القدم ستعود سواء أردت أو لم ترد والجماعة إياها فى طريقها إلى زوال، ومصر وشعبها قادرة على حماية أمنها ونجاح عقد المؤتمر الاقتصادى لدليل على ما أقول، وأنت وأمثالك ستنالون نفس نصيب الجماعة لأنكم لاتحبون إلا أنفسكم ولاتدورون إلا حول ذواتكم ولاتعرفون سوى الظلام الذى تتشبع به نفوسكم نتيجة لأفعالكم الإرهابية وبتصريحاتكم التى يخرج بها علينا تابعوكم من أمثال هذا «الأبوتريكة».∎