الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
هؤلاء يستحقون التحية

هؤلاء يستحقون التحية


لنا الحق جميعا أن نفخر بتجربتنا الديمقراطية الوليدة التى تجلت مؤخرا عقب انتخابات الجولة الأولى لمقعد الرئاسة.. ففى هذه الجولة برهن شعبنا على مدى وعيه وإدراكه لقيمة الديمقراطية كأسلوب حياة ومنهج وكطريق آمن لما هو آت فى الفترة المقبلة.. تلك الانتخابات ما كانت ستتم لولا جهود فئات كثيرة من الشعب المصرى، ولذا وجب علينا ومن خلال هذه السطور أن نوجه لهم التحية والشكر والتقدير لما بذلوه من جهد وعمل ساهم بشكل أو بآخر فى تقدم ورقى بلدنا.
 
يأتى على رأس هذه الفئات شبابنا الطاهر الذى ضحى بحياته كى ينهى حكم النظام السابق الذى جثم على أنفاسنا لما يقرب من ثلاثين عاما.
 
شباب تزينت بهم ثورة 52 يناير ولا يمكن لأحد أن ينكر جهودهم أو يغفل دورهم فى ثورة تحدث عنها العالم بأسره وأطاح بنظام لم يعتقد أشد الناس تفاؤلاً أن يتحرك من مكانه، بل تعد ضرباً من ضروب الخيال.
 
شباب مصر الذى نتحدث عنه شارك فى التخطيط للثورة، ثم شارك وبطيب خاطر فى إخلاء مكانه لغيرهم بعد طرحه لبعض المطالب المشروعة التى كانت غائبة فى عهود سابقة ولم يسع إلى أى استفادة شخصية.
 
ولهذا ومن أجل كل ما قدمه شباب مصر من تضحيات سواء كانت بالحياة أو بالدم أتوجه أنا ومعى جموع المصريين بالتحية والتقدير لهم، لأنه لولا جهودهم وتضحياتهم ما شهدت مصر سواء فى تاريخها القديم أو الحديث أول رئيس جمهورية منتخباً من الشعب وبإرادة حرة لم تفرض عليه من أعلى أو من أحد.

 
ثانى هذه الفئات التى تستحق الشكر والتحية هم رجال القوات المسلحة المصرية الذين وقفوا مع الثورة منذ اندلاع شرارتها الأولى ورفضوا أى تعليمات أو توجيهات فى ضرب الثورة والقضاء عليها لصالح النظام المخلوع، ولكنها فضلت الانتماء إلى الشعب التى هى جزء منه، وساهمت مع الشرطة فى فرض الأمن بعد انتشار حالات الانفلات الأمنى الذى عانينا منه ومازلنا نعانى من بعضه حتى الآن.
لم تكتف القوات المسلحة بحماية حدودنا ضد أى عدوان وإنما شاركت فى استتباب الأمن الداخلى الذى انفرط عقده بصورة كبيرة عقب الثورة من قبل بعض اللصوص والانتهازيين.
 
كما نشكر لرجال القوات المسلحة ومجلسها العسكرى مساهمتهم فى إرساء قواعد ديمقراطية حقيقية أفرزت لنا ولأول مرة مجلسى شعب وشورى العضوية فيهما تمت عن طريق انتخابات حرة ونزيهة وبشفافية تامة دون انحياز لهذا الفصيل أو ذاك، علما بأن من شهد بنزاهة انتخابات مجلسى الشعب والشورى هم الآن أول من وجهوا اتهاماتهم لرجال المجلس العسكرى بتزويرها لضمان تواجد من ينتمون إليهم من نواب داخل المجلسين أو لمن يحققون لهم مكاسب معينة تساعدهم فى الاستيلاء على السلطة لأطول فترة ممكنة.
ولكن جاءت نتائج الانتخابات لتكشف زيف ما يدعيه هؤلاء وحصلت التيارات الإسلامية ولأول مرة على أغلبية المقاعد فى البرلمان بغرفتيه شعب وشورى.
وعندما حان ميعاد الانتخابات الرئاسية خرج علينا أيضا من يتهم المجلس العسكرى بأنه يريد مرشحا بعينه لضمان استمرار أعضائه فى السلطة وأن هذه الانتخابات ستشهد العديد من حالات التزوير لصالح مرشح أو آخر.. ولكن فات على هؤلاء وعلى من يتبعهم بترديد مثل هذه الاسطوانة المشروخة بين الحين والآخر أن القوات المسلحة الممثلة في مجلسها العسكري عندما تعد تفى بعهودها والتجربة خير دليل على ذلك، وشتان الفارق بين من يعد بشىء ثم يفعل عكسه تماما.
 
فقد شهدت مصر انتخابات رئاسية لم تشهدها من قبل وشهد بذلك أغلب الهيئات والصحافة الأجنبية التى تابعت الانتخابات، حيث قامت القوات المسلحة بتوفير جميع سبل الراحة والأمن حتى تتم بكل سلام وفى جو هادئ ولم تشبها شائبة، وبعيدا عن شهادات أغلب المراقبين تكفى شهادة الشعب المصرى نفسه الذى خرجت كل فئاته للمشاركة فى انتخاب رئيس بلدهم، ولم يسع المجلس العسكرى إلى نجاح أو عدم توفيق مرشح ما، فقد كان على الحياد وتفصله عن جميع المرشحين مسافة واحدة، لم يحدث أن اقترب أو ابتعد عن أحد من المرشحين.
«وعدت فأوفت»
 
هذا ليس شعارا تسير عليه القوات المسلحة المصرية وإنما هو مبدأ يتم تطبيقه على كل ما تقوم به من أعمال سواء عسكرية أو مدنية، وها هى تستعد لتسليم السلطة إلى أول رئيس منتخب وبعدها تعود إلى ممارسة مهمتها الأساسية فى حماية حدود البلاد ضد أى معتد مثلما حمت الجبهة الداخلية من أى انفلات أو فساد ووقفت ضد من حاول استغلالها ضد الشعب.
إن قواتنا المسلحة أثبتت بمواقفها المتعددة أنها الدرع الواقى للشعب الذى تنتمى إليه وأدت مهمتها على الوجه الأكمل بكل أمانة وشرف.
وأخيرا تحية إعزاز وتقدير واجبة لرجال القضاء المصرى الذى يقف بالمرصاد لكل أوجه الفساد التى تم كشفها بعد خلع النظام السابق وأركانه، كما أوجه لهم التحية على دورهم العظيم فى إشرافهم على العملية الانتخابية بأكملها بداية من الإعداد للانتخابات وحتى إعلان النتيجة مرورا بوقوفهم ضد أى تجاوز وكشفه قبل حدوثه حتى لا تتأثر عملية الانتخابات وتتلطخ بنقطة تؤثر فى مصداقيتها.
 
هؤلاء القضاة وكل من ينتسب لهذه المهنة الجليلة جهودهم مشكورة وإن كان هذا هو عهدنا بهم دائما لأنهم عاهدوا الله والشعب على حماية حقوقه وثورته ولايستطيع أحد أن يشكك فيهم أو فى ذممهم.
تحية لشعب مصر العظيم الذى أثبت أن الديمقراطية ليست بعيدة عنه، ولكل من ساهم فى إنجاح هذا العرس الديمقراطى الذى سيعد منهجاً لكل دول المنطقة.