الإثنين 28 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
نحن وأوروبا

نحن وأوروبا


أوروبا هى فى الشط المقابل لبحرنا المتوسط وقد كان لنا معهم كثير من التاريخ المشترك، أحياناً تاريخ مؤلم وأحياناً أخرى تاريخ مشرق، خاصة أن مصر تأثرت بدءًا من القرن التاسع عشر إلى الآن بالجزء المشرق فى أوروبا وهو التنوير خاصة أن كثيرا من علمائنا وأدبائنا وسياسيينا وشيوخنا قد تأثروا بالنهضة الأوروبية وتمنوا نقلها إلى مصر

 ولكن الإرهاب كما دق شرقنا الأوسط دق أيضاً أبواب الغرب وأوروبا بالذات وبدعوة كريمة من أحد أهم مراكز الأبحاث فى أيطاليا وأوروبا شاركت فى مائدة مستديرة حضرها صفوة من المفكرين والباحثين والسياسيين من إيطاليا وأوروبا وشارك - بصفته - وزير خارجية إيطاليا وأيضاً وزير الداخلية وأغلب الحضور كانوا أوروبيين إلا اثنين من الدول العربية أحدهما أردنى والآخر شخصى الضعيف، وكان موضوع المائدة المستديرة «أوروبا وإيطاليا والعالم قبل وبعد اعتداءات باريس» وأشارك معك عزيزى القارئ بعض النقاط المهمة التى عرضت على هذه المائدة.
1ـ أوروبا تتساءل عن نفسها وعن هويتها بعد أن أصبحت متعددة الثقافات والأديان وأغلب الحضور أبدوا عدم رضاهم عما آلت إليه أوروبا من فردانية المواطن الأوروبى والتركيز على الفكر الاستهلاكى والبعد عن القيم الروحية والإنسانية التى كانت تتحلى بها أوروبا قديما، مما أدى إلى ظهور أمراض اجتماعية كثيرة.
2ـ كما تتساءل عن حدودها ما بين الانفتاح نحو الآخرين مع اتفاقية التشنجن وما بين استقبال النازحين والجدوى الاقتصادية والاجتماعية لهؤلاء الذين يأتون من الشرق وأصبحوا صداعًا اجتماعياً واقتصادياً لهم، خاصة الذين يأتون عبر الهجرة غير الشرعية هرباً من الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المتردية فى بلادهم.
3ـ يعترف الأوروبيون أنهم لم يهتموا بما فيه الكفاية بالجماعات الوافدة إليهم ولم يعملوا على اندماجهم فى المجتمع، بل ظل الكثير منهم خاصة الجيل الثانى والثالث منهم على هامش المجتمع، مما أدى إلى كثير من الإحباط فى محيط الشباب الوافد، مما أدى إلى انخراط الكثير منهم فى الجماعات المتطرفة.
3ـ أوصى المؤتمرون حكومتهم بأخذ مسافة من السياسة الأمريكية فيما يخص الشرق الأوسط وتطوير سياسة أوروبا الخارجية بما يلائم تاريخها ونظرتها وعلاقتها مع دول الشرق الأوسط.
4ـ يهتم الأوروبيون حالياً بما يجرى فى الشرق الأوسط فاعتداءات السابع من يناير على جريدة «شارلى إيبدو» وغيرها من الأحداث أيقظت أوروبا لتجد الإرهاب يطرق أبوابها بقوة ويهدد مجتمعاتها وقيمها.
5ـ اكتشف الأوروبيون أيضاً قوة تأثير الإعلام على المواطنين وصناعة السياسات وكيف أن الإعلام يظهر ما يريد إظهاره ويخفى ما يريد إخفاءه من خلف بريق الأنوار، فلم يعد الإعلام محايداً، بل أصبح له مصالحه الخاصة التى تجعله يحيد عن الحقيقة.
6ـ يراقب الأوروبيون عن كثب ما يجرى فى مصر من أحداث ويعرفون ما يجرى فيها مع أدق التفاصيل وقد اهتموا جداً  بخطاب السيد الرئيس السيسى فى عيد المولد النبوى الشريف عندما قال لا يمكن دين أن يحارب بقية سكان العالم وأيضاً مطالبته بتجديد الخطاب الدينى بشكل حثيث ودور الأزهر الشريف فى تطوير المناهج الأزهرية بجانب وضع معايير تجديد الخطاب الدينى ومن يلقيها.
7ـ كذلك مؤتمر الأزهر الذى انعقد فى 3 و4 ديسمبر الماضى ونقاطه العشر، خاصة مناشدته للمسيحيين بالبقاء فى أراضيهم أخذ كثيرا من الاهتمام .
 8 ـ أوصى المؤتمرون بضرورة الحوار بين الغرب والإسلام بما فيه الحوار بين الفاتيكان والأزهر الشريف والبحث عن الاهتمامات المشتركة والعمل على تنميتها.
هذا الاهتمام الأوروبى الذى ظهر بعد الاعتداءات التى تعرضت لها أوروبا تدعونا نحن فى مصر ليس فقط على المستوى الحكومى، ولكن على مستوى المؤسسات الصحفية ومراكز الأبحاث وغيرها على فتح قنوات من الحوار مع الأوروبيين فهم على الشط الآخر من البحر المتوسط فهم الآن أكثر تفهماً لما جرى ويجرى فى مصر حالياً، فسنجد اهتمامات مشتركة على صعيد السياسة الدولية وعلى صعيد الاقتصاد أيضاً. لا ننسى أن أوروبا هى الأقرب كما أن هناك تاريخا مشتركا ممتدا إلى قرون مضت تجعل من التقارب ضرورة قصوى.∎